استقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من منصبه، وقال في خطاب الاستقالة، إنه يتنحى حتى يتمكن ترمب من تعيين وزير دفاع متوافق مع أفكار الرئيس.
وشدد ماتيس على ضرورة اتخاذ مواقف واضحة من الحلفاء ومن القوة التي تتعارض مصالحها مع مصالح واشنطن.
وكان مسؤول أمريكي نفى أن يكون تقاعد ماتيس "استقالة مفروضة عليه".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد كشف في "تغريدة" على موقع "تويتر" أن وزير دفاعه ماتيس سيترك منصبه بحلول نهاية فبراير/شباط المقبل. وأثنى ترمب على عمل ماتيس الذي ظل في المنصب سنتين.
ماذا قال ماتيس في خطاب الاستقالة؟
- أتنحّى ليتمكن الرئيس من تعيين خلف لي يحمل أفكارا متقاربة معه.
- ماتيس تحدث في خطاب استقالته إلى الرئيس ترمب عن آرائه بشأن ضرورة "معاملة الحلفاء باحترام".
- ماتيس: لا مجال لحماية مصالحنا من دون إبداء الاحترام لحلفائنا ومن دون تحالفات قوية.
- قلت منذ البداية إنه لا ينبغي للجيش الأمريكي أن يلعب دور شرطي العالم.
- أعضاء حلف الأطلسي (الناتو) برهنوا على عظيم التزامهم بالوقوف معنا في خندق واحد.
- واضحٌ أن الصين وروسيا تسعيان لتشكيل العالم وفق القالب السلطوي السائد فيهما.
- أصبح لروسيا والصين القول الفصل في قرارات دول أخرى على حساب جيرانهما.
واعتبر مراقبون أن رحيل ماتيس كان متوقعا منذ أعلن ترمب أنه سيسحب قواته من سوريا رغم اعتراض حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين عسكريين أمريكيين كبار
وقد عبر السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام عن حزنه لتقاعد ماتيس الذي قدم خدمات جليلة للرئيس ترمب، على حد تعبيره.
تعليقات الصحافة الأمريكية:
- تحت عنوان جيمس ماتيس كان على صواب، قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن وزير الدفاع الأمريكي يستقيل بعد يوم واحد من تجاوز الرئيس له ولعدد آخر من كبار مُساعديه للأمن القومي بإصداره الأمر ببدء انسحاب سريع للقوات البرية الأمريكية المؤلفة من نحو ألفي جندي في سوريا.
- نيويورك تايمز أشارت إلى أن ماتيس أوضح في خطاب استقالته أن وجهات نظره بشأن عدد من قضايا السياسة الخارجية والدفاع كانت تختلف بشكل جوهري عن وجهات نظر ترمب.
- الصحيفة قالت: "قبل أقل من ثلاثة شهور حدد مستشار الأمن القومي جون بولتون مهمة واسعة النطاق للقوات الأمريكية في سوريا وبدا حينها أنها تعكس خطة موثوقة للسياسة الخارجية؛ ولكن كما جرى الحال كثيرا خلال رئاسة ترمب الفوضوية، لم تكن كذلك. وتساءلت الصحيفة في عنوان فرعي: من سيحمي أمريكا الآن؟".
- صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا لمراسليها غريغ جاف وكارون ديمرجيان، اعتبرا فيه استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس يوما حزينا لأمريكا، وقالا إن كثيرين في واشنطن يخافون أن تترك استقالة ماتيس الرئيس ترمب دون أي رقابة.
- الكاتبان أضافا أنه منذ اليوم الذي تولى فيه ماتيس إدارة البنتاغون، كان ينظر إليه في واشنطن والعالم على أنه الضمان والرقيب على رئيس مدمن على الفوضى.
- الكاتبان قالا إن استقالة ماتيس لم تعكس فقط خلافاته السياسة مع ترمب فحسب؛ بل إنها أظهرت أيضا الشكوك في لياقة ترمب ليكون القائد الأعلى للقوات الأمريكية في لحظة خطيرة على المسرح العالمي.
- افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال حملت عنوان: مخاطر تذبذب رئاسة ترمب وقالت: الرئيس يتورط في أسوأ اندفاعاته ويخسر قائدا للدفاع.
- الصحيفة أضافت أن ترمب دائما ما يعول على مستويات البورصة كمؤشر لأداء إدارته وهو محق في ذلك، ولكن أي منطق يقول إنه يستطيع أن ينسب لنفسه النجاحات فقط.
- الصحيفة: على ترمب أن ينظر إلى مؤشرات الأسواق هذا الأسبوع كتحذير مفيد.
- الصحيفة قالت إن الاضطرابات المتعاقبة خلال عام ترمب الأول في الرئاسة نتجت عن استراتيجيات مخططة نفـذها حُلفاؤه في الحكومة والكونغرس، لكن تصرفاته الغريبة هذا الأسبوع كانت مُختلفة. مع دخول عام 2019 بحكومة مُنقسمة يتصرف ترمب كثور هائج.
