رجب طيب أردوغان

مقعد اليمن شاغرا سوى من العلم في مؤتمر اقتصادي.. وأردوغان يعلق: "جميعنا مسؤولون عن ملايين الجائعين والمشردين في اليمن"

في افتتاح أعمال اللجنة الاقتصادية بمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة اسطنبول التركية صباح اليوم الأربعاء أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقعد اليمن شاغراً إلا من العلم اليمني وقال نشعر بألم شديد لاستمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

وأضاف اردوغان في كلمته "لا داعي للبحث عمن يتحمل مسؤولية ملايين الجائعين والمشردين في اليمن، لأننا نحن المسلمون، أو ما يعرف بالمسلمين، مسؤولون عن ذلك".

وقال اردوغان "يجري حاليًّا إعادة رسم المنطقة عبر حرب كبيرة، سببت الأزمات والتوترات في المنطقة، بدءًا من سوريا إلى اليمن والعراق وفلسطين، وأسالت الدموع والدماء".

وانطلقت أعمال اللجنة الإقتصادية العليا بمنظمة التعاون الإسلامي في ظل غياب ممثل عن الحكومة اليمنية.

وعن سبب غياب اليمن عن هذا الإجتماع قال السفير اليمني في تركيا عبدالله السعيدي في تصريح للمصدر أونلاين إن السفارة لم تتلق أي دعوة من الجهة المنظمة لتوصلها إلى الخارجية اليمنية، وعبر عن أسفه لهذا الخلل الذي تسبب في غياب الحكومة اليمنية عن اجتماع هام يشكل فرصة جيدة لعرض الوضع الإقتصادي والإنساني أمام الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف السفير "في كل الإجتماعات التي تعقد في تركيا ويفترض أن تشارك فيها الحكومة اليمنية تصلنا الدعوة من الجهة المنظمة لنوصلها بدورنا إلى وزارة الخارجية اليمنية لكن هذه المرة لم تصلنا دعوة ولا زلنا نتواصل مع الخارجية اليمنية لنعرف ما إذا كانت قد وصلتهم دعوة عبر سفارة تركيا في اليمن أم لا".

وتماشياً مع المتغيرات الأخيرة منذ تأزم العلاقات التركية السعودية على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في اسطنبول يطفو على السطح تغير في المزاج الشعبي التركي والخط السياسي الرسمي لتركيا تجاه ما يحدث في اليمن، خلافاً للموقف التركي منذ انطلاق عاصفة الحزم.

في 14 من شهر نوفمبر الجاري صرح وزير الخارجية التركي مولود جويش أوغلو أمام البرلمان التركي قال "لا نرى أن سياسة المملكة العربية السعودية والإمارات لمحاصرة الجميع في اليمن صحيحة، فالكثير من الناس يموتون من الأمراض والجوع، ونحن لا نبقى صامتين حيال ذلك".

ومن خلال متابعة الصحافة التركية فقد طغى على أدائها مؤخراً خطاباً حاداً تجاه الأداء العسكري والميداني تجاه قوات التحالف العربي في اليمن، ومع تركيزها على الجانب الإنساني وتحميل التحالف المسؤولية فإنها تذهب في الغالب إلى قراءة الصراع في اليمن بوصفه صراعاً إقليمياً بين السعودية وإيران.

وشهدت مدينة اسطنبول الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات أمام القنصلية اليمنية والتي كان يقف وراءها حزب السعادة التركي، وهو مؤشر على عمل شعبي يتجه للمطالبة بإنهاء الحرب في اليمن من منطلق الجانب الإنساني المتدهور.

وتتبنى ذات الموقف حركات تربطها علاقة طائفية ومذهبية بإيران حيث نظمت حركة "الزينبيون" وجمعية "أهل البيت" في وقت سابق فعاليات مناهضة للحرب وعبرت علناً عن تعطفها مع جماعة المتمردين الحوثيين ورفعت صور زعيم الجماعة، وتلتقي معها حركات وأحزاب سياسية يسارية تنطلق في موقفها مما يحدث في اليمن من موقفها المعادي للسعودية وتتبنى صحف وكتاب محسوبون على اليسار ف يتركيا خطاباً مناهضاً لدور السعودية في اليمن.