القوات الأمريكية في سوريا

واشنطن تعيد حساباتها في سوريا.. "تمديد الانسحاب إلى ما بعد 4 أشهر!

أفادت تقارير إعلامية أميركية بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وافق على تمديد فترة انسحاب قوات الجيش الأميركي البالغ عددها 2000 عنصر، من سوريا، إلى 4 أشهر.


وشددت التقارير على أن ذلك جاء في حوار دار بين ترمب والجنرال بول لاكاميرا، قائد القوات الأميركية التي تقاتل تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، وذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى العراق لتفقد القوات الأميركية هناك. مؤكداً أن ترمب وعد بتوفير عدة أشهر للعسكريين الأميركيين لتنفيذ الانسحاب من سوريا.


ولم يعلق البيت الأبيض على طلب من شبكة «CNN» حول صحة التقارير.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في تغريدات أول من أمس (الاثنين)، أن بلاده ستعيد قواتها من سوريا «بوتيرة بطيئة»، بالتوازي مع استمرار تلك القوات في محاربة تنظيم «داعش».


في سياق متصل، أكّدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، ضرورة «إنهاء مهمة» التصدي لتنظيم «داعش» قبل الانسحاب المعلن للحليف الأميركي من سوريا، لدى احتفالها في الأردن بالعام الجديد مع القوات الفرنسية المشاركة في مكافحة التنظيم.


وقالت الوزيرة في كلمة ألقتها أمام الطيارين الفرنسيين في قاعدة «إتش 5» الجوية الأردنية التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية لضرب التنظيم في سوريا المجاورة: «عند وصولكم (عام 2014) كان التفويض واضحاً: تدمير (داعش). وهو ما لم يتغيّر. لدينا مهمة يجب إنجازها».


وأضافت مخاطبةً العسكريين المشاركين في عملية «شامال»، الشق الفرنسي من الحملة الدولية ضد التنظيم في العراق وسوريا: «جئت إلى هنا لأقولها مرة أخرى: فرنسا تواصل القتال ضد التيار الجهادي (...) أعوّل عليكم منذ الغد لمواصلة المهمة»، مذكّرة بسلسلة الاعتداءات الدموية التي ضربت فرنسا منذ عام 2015 وتبناها تنظيم «داعش».


وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حلفاءه في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين أعلن سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في سوريا وعددهم ألفان، في قرار كان له وقع الصدمة.


ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزيرة، قولها: «إنه قرار مباغت أحادي الجانب» من قبل البلد الذي يقود التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، مشيدةً بالتزام الجنود الفرنسيين «المثالي والشجاع والضروري». وخفف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، في تغريدة على «تويتر» من وطأة تصريحاته حول خططه للانسحاب من سوريا فوراً، متحدثاً عن انسحاب «بطيء».


وعلقت بارلي بحذر على هذا الإعلان، فقالت للصحافيين: «بطيء لا يعني بالضرورة عدداً محدداً من الأسابيع، سنرى»، مشيرة إلى أن «كيفية هذا الانسحاب لا تزال قيد المناقشة».


وكانت بارلي قد صرحت في الطائرة التي كانت تقلّها إلى الأردن بـ«إننا لا نشاطر بشكل كامل الرئيس ترمب وجهة نظره. نحن نعتبر أن المعركة ضد (داعش) لم تنتهِ بعد، وأولويتنا هي الاستمرار في إكمالها». 


وتابعت: «أنا متفائلة بأن هذا العمل يمكن أن يُنجز، ونحن بحاجة إلى استخدام فعّال للوقت الذي يفصل بيننا وبين الانسحاب الفعلي، وهو التاريخ الذي لا نعرف عنه شيئاً حتى الآن».


وبعدما سيطر على أراضٍ واسعة في سوريا في عام 2014، تعرض تنظيم «داعش» للعديد من الانتكاسات في العامين الماضيين نتيجة الهجمات التي نفّذها الجيش السوري وحلفاؤه وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.


ولا يزال التنظيم يحتفظ بوجود في شرق سوريا وبعض الجيوب في الصحراء ويظل قادراً على شن هجمات قاتلة في جميع أنحاء العالم.


وأكد النقيب الفرنسي غيوم أمام مقاتلته الرافال المزودة بأربع قنابل من طراز «آي 2 إس إم» والجاهزة للإقلاع في مهمة في الصباح الباكر لدعم الجنود الذي يقاتلون التنظيم على الأرض: «لا يزال هناك الكثير من العمل لاستعادة متوسط وادي الفرات».