تُقدِّم حركةٌ متنامية من منظماتٍ في القدس بفلسطين خدمات صلاة بالنيابة للمسيحيين واليهود في القدس الراغبين في دفع المال مقابل إيصال دعواتهم الإلهية إلى المدينة المُقدَّسة.
صلاة بالنيابة للمسيحيين واليهود في القدس
وعلى مدار آلاف الأعوام، تاق الحجَّاج للتواصل مع الله على أرض هذه التلال الشرق الأوسطية المقدَّسة عند المسيحيين، واليهود، والمسلمين.
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد شقَّت تجارات الأعمال وجمعيات جمع الأموال الخيرية طريقها لسوقٍ عالمية تستهدف هؤلاء ممَّن لا يستطيعون زيارة المدينة القديمة المسوَّرة، لكن يريدون استئجار بديل يُصلّي فيها محلَّهم.
أسعار صلاة المسيحيين تتراوح ما بين 15 و40 دولاراً
ويقدم أحد المواقع الإلكترونية، Holy Land Prayer أي «صلوات الأرض المُقدَّسة»، مجموعةً مُتدرِّجة من الخدمات.
تتراوح أسعارها بين 15 و40 دولاراً؛ كي يتلو قسّ صلاةً في كنيسة القيامة، حيث يُعتَقد أنَّ المسيح صُلِب، ودُفن، وبُعِث من جديد.
وقال الموقع: «نريد أن نساعد الناس على الشعور بقوة الصلاة في حياتهم، خاصةً عندما يشعرون أنَّه لا يمكنهم الصلاة لأنفسهم».
ويتضمَّن الخيار الأعلى سعراً بين الخدمات إيقاد شمعة ووضع صورة الشخص بجانبها، وأن يُرسَل له مقطع فيديو للصلاة عبر الإيميل.
معظم المال يذهب للتبرعات
وقال موقع Holy Land Prayer في رسالةٍ إلكترونية لصحيفة The Guardian البريطانية إنَّ بضع مئاتٍ من الصلوات تُتلَى من خلال الخدمة شهرياً، ويجري التبرع بمعظم المال إلى الكنيسة التي تُعَد أقدس المواقع في المسيحية.
وتدير شركة Salvation Garden أي «حديقة الخلاص»، وهي شركة ناشئة، موقعاً إلكترونياً متطوراً يُعرَض بست لغات، حيث يمكن للناس ملء استمارة لطلبات الصلاة الموصى بها.
بإمكانك اختيار صلوات مكتوبة مسبقاً
ويُتاح للزبائن الاختيار بين صلواتٍ مكتوبة مُسبقاً، مثل «أبانا»، أو صلواتٍ مقترحة للشفاء، لكن يمكنهم كذلك كتابة الصلاة بأنفسهم واختيار أي قسٍّ يريدون أن يرفع أمانيهم إلى الله: سواء كاثوليكي، أو أرثوذوكسي، أو بروتستانتي.
وبينما تؤدَّى خدمة الصلاة المبدئية البسيطة مجاناً، تتضمَّن الخدمات الإضافية المدفوعة مقطع فيديو مسجَّلاً لأداء الصلاة، أو أن تُرسَل له شهادة مطبوعة بالبريد.
أرض المقدس يجب أن تكون متاحة للجميع
أخبر موقع Salvation Garden صحيفة The Guardian أنَّهم يعتقدون أنَّه يجدر بالأرض المُقدَّسة أن تكون متاحةً للجميع، وبينهم هؤلاء ممَّن لا يمكنهم الوصول للقدس.
وقال الموقع إنَّهم تلقوا الكثير من الطلبات عبر موقع فيسبوك، وإنَّه من المُقرَّر أن تصدر الشركة تطبيقاً على الهواتف الذكية قريباً.
صلاة اليهود
وبالنسبة لليهود، فإنَّ الموقع الأقدس للصلاة هو الحائط الغربي (حائط المبكى). حيث يضع الناس قصاصاتٍ من الورق عليها صلواتٌ مكتوبة بين شقوق الحائط المصنوع من حجر الجير، والمُبجَّل بصفته أحد آخر آثار جبل الهيكل.
