والدة أسامة بن لادن

شاهد أول ظهور لوالدة "أسامة بن لادن" ..وماذا قالت عن ابنها وكيف كانت حياته؟

أجرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية مقابلة هي الأولى من نوعها مع عائلة زعيم تنظيم "القاعدة" السابق، أسامة بن لادن، بعد حصولها على الموافقة من السلطات السعودية. 

شاهد الفيديو من هنا


وتقدّم المقابلة تفاصيل العلاقة بين بن لادن وعائلته التي تحاول تصويره على أنه مطرود من العائلة، وليس ممثلاً عنها.

ودار الحوار مع والدة أسامة بن لادن، عليا غانم التي تعود أصولها إلى عائلة من الطائفة العلوية من مدينة اللاذقية الساحلية السورية. ولا تزال متزوجة من محمد العطاس (الزوج الثاني) الذي تولى تربية زعيم "القاعدة".


وكانت غانم قد رفضت لسنوات الحديث عن علاقتها بابنها، كحال بقية أفراد العائلة، وذلك خلال زعامته للتنظيم، وخاصة الفترة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2001. وتصف غانم علاقتها بابنها: "كانت حياتي صعبة لأنه كان بعيداً جداً عني. لقد كان ولداً صالحاً وأحبني كثيراً".


وتوضح الصحيفة بدورها، توقيت المقابلة التي أجرتها مع واحدة من أكبر العائلات السعودية نفوذاً في المملكة؛ فعائلة بن لادنمن أثرى العائلات في مدينة جدة، وثراؤها يعد جزءاً من الأساسات التي بنيت عليها المملكة السعودية. 

وبعد تولي محمد بن سلمان إدارة المملكة، وتعهده بإدارتها في خط جديد أكثر اعتدالاً، تأتي الموافقة على طلب المقابلة في إطار إبراز بن لادن على أنه طريد من المملكة وليس ممثلاً لها، خصوصا أن 15 من أصل 19 من منفذي هجمات سبتمبر كانوا من السعودية. 


ولكن المقابلة، التي جرت في شهر يونيو/ حزيران، تمت بوجود ممثلة عن الحكومة السعودية وبحضور مترجم للعائلة. 


وتروي غانم تفاصيل حياة بن لادن أثناء طفولته وحياته الجامعية. وتصف ابنها البكر بأنه كان طفلاً خجولاً، وذا كفاءة أكاديمية، وتدين جلي. وكان بن لادن قد درس علوم الاقتصاد في "جامعة الملك عبدالعزيز" في جدة، حيث تحول للتطرف، وفقاً للصحيفة.


وتقول غانم "لقد أصبح رجلاً آخر ... لقد غيره أشخاص في الجامعة". وكان بن لادن قد التقى عبدالله عزام، العضو في "جماعة الإخوان المسلمين"، هناك. وقد نفت السلطات السعودية عزام من البلاد، وأصبح لاحقاً مستشاراً لبن لادن. 


وتقول والدته "لكن كان ابناً صالحاً حتى التقى بعضاً من الناس الذين غسلوا دماغه في بدايات عشرينياته ... طلبت منه الابتعاد عنهم، ولكنه لم يخبرني أبداً بما كان يفعل، لأنه أحبني جداً". 


إلا أن أسامة بن لادن سافر إلى أفغانستان في بداية الثمانينيات لقتال الاحتلال الروسي، وهنا يقول أخوه حسن "نال احترام جميع من التقوه في الأيام الأولى... لقد كنا شديدي الفخر به بداية. حتى الحكومة السعودية عاملته بنبل شديد واحترام. ولكنه تحول إلى أسامة المجاهد بعد ذلك".


وتشير العائلة إلى أن آخر لقاء لها بابنها كان في أفغانستان عام 1999، حيث زاروه مرتين في قاعدته في قندهار. "كان مكاناً قرب المطار الذي سيطروا عليه من الروس. كان سعيداً باستقبالنا"، وفقاً لغانم. 


وتضيف العائلة في مقابلتها أنها كانت على إحساس منذ البداية بأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت من تنفيذ "القاعدة"، وأعربوا عن شعورهم بالخجل من ابنهم؛ "لقد علمنا أن عواقب وخيمة ستتبع ذلك. وعاد أفراد عائلتنا جميعاً من الخارج بعدها ... حظر علينا السفر في السعودية. وحاولوا قدر الإمكان التحكم بعائلتنا". 


وأجرت الصحيفة أيضاً مقابلة مع الأمير تركي الفيصل الذي ترأس المخابرات السعودية لأربعة وعشرين عاماً، من عام 1977 وحتى 2001. ويصف تركي الفيصل بن لادن بأنه "كان هناك اثنان من أسامة بن لادن... الأول قبل نهاية الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، وآخر بعده. قبلها كان مجاهداً مثالياً. لم يكن مقاتلاً، باعترافه، فقد كان يغمى عليه أثناء المعارك، وعندما يصحو يكون الهجوم السوفياتي على مواقعهم قد انتهى". ويقول الفيصل إن علاقة المملكة ببن لادن تدهورت بعد انتقاله إلى السودان. 


ويشير المقال إلى أن الفكر المحافظ الذي هيمن على السعودية، وخاصة بعد الثورة الإسلامية في إيران، لم يكن عائقاً في وجه التعاون السعودي الأميركي في وجه الغزو السوفياتي لأفغانستان. ويتابع الفيصل قوله "لقد طور أسامة فكراً سياسياً منذ عام 1990. لقد أراد طرد الشيوعيين والماركسيين من جنوب اليمن. استقبلته وأخبرته بضرورة ألا يتدخل". 


إلا أن الفيصل يقول إن بن لادن لم ينصت، بل واتجه إلى باكستان، ومنحه بعدها زعماء القبائل الأفغانية الأمان. ويتابع أن بن لادن اعتمد على الدعوة إلى التضامن الإسلامي ليكف زعماء العالم الإسلامي عن التناحر". 


ويتابع تركي الفيصل بقوله إن المملكة أدركت أن عودة بن لادن لأفغانستان عام 1996 هي بداية المشاكل، حيث كان في حماية زعيم طالبان الملا عمر. وينقل عن زعيم طالبان عدم معارضته لتسليم بن لادن للسعودية، إلا أنه أصر على مساعدة بن لادن للأفغان، ومنحه الأمان وفقاً للشريعة الإسلامية. ويقول تركي إنه التقى ببن لادن عام 1998 حين "تبدل كثيراً وأصبح أكثر تشدداً". 


وتنقل الصحيفة عن ضابط مخابرات بريطاني أن "بن لادن تعمد الاعتماد على السعوديين في هجماته كي يضرب شقاً بين الغرب والشرق. لقد أراد أن يشعل حرباً ضد بلده". 


وتنقل الصحيفة عن تركي أن المخابرات السعودية كانت على دراية بأن بن لادن يخطط لأمر ما في الأشهر قبل 11 سبتمبر/أيلول عام 2001؛ "في صيف عام 2001، تلقيت تحذيراً حول أمر مهول سيحصل للأميركيين، والبريطانيين والفرنسيين والعرب. لم نعرف أين. ولكن كنا على دراية بأن شيئاً يخطط له". 


ويتطرق المقال أيضاً إلى حمزة بن أسامة بن لادن، وأخبار وصوله إلى أفغانستان، حيث تلقفه أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة". وأعربت العائلة عن حزنها لسلوك حمزة طريق والده. ويقول عمه حسن "لقد قال إنه يريد الانتقام لوالده. لا أريد عيش هذا الوضع من جديد".