الانسحاب الأمريكي من سوريا:
- الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان قد كتب، الأربعاء الماضي، عبر "تويتر": لقد هزمنا تنظيم الدولة في سوريا وكان ذلك السبب الوحيد لوجود قواتنا هناك خلال فترة رئاستي.
- البيت الأبيض أشار بعد تغريدة ترمب أن الولايات المتحدة بدأت في إعادة القوات الأمريكية للوطن مع انتقالها للمرحلة التالية في هذه الحملة بسوريا.
- البيت الأبيض قال إن الانتصارات على تنظيم الدولة في سوريا لا تشير لنهاية التحالف العالمي أو حملته.
- قرار الانسحاب من سوريا يمثل للرئيس الأمريكي وعداً قطعه لقاعدته الانتخابية تحت شعار أمريكا أولاً، وقد حان وقت الوفاء به بغض النظر عن كل المحاذير الاستراتيجية المحتملة له والمواقف التقليدية المرتبطة بمصالح الأمن القومي الأمريكي.
We have defeated ISIS in Syria, my only reason for being there during the Trump Presidency.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 19, 2018
ضغوط للرحيل:
- في مقابلة سابقة بتاريخ 14 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، مع "برنامج 60 دقيقة" الذي تبثه شبكة "سي.بي.إس" الأمريكية قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إنه يعتبر وزير دفاعه الجنرال جيمس ماتيس ديمقراطيا إلى حد ما، وإنه لا يستبعد استقالته من منصبه.
- ترمب أوضح وقتها أنه ليس متأكدا مما إذا كان ماتيس يعتزم الاستقالة من منصبه، لكنه أضاف أن الجنرال المتقاعد قد يفعل ذلك.
- ترمب قال في هذه المقابلة: "الأمر يبدو وكأنه يعتزم الاستقالة، وإذا أردتم أن تعلموا الحقيقة فأعتقد أنه ديمقراطي إلى حد ما. لكن الجنرال ماتيس شخص طيب. إننا نتعامل معا بشكل جيد للغاية. قد يرحل. أعني أنه في مرحلة ما كل شخص يرحل. كل شخص. الناس يرحلون. هذه هي واشنطن".
- مستقبل ماتيس كان مثار تكهنات في وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة بعد صدور كتاب للصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد أشار فيه إلى أن ماتيس يذم ترمب في اللقاءات الخاصة مع زملائه.
- مسؤولون حاليون وسابقون قالوا لـ "رويترز" قبل ذلك إن هناك اعتقادا بأن من أسباب اضمحلال حظوظ ماتيس في البقاء بمنصبه هو مجيء ميرا ريكاردل إذ شغلت منصب نائب مستشار الأمن القومي، وهناك اعتقاد بأنها تكره وزير الدفاع ماتيس.
- مجلة فورين بوليسي الأمريكية كشفت نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون يقف وراء الإشاعات بأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يعتزم الاستقالة من منصبه.
- بوليسي أشارت إلى أن "المتشدد" بولتون ونائبته مايرا ريكارديل –التي اشتبكت مرارا مع ماتيس بشأن تعيينات بوزارة الدفاع- يروجان بأن ماتيس على وشك الرحيل.
- مراسلة المجلة لدى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لارا سيليغمان، نسبت إلى مسؤول رفيع سابق في البنتاغون قوله إن بولتون ونائبته مايرا يريان أن ماتيس "غير متوائم أيديولوجيا" مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
- المسؤول -الذي لم تكشف عن هويته- أضاف أن كلا من بولتون ونائبته مايرا يحاولان توليد شعور بأن وزير الدفاع ماتيس راحل عن منصبه، وأن أمره قد انتهى.
خلفية:
- وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس ليس سياسيا بطبيعته، ولم يخف سرا في السابق أنه لم يكن يتطلع إلى أن يصبح وزيرا للدفاع أو حتى أن يعود إلى واشنطن.
- ماتيس كان ضابطا برتبة جنرال في سلاح البحرية وتقاعد في عام 2013 وعمل في جامعة ستانفورد.
- يذكر أن ماتيس قال في جلسة إقرار تعيينه وزيرا للدفاع في مجلس الشيوخ العام الماضي إنه كان "يستمتع بحياته كاملة" قبل أن يتلقى الاتصال الهاتفي الخاص بترشيحه للمنصب.
- حين كان يتلقى أسئلة بخصوص التقارير التي تقول إنه قد يترك المنصب، كان رده الدائم: "لا آخذها بجدية على الإطلاق".
- يعد ماتيس أقل تشددا تجاه إيران من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
المصدر/ الجزيرة مباشر + وكالات