مدينة عدن

حصري بالوثائق.. «فضيحة فساد ونصب واحتيال» في صفوف «الشرعية» هؤلاء أبطالها الأربعة.. أمن «عدن» يعتقل أحدهم (أسماء)

مأرب برس

كشفت وثائق رسمية ومصادر مطلعة، الخميس 10 يناير/كانون الثاني 2019م، عن أكبر «فضيحة فساد، ونصب، واحتيال»، قام بها عصابة مكونة من 4 من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» يستخدمون «لجنة وهمية» بإسم الاعلاميين النازحين في العاصمة المؤقتة «عدن».


وبينت الوثائق الرسمية التي حصل عليها «مأرب برس»، بالارقام والحقائق، حجم الاموال التي استلمتها وقامت بنهبها ما تسمى بـ«لجنة السياسيين والاعلاميين» النازحين بالعاصمة المؤقته عدن خلال الفترة الماضية من الهلال الأحمر الأماراتي.

وأكدت الوثائق ان المبالغ التي نهبتها اللجنة بلغت «315.023» ريال سعودي، بالإضافة لمساعدات عينية تبلغ قيمتها عشرات الملايين، ومبالغ اخرى تم استلامها تحت مسمى تنفيذ «دراسات» وغيره.

وتبين الوثائق مبالغ مالية طائلة تم الاستحواذ عليها من قبل اعضاء اللجنة المنتمين للمؤتمر الشعبي العام وهم: «انور العامري، احمد الشرجبي، نائلة العبسي، عدنان الزوقري»، منها مبلغ «12.067» ريال سعودي اجمالي مبلغ العجز المقيد على المدعو «انور العامري» الرئيس السابق للجنة.

مصادر مطلعة أفادت لـ«مأرب برس»، بأن اللجنة مارست خلال الفترة الماضية «عملية اقصاء وتهميش وفرز وتمييز سياسي بين النازحين، حيث قامت باستبعاد العشرات ممن لا ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام، واستأثرت بحقوقهم التي كانت تصرف من قبل الهلال الاحمر الاماراتي كمساعدات وايجارات سكن».

كما قامت اللجنة بنهب ومصادرة كميات كبيرة من المعونات الغذائية التي كانت تصرف من قبل اكثر من منظمة وجهة محلية ودولية للنازحين، وقامت ببيعها والاستئثار بقيمتها، بحسب المصادر.

ويشكو المئات من النازحين من ما اسموه بفساد «لجنة السياسيين والاعلاميين» النازحين في العاصمة المؤقته عدن، مؤكدين قيام اللجنة بنهب عشرات الملايين بأسماءهم من قبل اكثر من جهة.

هذا وكان عدد من السياسيين والاعلاميين النازحين في العاصمة المؤقتة عدن، رفعوا شكوى للنائب العام والمنظمات المحلية والدولية يشكون فيها مما اسموه «أعمال وممارسات نصب وإحتيال بأسمائنا، وتشويه لسمعتنا، واستغلال أوضاعنا الإنسانية جراء النزوح والتشرد، تقف ورائها عصابة منزوعة الضمائر وفاقدة للقيم وللروح الإنسانية، بعد أن قامت بإنشاء لجنة وهمية تحت مسمى «لجنة السياسيين والصحفيين والإعلاميين النازحين بعدن» تمارس أعمال النصب والإحتيال بأسمائنا بصورة مستمرة.

وقالت الشكوى التي اطلع عليها «مأرب برس»، ان هذه «العصابة متمرسة في استغلال أوجاع ومعاناة وأوضاع الناس في سبيل تحقيق مصالحها، حيث قامت مؤخرا، بإستلام اثاث وادوات منزلية لنحو 200 من السياسين والصحفيين والإعلاميين النازحين بعدن، من منظمة صناع النهضة،التي حصلت عليها من إحدى المنظمات الدولية التي تنشط في المجال الأيوائي والإنساني، ونقلها إلى أماكن مجهولة بغرض بيعها بالتجزئة في للمحلات التجارية».

وخاطب النازحين النائب العام بالقول: «نحيطكم أنه سبق عملية النصب الإحترافية هذه ، قيام تلك اللجنة بالنصب والتسول بأسمائنا من عدة جهات ، وفي المقدمة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي خصص دعم شهري لنا يقدر بنحو 80 ألف ريال سعودي ، منذ يناير الماضي وحتى اكتشاف قيادة الهلال الأحمر الإماراتي بعد نحو 6 أشهر لعشرات الأسماء الوهمية التي سجلتها اللجنة الوهمية التي يرأسها كلا من المدعو انور العامري والمدعو أحمد الشرجبي والمدعوة نائلة العبسي، والمدعو عدنان الزوقري، وجمعهم لهم باع طويل في أعمال النصب والإحتيال وإستغلال أوضاع الناس والفساد».

وحسب الشكوى، فإن هذه اللجنة «دشنت أعمالها وممارساتها التي يعاقب عليه القانون بأقصى العقوبات، بتنفيذ أعمال استخبارتية لصالح مليشيات الحوثي الإنقلابية، تتمثل في تسجيل أسمائنا في كشوفات وإرسالها لقيادة مليشيات الحوثي الإنقلابية، في العاصمة صنعاء، ونشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بإيحاءات وإشارات واضحة تزعم بأننا نعمل «مرتزقة» لصالح دول خارجية، بهدف تعريض حياتنا وحياة افراد أسرنا وأقاربنا لأخطار عدة ،أولها التصفية الجسدية، وآخرها الإعتقال على أيدي عناصر المليشيات التي تعد أي مواطناً يمنياً ، سياسيا كان أو صحفياً أو عاملا، يزعم هذا أو ذاك بأنه يستلم بدل سكن أو أي معونة من أي جهة لا تمت بصلة للمليشيات، خائن ومرتزق وموالي لليهود ولامريكا وعقوبته القتل أو الضرب العنيف بكرة واصيلا أو السجن في قبو ضيق ومظلم إلى وقت غير معلوم».

وناشد الاعلاميين والسياسيين في ختام شكواهم النائب العام والجهات الحكومية المعنية والمنظمات المحلية والدولية بسرعة «وضع حد لما تقوم به هذه اللجنة من نصب وإحتيال بأسماء النازحين، وإيقاف تماديها في ايذاءهم، والتوجيه بسرعة القبض على هذه العصابة واحالتها للقضاء لتنال جزاءها الرادع».

يذكر ان اللجنة شكلت بالعاصمة المؤقتة عدن في يناير 2018م وعقب مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح، والذي اعقبه فرار المئات من انصارة الى عدن وعدد من البلدان - ومنذ ذلك الوقت مارست كل انواع النصب والاحتيال بإسم النازحين لظى المثير من الجهات والمنظمات، واستأثرت بعشرات الملايين لنفسها.

ونشب مؤخرا خلاف حاد بين اعضاء اللجنة وذلك على خلفية اتهامات لاستئثار المدعو «احمد الشرجبي» بمبالغ خاصة كبيرة وعدم تقاسمها مع بقية قيادة اللجنة، الامر الذي دفع الاخرين لكشف بعض فضائح الفساد والنصب والاحتيال التي مورست الفترة الماضية، وتطورت الخلافات لتصل للجهات الامنية في عدن التي قامت بحبس «الشرجبي» حيث لايزال قابعا في السجن حتى الان، كما قامت بالتحفظ على مقر اللجنة، الا ان المئات من النازحين لايزالون يطالبوا الجهات الامنية بسرعة القاء القبض على بقية افراد العصابة.