طفل مغربي عبقري

أبهر خبراء Google بعبقريته.. المغربي إيدر مطيع مبرمج عمره 11 عاماً وأصبح أفضل من أستاذه

لم يعد أطفال الحيّ يطمعون في أن يشاركهم اللعب، يعرفون جميعاً أنه بات يفضل البقاء لساعات أمام شاشة حاسوبه على أن يهدرها خارجاً، يستغلها لتعلم لغات البرمجة وإتقان سبل الاشتغال بها.

في إحدى زوايا غرفته، ينزوي إيدْر مطيع، الطفل البالغ من العمر 11 عاماً، بعيداً عن عالم الكبار والصغار قريباً من عوالم البرمجة، ما مكّنه من إتقان أكثر من لغة برمجة من بينها «بايثون»، بالإضافة إلى 5 لغات أخرى، ما يجعله أصغر مبرمج مغربي.

طفل مغربي .. أبهر خبراء Google

طامحاً إلى التعمق أكثر في عالم البرمجيات، استعرض العبقري الصغير ابن مدينة تيزنيت، (تبعد عن العاصمة الرباط 620 كيلومتراً)، تجربته خلال مهرجان المطورين»DevFest». حضر المؤتمر خبراء من Google ودول أجنبية مختلفة، وانبهروا من ذكاء الطفل إيدر وأشادوا بتعلمه ذاتياً ورغبته في تطوير مهاراته.

العبقري الصغير لقى احتفاءً خاصاً من طرف سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالمغرب التي هنأته وأثنت عليه من خلال صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.

 

يقول إيدير لـ»عربي بوست» إن لغة «بايثون» لغة برمجة سهلة واحترافية في نفس الوقت، ويتم استعمالها في كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وهي لغة متينة وتستعمل في عدد من المجالات.

«بايثون» ليست لغة البرمجة الوحيدة التي يتقنها الطفل الصغير، حيث أفصح لـ»عربي بوست» عن بدايات استكشافه لهذا العالم الذي أبهره قبل أقل من سنة، حيث تعلم بداية «html»، قبل أن ينتقل سريعاً لتعلم «Java» و»C» و»C++» و»SQL» و»Scratch».

 

ما كان إيدر ليكتشف عشقه لهذا المجال في سن العاشرة لولا توجيه وعناية شقيقه الأكبر فهد، الذي يتم دراسته في مجال تقنية المعلومات، فقد لاحظ عليه علامات النبوغ والفطنة، ما جعله يشرك شقيقه الأصغر في بعض الأمور المتعلقة بالبرمجة.

التقط الصغير المعارف الأولى، واستعان بـ»يوتيوب» للبحث والتعلم أكثر، خاصة أنه يتقن اللغة الإنجليزية، على عكس باقي التلاميذ المغاربة ممن يتلقون اللغة الفرنسية التي توليها الدولة المغربية اهتماماً أكبر.

لا ينكر فهد مطيع أن التلميذ تفوق على الأستاذ، إذ إن إيدر وفي وقت وجيز استطاع إتقان لغات برمجة عديدة، حتى إنه بات يوضح بعض التفاصيل لأخيه الأكبر.

منذ مشاركة الصغير في مهرجان Google الذي أقيم مؤخراً بمدينة أكادير، جنوب المغرب، لقى إيدر تشجيعاً كبيراً من طرف خبراء أجانب، كما أن إعجاب مهندسين مغاربة بذكائه جعلهم يوفرون له حاسوباً حديثاً «Macintosh»، يسهّل عليه عملية البرمجة مستقبلاً، بالإضافة إلى هدايا أخرى استقبلها إيدر بفرح طفولي خالص.

 
 
إيدر سعيد بجهازه الجديد

هاكر.. بقبعة بيضاء!

طموح إيدر مطيع يتجاوز سنه بكثير، راغباً في أن يصبح «هاكر» من ذوي القبعات البيضاء.

استرسل الصغير يشرح بحماسة بادية مهام مهنته المستقبلية، موضحاً أنه وعلى عكس ما يعتقده الناس بأن كل «هاكر» هو مخترق للأنظمة بطريقة لا أخلاقية: «قرصان القبعة البيضاء أو خبير أمان الكمبيوتر، يستطيع استخدام وسائل ممنوعة لمعالجة أمن الحواسيب بالشركات والمؤسسات».

لتحقيق هذا الحلم، يتمنى كل من إيدر وعائلته أن يحظى بفرصة جيدة لمتابعة دراسته بالولايات المتحدة الأميركية أو بريطانيا أو ألمانيا، حيث يرى شقيق إيدر الأكبر أن المدارس العليا المغربية لن يكون لها كبير الأثر على مستوى العبقري الصغير.

أما إيدر فمنشغل حالياً بتعلم معارف برمجية جديدة واكتساب اللغة الألمانية، إلى جانب تعزيز لغته الإنجليزية، معتمداً على نفسه بشكل عصامي.