انتفاضة 6 أبريل 1985 التي أنهت حكم جعفر النميري (وكالات)

السودانيون لديهم تاريخ طويل من الإطاحة بالأنظمة.. هاتان انتفاضتان أسقطتا حُكمين سابقين، إحداهما خلال 7 أيام فقط!

تذكِّر التظاهرات المناهضة للنظام في السودان، والمستمرة منذ 3 أسابيع، بالانتفاضتين اللتين وقعتا في عامي 1964 و1985، وأدتا إلى الإطاحة بنظامين. لكن نتيجة التظاهرات الحالية تبدو غير واضحة، بحسب المؤرخة البريطانية ويلو بيريدج الخبيرة في شؤون السودان.

وتقول المؤرخة بيريدج، لـ «فرانس برس»، عن جذور التظاهرات ضد النظام السوداني، إنَّ سببها بالأصل رفع أسعار الخبز، لكنها تأتي في ظرف أعمق بكثير من ذلك.

فالرئيس عمر البشير وحزبه «المؤتمر الوطني» يحكمان البلاد منذ عام 1989، بعد انتفاضة أطاحت في 1985 بالحكومة، وكانت آخر انتخابات ديمقراطية شهدها السودان في 1986. والنظام القائم حالياً معروف بتسلُّطه، وقامت ضده حركات احتجاجية عدة خلال السنوات الـ29 الماضية، بحسب المؤرخة البريطانية.

وتستدرك: «لكن بالنظر إلى حجمها وانتشارها في أنحاء البلاد ومستوى التعبئة الشعبية، فإن التظاهرات الحالية هي الأكبر منذ بداية  الحكم الحالي».

وكانت تمت الإطاحة بالنظامين الأوَّلين في تاريخ السودان (المستقل) في 1964 التي أسقطت حكم الفريق إبراهيم عبود العسكري، و1985 التي أسقطت حكم المشير جعفر محمد النميري بانتفاضتين شعبيتين تشبهان إلى حد كبير، الانتفاضة الحالية.

ثورة 1985 بدأت من «عطبرة» أيضاً

وبدأت ثورة 1985 أيضاً من عطبرة (شرق)، كما هو شأن الاحتجاجات الحالية.

في حين استمرت الاحتجاجات الحالية فترة أطول من الاحتجاجات السابقة، حيث احتاج محتجو 1964 سبعة أيام فقط للإطاحة بالنظام، في حين تطلبت الإطاحة بنظام 1985 أحد عشر يوماً. أما الحركة الاحتجاجية الحالية، فقد بدأت قبل 21 يوماً، وهو ما يؤشر على صلابة مقاومة نظام البشير.

الأمر المختلف هذه المرة هو أن فرص قبول البشير بالتنحي ضعيفة، بسبب ملاحقات المحكمة الجنائية الدولية ضده.

ماذا عن الجيش والأمن؟

من جهة أخرى، أيّد الجيش والشرطة، خلال الأزمتين السابقتين، بسرعة، المحتجين في الخرطوم. أما في الحالة الراهنة وحتى الآن، فيبدو أن البشير ما زال يحظى بتأييد معظم قوات الأمن.

ومن أسباب صمود النظام أيضاً، أن البشير سياسي محنَّك معروف بقسوته، لكن أيضاً بفاعليته. ولأنه كان منخرطاً بقوة في انتفاضة 1985، فإنه يعرف تماماً كيف تمت الأمور. وهو لذلك عزز رقابته بشكل منتظم على أجهزة الأمن، ومنها جهاز الاستخبارات.

وعلاوة على الجيش النظامي، يحظى البشير بدعم الكثير من الميليشيات الموازية القوية والمرتبطة به شخصياً، وبحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه.

موقف الإسلاميين سيكون له دور مهم

وتضيف المؤرخة أنه لا يمكن الجزم بأن قوى الأمن، سواء الجيش النظامي أو جهاز المخابرات، لن تنقلب يوماً على البشير.

ففي 1985 وبعد 11 يوماً من الأزمة، تخلّى قائد الجيش عن الرئيس جعفر النميري، نتيجة ضغط من ضباطه، الذين تأثروا بدورهم بالضباط الأقل رتبة. وكان قبل تخلّيه بيوم واحد يقف تماماً مع النميري.

كما أن موقف الإسلاميين سيكون له دور مهم، فهم إجمالاً يدعمون نظام البشير منذ 29 عاماً، لكنهم منقسمون. فقد انشق فصيل منهم وشكَّل حركةً معارِضةً.