والآن، تُقدِّم عدة مجموعاتٍ يهودية خدمة طباعة ووضع الصلوات المُرسَلة لهم بالبريد الإلكتروني، وعادةً ما يفعلون ذلك مجاناً.
إيصال الصلاة اليهودية بـ29 دولاراً والمستعجلة 79 دولاراً!
وتُقدِّم إحدى الشركات، وتُدعى Western Wall prayer delivery service أي «خدمة توصيل الصلوات للحائط الغربي»، إيصال الصلوات إلى الحائط خلال 30 يوماً مقابل 29 دولاراً.
أو خدمة توصيل «سريع» خلال 24 ساعة مقابل 79 دولاراً (بعد الخصم من سعر 99 دولاراً).
وتجمع منظمةٌ يهودية أخرى المال بطلب التبرعات، بدءاً من دولارَين يومياً، مقابل إرسال «وكلاء صلوات» -وهم عادةً حاخامات أو دارسون للتوراة- يصلُّون عند الحائط بالنيابة عن المتبرع لمدة 40 يوماً متتالية.
وتتطلَّب الخدمة الأكثر تفصيلاً بين تِلك تبرُّعاً بحد أدنى 3600 دولار، وتقدِّم خدمة 10 أشخاصٍ يصلُّون يومياً للمتبرع، مع إضافاتٍ تتضمَّن قراءة كتاب المزامير كاملاً.
الناس يطلبون الصلاة لأي شيء خارج تحكمهم
أُنشِئت شركة Western Wall Prayers أي «صلوات الحائط الغربي» من قِبل باتيا بورد-أوفيد، التي تقول إنَّ طلب الصلاة الأكثر شيوعاً يتعلَّق بالزواج، ومن بعده الشفاء.
وقالت: «لكن دعني أقول إننا نصلي الآن لشخصٍ يريد النجاح بامتحان المحاماة، أو كي يجد الأولاد وظيفة، أو للحصول على حضانة الأطفال».
وأضافت: «يصلِّي الناس طلباً لأيِّ شيء. أي شيءٌ خارج تحكُّمهم».
أسَّست باتيا، وهي يهوديةٌ ملتزمة، المنظمة بعد لقائها بزوجها السابق بعد أيامٍ من قضائه 40 يوماً من الصلاة عند الأحجار القديمة.
80% من أصدقائي طلبوا الصلاة.. وأمانيهم تحققت
بدأت باتيا، المقتنعة بقوة أثر الممارسة الدينية، تعرض أن تصلي لأصدقائها بالموقع المقدَّس، وقالت إنَّ 80% منهم حصلوا على ما تمنُّوه.
وعلى مدار الأعوام الـ13 الأخيرة، كبُر حجم المنظمة الخيرية حتى أصبح يعمل بها قرابة 40 باحثاً حاخامياً مِن ذوي الدخل الزهيد.
ويذهب قدرٌ كبير من التبرعات لهم ولمجتمعاتهم. كذلك يُتوقَّع من الحاصلين على الخدمة أن يؤدُّوا الصلاة بأنفسهم في موطنهم طوال تلك الفترة.
وقالت باتيا إنَّ معظم الناس فضَّلوا خيار التبرع بدولارَين يومياً لكنَّ البرنامج البالغة قيمته 3600 دولار اُختير من حينٍ لآخر.
وقالت: «إنَّه مبلغٌ كبير من المال. إنَّه اختبارٌ صعب. ليس لدى الجميع قدرٌ كهذا من المال بوسعهم إنفاقه».
وقالت باتيا إنَّها تؤمن بما تفعله: «سيُضحِكك هذا، لكن حتى مع أنِّني أعيش بالبلدة القديمة، إلَّا أنَّني في الغالب أؤجر ناساً يصلون لأجلي سبع أو ثماني مراتٍ سنوياً، فقط لأنِّني أرى كم هذا الأمر مؤثر».