عربي بوست
كشف الناطق باسم الإدارة المدنية في مخيم الركبان للاجئين على الحدود السورية الأردنية، أن سيدة سورية نازحة في المخيم أقدمت على حرق نفسها وأطفالها الثلاثة؛ «لعدم تمكنها من تأمين الطعام لهم منذ عدة أيام».
وقال الناطق باسم الإدارة المدنية في مخيم الركبان للاجئين ، خالد العلي، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، الأحد 13 يناير/كانون الثاني 2019، إن «سيدة أقدمت السبت على حرق نفسها وأطفالها داخل خيمتها لعدم تناولهم الطعام منذ ثلاثة أيام، وقام جيرانها بإخماد الحريق وإخراج السيدة وأطفالها الثلاثة من داخل الخيمة التي احترقت بالكامل، وتم نقلها وأطفالها الثلاثة إلى النقطة الطبية، ومنها الى مستشفيات المملكة الأردنية».
وأكد العلي أن «السيدة واسمها سندس فتح الله ( عاماً) وطفلها أصيبا إصابات بليغة في حين كانت إصابة الطفلين الآخرين طفيفة».
40 ألف لاجئ في مخيم الركبان يعانون من البرد والجوع
وأكد العلي: «يعاني أهالي مخيم الركبان للاجئين الذين يزيد عددهم على 40 ألف شخص من البرد الشديد بسبب عدم توفر أشجار في هذه المنطقة الصحراوية لاستخدامها بالتدفئة، ولعدم قدرتهم على شراء المواد النفطية، حيث يتراوح سعر لتر المازوت (السولار) الذي يصلهم عبر مناطق سيطرة القوات الحكومية بين 500 و700 ليرة سورية، ما يعادل 1 إلى 1.5 دولار، بينما يبلغ سعره الأصلي أقل من نصف دولار للتر».
وأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضراوات عدة أضعاف عن سعرها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط غياب كامل للمنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات إنسانية لسكان المخيم.
وتوفي خلال العام الماضي أكثر من 20 شخصاً بسبب عدم توفر الخدمات الطبية وعدم تمكنهم من الخروج من المخيم والتوجه إلى المستشفيات سواء داخل الأراضي السورية أو إلى الأردن.
ويقع مخيم الركبان جنوبي شرق سورية قرب الحدود السورية الأردنية حوالي 13 كم عن قاعدة التنف التي تتواجد بداخلها القوات الأمريكية إضافة إلى عدد من فصائل المعارضة».
وكانت القوات الروسية دخلت في مفاوضات مع سكان المخيم منذ عدة أشهر لإخراج الحالات الطبية الحرجة إلى المستشفيات السورية لكن الجهود فشلت.
في رقعةٍ نائية في الصحراء جنوب سوريا
تمكَّن نحو 50 ألف شخصٍ شردتهم الحرب السورية من الاستمرار على قيد الحياة، داخل مخيم الركبان للاجئين في بيئةٍ بدائيةٍ سنواتٍ دون أن تصل إليهم أية قوافل مساعدة.
يعيش هؤلاء في أكواخ بنوها بأنفسهم من الطين مُسقَّفة بأغطيةٍ بلاستيكية. وليس لديهم كهرباء ولا مياه جارية ولا صرف صحي ولا طرق، لديهم فقط عيادة صغيرة واحدة و4 مدارس صغيرة.
كان سكان مخيم الركبان للاجئين قد طُرِدوا من منازلهم عندما سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على غالبية مناطق شرق سوريا بدايةً من عام 2014. لكنَّ نظام الأسد الذي استعاد السيطرة على أراضيهم يرفض عودتهم.
لا شيء ينمو على الأرض القاحلة التي يشغلونها على طول الحدود الأردنية، لكنَّ سكان الأكواخ كانوا قادرين على الاعتماد على المهربين، للحصول على معظم طعامهم وأدويتهم حتى الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول 2018)، عندما أغلق النظام في دمشق طرق التهريب.
صراع روسي أمريكي والضحية أطفال يموتون جوعا داخل مخيم الركبان للاجئين
وفي ظل التقارير التي تفيد بأنَّ الأطفال يموتون من سوء التغذية، إذ أبلغ أحمد أبوكريم، المعلم بإحدى المدارس، موقع The Daily Beast الأمريكي أنَّه على علمٍ بوقوع 4 حالات من هذا النوع الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول 2018، زادت الضغوط على الولايات المتحدة وروسيا لإرسال المساعدات الإنسانية عبر قوافل الأمم المتحدة.
لكن لأنَّ كل دولةٍ منهما لا تثق بخطط الطرف الآخر طويلة المدى في سوريا، دخل الطرفان في نوعٍ من الجدال الصاخب.
لا مجال لأن تتهرب الولايات المتحدة من مسؤوليتها عن مخيم الركبان للاجئين ؛ لأنَّه يقع بأكمله في نطاق منطقة أمنية تسيطر عليها قوات التحالف الأمريكي، وتحيط بقاعدة التنف العسكرية، التي أقيمت لمحاربة مقاتلي داعش.
لكن لأسباب لا يبدو أنَّ أحداً يستطيع تفسيرها، لا يوفر التحالف الغذاء لسكان «الركبان»، ولا حتى يوفره الأردن، حليف الولايات المتحدة، الذي أغلق حدوده المتاخمة لـ«الركبان» بدعوى الخوف من تسلل عناصر داعش إليه.
ومن ثم، كان الخيار الوحيد أمام الأمم المتحدة هو البدء بتوصيل المساعدات من العاصمة السورية دمشق عبر منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية، ثم إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، وهو المسار الذي تكاد تكون السياسات المتعلقة به على نفس درجة خطورة الطرق التي يشملها.