من الواضح أن الاجتماع العاجل الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي أمس الأحد في قصر الإليزيه لم يخرج بنتائج من شأنها أن تخفف وتيرة الاحتجاجات التي تتصاعد يوماً بعد آخر وتصعد بأشكال من العنف.
في استطلاعات للرأي تابعها "المشهد اليمني" فإن ثلثي الفرنسيين يؤيدون "السترات الصفراء" والتي يمكن أن تصبح حركة احتجاج واسعة تحمل الاسم نفسه.
اليوم الإثنين صعّد المتظاهرون ذو"السترات الصفراء" احتجاجاتهم في فرنسا، وحاصروا 11 منشأة لتخزين الوقود تابعة لشركة النفط والغاز الفرنسية (توتال)، حسبما نقلته رويترز عن ممثل الشركة.
ولوحظ أن 75 من أصل 2200 محطة وقود تملكها شركة "توتال" في فرنسا تعاني من نقص في الوقود
وخلال الاحتجاجات الجماهيرية التي اجتاحت العاصمة الفرنسية تم اعتقال 412 محتجا، وأصيب 133 شخصا أثناء الصدامات، من بينهم 23 مسؤولا أمنيا.
ثلثي الفرنسيين يؤيدون "السترات الصفراء"
تدل نتائج استطلاع الرأي العام في فرنسا على أن 72% من الفرنسيين يؤيدون حركة "السترات الصفراء" التي تحتج على ارتفاع الضرائب وأسعار المحروقات في البلاد.
ويقول علماء الاجتماع إن نتائج استطلاع الرأي العام الذي أجرته خدمة "Harris Interactive" الاجتماعية لقناة "RTL" التلفزيونية، تشير إلى أن "دعم الحركة من جانب السكان لا يزال عاليا، بالرغم من موجة العنف التي أثارتها الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة في 1 ديسمبر في المدن الفرنسية الكثيرة، وخاصة في باريس".
ويضيفون أن المجتمع الفرنسي "يفهم ويؤيد الحركة"، لكنه يعارض العنف الذي تثيره هذه الاحتجاجات. وتدل نتائج البحث على أن 85% من الذين شملهم الاستطلاع يدينون أعمال الشغب التي تتحول إليها الاحتجاجات.
وتشهد فرنسا منذ نوفمبر الماضي مظاهرات احتجاج واسعة على ارتفاع أسعار المحروقات.
ويرتدي المشاركون في المظاهرات السترات الصفراء الخاصة للسائقين، ولذلك أطلق على الحركة اسم "السترات الصفراء".
وشهدت باريس والمدن الفرنسية الأخرى يوم السبت الماضي مظاهرات احتجاج جديدة تحولت فيما بعد إلى أعمال شغب واسعة. وسجلت الشرطة أثناءها أعمال حرق ونهب وتخريب عديدة.
واحتجزت الشرطة 412 شخصا بتهمة المشاركة في أعمال الشغب.
من جهتها أفادت وزارة الداخلية الفرنسية بجرح أكثر من 110 أشخاص أثناء الاحتجاجات في باريس.
وأجري استطلاع الرأي المذكور في 2 ديسمبر الجاري عبر الإنترنت. وشارك فيه 1016 شخصا في سن لا يقل من 18 عاما.