عربي بوست
خلصت دراسةٌ علميةٌ حديثةٌ إلى أن المظلات لا تنقذ البشر عند القفز من الطائرة!
هذه «الدراسة» الغريبة أجراها علماء خصيصاً ليثبتوا أن الدراسات العلمية قد تكون مضللة، وبأنه لا يجب أخذ نتائجها كحقيقة غير قابلة للنقاش.
ففي تجربة نفذها 23 متطوعاً، نجا كل المتطوعين الذين قفزوا من الطائرة حتى من لم يرتدِ منهم مظلة هبوط.
حقيقة مربكة أليس كذلك؟ دعنا نشرح لك:
الباحثون المتهكمون لم يذكروا الفقرة الـ 16 من البحث المنشور، والتي توضح أن المتطوعين قفزوا من ارتفاع 60 سنتيمتراً، من طائرة موجودة على الأرض؛ وهو عامل مهم جداً في هذه الدراسة.
إذ حاول العلماء، من خلال تجربتهم المرحة، إظهار كيف يمكن للأبحاث أن تكون مضللة، طالبين من القراء أن يفكروا جيداً وبطريقة نقدية بنتائج الدراسات. فعندما يطلب أحدهم منك القفز، أول سؤال يجب أن يتبادر للذهن هو: من أي علو؟
نشر العلماء الدراسة في نسخة عيد الميلاد من المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal، وأضافوا أن الفهم الدقيق للدراسة، يتطلب «تمحيصاً كاملاً ونقدياً لها».
We meant for the #PARACHUTETrial to bring some Xmas cheer, but it also makes a strong case for rigorous & timely randomized trials+ cautious interpretation of results. The editorial is a quick read, but allow me to explain.@rwyeh @bnallamo @CMichaelGibson @ashishkjha @bmj_latest
82 people are talking about this
المظلات لا تنقذ البشر عند القفز من الطائرة .. دعوة لقراءة الدراسات بعمق وتحليل
أجرى الدراسة، والتي نشرت بعنوان «انظر قبل أن تقفز»، باحثون في جامعة هارفارد الأميركية الشهيرة وبقيادة الأستاذ المساعد في الطب روبيرت وين يه.
ورغم أن صياغة الدراسة كانت بلغة مرحة، إلا أن العلماء أمِلوا أن تحث القراء على قراءة الدراسات العلمية قراءة كاملة ومتفحصة لا «قراءة خاطفة لمختصر البحث».
ولإجراء الدراسة، سأل العلماء بعض الركاب في منتصف رحلة طيران مدنية ما إذا كانوا يريدون القفز بالمظلات في المستقبل.
وأقر الباحثون أنهم وجدوا صعوبة في العثور على متطوعين مستعدين للقفز من ارتفاع آلاف الأمتار من طائرة بلا مظلات هبوط.
الدراسة اعتمدت جميع المعايير العلمية المطلوبة
لذا فقد سمح الباحثون لـ 11 من المتطوعين – الذين كانوا قد أبلغوا أصدقاءهم وعائلاتهم بالأمر -، بالقفز دون حماية لـ 60 سنتيمتراً فقط، وهو ما وصفه الباحثون في سردهم لتفاصيل تجارب البحث بـ «التحذير البسيط».
ارتدى المتطوعون الـ 11 حقائب ظهر فارغة، بينما ارتدى الـ 12 الآخرون مظلات هبوط.
أجريت تجارب القفز في كل من متحف يانكي للطيران Yankee Air Museum في مدينة بليفيل في ولاية ميشيغان، أو في مطار كاتما في جزيرة مارثا فانيارد في ولاية ماساتشوستس.
ولم يمت أو يصب أيٌ من المشاركين في الدراسة، سواء أقفزوا بمظلات هبوط أم دونها، خلال 5 دقائق أو بعد 30 يوماً من القفزة.
BREAKING NEWS!!!
In the first ever randomized clinical trial, we demonstrated that parachutes did NOT prevent death or major injury compared to control in individuals jumping from aircraft.
Published today in @bmj_latest: https://www.bmj.com/content/363/bmj.k5094 …#PARACHUTETrial #XmasBMJ
1,647 people are talking about this
تجربة «رائدة» لأنها قد توفر مليارات الدولارات!
كتب الباحثون، «ويرجع ذلك (أي نجاة المتطوعين دون إصابة) إلى عدم تمكننا من استدعاء أحد إلا متطوعين مستعدين للقفز من طائرات ثابتة على الأرض».
كما كشف الباحثون أن المظلات لم تُفتح عند كل من المتطوعين الـ 12 بسبب «قصر مدة وارتفاع القفزة».
وقد وصفوا بسخريةٍ، دراستهم بأنها «دراسة رائدة».
وأضافوا بأن الدراسة «تدفع الخبراء لإعادة التفكير في دعوتهم لاستخدام المظلات في القفز الترفيهي أو العسكري من الطائرات».
وكتبوا في المجلة الطبية البريطانية، بأنه إذا ما تكررت نفس النتائج في تجارب مستقبلية، فإن هذا قد يوفر على الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات التي تنفق سنوياً على مظلات الهبوط «لمنع الإصابات المرتبطة بتحديات الجاذبية».
The fact that there are very few (if any) parachutes in medicine doesn't alter this phenomenon. IT'S NOT THE PRESENCE OF PARACHUTES BUT OUR BELIEF IN THEM THAT BIASES THESE RCTS. #ParachuteBias @bmj_latest
So what's the work around? Ironically, it's performing rigorous RCTs *before* strong convictions about effectiveness or safety become entrenched. And always interpreting RCT results in context. For you visual learners, here's a cue to why context matters. pic.twitter.com/bef5dTxyxE
أغفلوا علو القفزة الحقيقي وتركوا للقارئ استنتاج المغزى!
وكتبوا أيضاً، «إن تجربة المظلات تظهر بسخرية حدود بعض تجارب المراقبة العشوائية. لكننا نعتقد بأن تجارب كهذه تبقى هي المعيار الأفضل لتقييم معظم التجارب العلمية الجديدة». إشارتهم لنقائص البحث، أقر الباحثون بأن التجربة «كان يمكن أن تحمل مجازفةً محدودة من التسبب بالوفاة أو التعرض لإصابة خطيرة جراء قفزهم من متوسط ارتفاع 0.6 متر من على طائرة تتحرك بمتوسط سرعة 0 كيلومتر في الساعة».
لكنهم كتبوا، «سنترك للقارئ تحديد مدى فائدة وملائمة هذه النتائج للواقع. قد لا يصلح تعميم هذه النتائج على استخدام مظلات الهبوط في القفز من طائرات تتحرك بسرعات أعلى أو على ارتفاعات أكبر».
وكتبوا أيضاً، «إن تجربة المظلات تظهر بسخرية حدود بعض تجارب المراقبة العشوائية. لكننا نعتقد بأن تجارب كهذه تبقى هي المعيار الأفضل لتقييم معظم التجارب العلمية الجديدة».
وختموا، «إن تجربة المظلات تبين بأن فهمها فهماً صحيحاً يتطلب أكثر من القراءة الخاطفة لها».