كشف الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن اتصالات سرية أجراها مع مجموعة من القادة العرب، من خلال كتاب سيصدره الإثنين 14 يناير/كانون الثاني 2019.
وحسب صحيفة «الشرق الأوسط» فإن حاكم دبي سيصدر كتاباً جديداً الإثنين بعنوان «قصتي… 50 قصة في خمسين عاماً»، يروي فيه رحلة 50 عاماً من حياته وعمله ومسؤولياته، مستعيداً ذكريات وتجارب ومواقف.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتناول في الكتاب الذي نشرت «الشرق الأوسط» مقتطفات من فصوله، اتصالات غير معلنة، أجراها مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
عندما عرض الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي على صدام ترك الحكم
وكشف أنه عرض على صدام حسين، قبيل بدء الغزو الأمريكي عام 2003، الانتقال إلى «دبي مدينتك الثانية» إذا وافق على ترك الحكم، لكن صدام رفض العرض قائلاً إنه يريد «إنقاذ العراق وليس نفسي». كذلك يتحدث عن تداعيات الغزو العراقي للكويت عام 1990، قائلاً إنه شكَّل «نقطة تحول غيَّرت المنطقة بأسرها».
ويسرد حاكم دبي في كتابه قائلاً: «عزمتُ الذهاب إلى صدام بنفسي. ركبتُ الطائرة من دبي للبحرين، ومن هناك ركبتُ البحر باتجاه البصرة. تقابلنا في أحد الأمكنة التي كان يلجأ إليها، ثم بدأنا حديثاً صريحاً وواضحاً. تحدَّثنا في كل الأشياء التي أتفق معه فيها، وتلك التي أختلف معه فيها وهي أكثر».
«ذكّرتُه بشبح الحرب وأنا أعرف أنني أعظ رجلاً أفنى شطراً كبيراً من حياته في الحروب. كان من الواضح أنّه لا يمكن أن يربح الحرب ضدّ الأمريكيين، وإن لم يفعل شيئاً لتجنُّب الهجوم القادم، فسوف يخسر العراق كلّ شيء. حاولتُ أن أستخدم المنطق والعقلانية في حديثي معه».
وأضاف: «همستُ له: لو اقتضى الأمر رحيلك عن الحكم من أجل العراق ارحل، ودبي مدينتك الثانية، أهلاً بك فيها دائماً. نظر إليَّ ثم قال: لكنني يا شيخ محمد أتحدّث عن إنقاذ العراق وليس نفسي، كبر في نفسي بعد كلامه ذاك».
وعلاقته ببشار الأسد والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي
ويعرض الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي في الكتاب أيضاً علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد، قبل توليه السلطة وبعدها، معتبراً أن بشار عاش بعد بدء الأزمة في بلاده «في عالم آخر… وهو يشاهد بلده يغرق في مسلسل الدماء والدمار».
ويتحدث الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي بشغف عن بيروت، قائلاً: «أذهلتني صغيراً، وعشقتُها يافعاً، وحزنتُ عليها كبيراً»، واصفاً لبنان بأنه «ساحة لتصفية كثير من الحسابات».
وبعد غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل التي ادّعت أن صدام حسين يملكها، خرج الرئيس الليبي معمر القذافي أمام العالم، في بادرة قال فيها إن ليبيا لديها برنامج نووي، وتطالب بإزالة جميع المواد ومعدات البرامج التي قد تؤدي إلى تطوير الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، فاتحين مستقبلنا للازدهار العلمي والتطور التقني، مادّين أيدينا كأصدقاء للزعماء الآخرين.
«وكان من ضمن من مدَّ يده لهم هو أنا، طالباً مني العون لبناء دبي جديدة في ليبيا، وذلك تأكيداً لرغبته في الانفتاح على العالم. قمتُ بإرسال محمد القرقاوي، رئيس مكتبي التنفيذي آنذاك، إلى ليبيا، وبعد وصوله بيومين قام رجال القذافي باصطحابه إلى مقر إقامة الرئيس الليبي في باب العزيزية بطرابلس».
وبعد انتظار، أدخلوه غرفة كبيرة، وجد القذافي فيها جالساً على مكتب يتصفّح الإنترنت بطريقة تنبئ عن قلّة خبرة ونوع من الاستعراض. لم يكن القذافي يريد التغيير، كان يتمنى التغيير. التغيير لا يحتاج إلى خطابات، بل إنجازات».