جرحى الحوثيين في صالة مطار صنعاء

مونت كارلو: انفراج إضافي في ترتيبات نقل المفاوضين الحوثيين إلى السويد

أقلت طائرة اثيوبية منسقة مع الأمم المتحدة والتحالف بقيادة السعودية يوم الاثنين 3 ديسمبر -كانون الأول 2018 عشرات الجرحى الحوثيين ومرافقيهم للعلاج في مسقط والهند وألمانيا، ضمن اجراءات بناء الثقة الممهدة لمشاورات سلام يمنية مقررة في السويد نهاية الاسبوع.

مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث وصل العاصمة اليمنية صنعاء  يوم الاثنين لتيسير إجلاء هؤلاء الجرحى، ونقل وفد الحوثيين المفاوض الى السويد على متن طائرة للخطوط الجوية الكويتية في غضون  الثلاثاء او الاربعاء 4-5 ديسمبر 2018 كحد اقصى.

كانت قوات التحالف بقيادة السعودية، اعلنت موافقتها على إخلاء 50 جريحا من المقاتلين الحوثيين، و50 مرافقا لهم إلى مسقط بناء على طلب مبعوث الامم المتحدة، "ولدواع إنسانية واجراءات بناء الثقة" كما جاء في بيان للتحالف مساء امس الاحد.

تعذرت مغادرة المفاوضين والجرحى الحوثيين لمرتين خلال اسبوع، ما جدد المخاوف من فشل جولة المشاورات المرتقبة في السويد، على غرار اخرى كانت مقررة في جنيف مطلع سبتمبر/ايلول الماضي.

يوم السبت، قال مصدر يمني مفاوض، لفرانس24، ان مشاورات السلام اليمنية التي كانت مقررة الاربعاء في السويد، أرجأت الى نهاية الاسبوع في ثالث تعديل تتلقاه الاطراف المعنية خلال اسبوعين.

الخميس الماضي ألغيت رحلة اممية لنقل الجرحى الحوثيين، على خلفية طلب التحالف بقيادة السعودية التحقق المسبق من هوياتهم، وتأكيد التحاق وفد الجماعة بالمشاورات.

من المقرر ان تضم اجتماعات السويد، وفدا الحكومة المعترف بها برئاسة وزير خارجيتها خالد اليماني، وجماعة الحوثيين وحلفائها برئاسة ناطق الجماعة محمد عبدالسلام، الى جانب مكونات نسائية وسياسية بصفة مراقب للمشاورات التي لا تشترط لقاءات مباشرة بين الطرفين الرئيسين.

تقول الاطراف، ان المشاورات ستقتصر على اجراءات بناء الثقة، الا ان مصادر اممية وخليجية تحدثت عن ثلاثة محاور رئيسية واخرى فرعية على طاولة هذه المشاورات.

وحسب هذه المصادر، يتعلق المحور الاول باجراءات بناء الثقة التي تشمل التوقيع على اتفاقات لتبادل الاسرى والمعتقلين، واعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق امام الرحلات التجارية منذ عامين، وتخفيف الحصار عن مدينة تعز، وتوحيد المصرف المركزي، ودعم الاقتصاد، فضلا عن المقاربة الممكنة لازمة الحديدة.

وفي المسار الثاني ينظر الاطراف بخفض التصعيد، والتوتر العسكري في مناطق جغرافية، وفي المقدمة وقف الهجوم نحو مدينة الحديدة، وموانئها الحيوية للمساعدات الانسانية، في مقابل توقف الحوثيين عن اطلاق الصواريخ البالستية باتجاه الاراضي السعودية.

اما المسار الثالث والاهم، فيتعلق بالتوافق حول الاطار العام للمفاوضات المقبلة والقضايا ذات الاولوية على طاولة حل الازمة اليمنية .

وقد يمثل اعادة الاطراف المتصارعة الى طاولة المشاورات السياسية بعد عامين من التعثر، مكسبا مهما للوسيط الاممي على طريق السلام الصعب، وايقاف الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، اضافة الى امكانية الافراج عن حوالى 7 الاف اسير ومعتقل ومخفي قسرا .

لكن مع ذلك لاتزال التباينات والخلافات عميقة بين الطرفين في وجهات النظر حول اجندة المفاوضات واولويات الحل السياسي والعسكري في البلاد.

كما ان استمرار التصعيد العسكري عند الشريط الحدودي مع السعودية والساحل الغربي على البحر الاحمر، وجبهات القتال في محافظات طوق صنعاء، ينذر بتعقيدات كبيرة امام جهود الوساطة الاممية في احراز التقدم المأمول من هذه المشاورات.