تحول «هائل» في السياسة التايلاندية تجاه طالبي اللجوء في تايلاند ، هكذا وصفت صحيفة The Guardian البريطانية ما تعهَّد به رئيس شؤون الهجرة في تايلاند، بتغيير المعاملة القاسية سيئة السمعة التي يلقاها اللاجئون، خاصة بعد قضية الفتاة السعودية رهف التي فرَّت من عائلتها عندما كانت في عطلة معهم بالبحرين.
وقالت الصحيفة، إن رئيس شؤون الهجرة في تايلاند تعهَّد بتغيير المعاملة القاسية، سيئة السمعة، التي يلقاها اللاجئون في البلاد، بعد الضجة العالمية المثارة حول محاولة شابةٍ سعودية لطلب اللجوء.
وفي حديثه الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني 2019، قال سوراكات هاكبارن رئيس شؤون الهجرة الذي عُيِّن حديثاً إن اللاجئين لن يعودوا إلى أوطانهم «قسرياً».
تحول هائل في سياسة تايلاند بعد قضية الفتاة السعودية رهف
وسيكون هذا تحولاً هائلاً في السياسة التي تنتهجها تايلاند منذ أمدٍ بعيد، والمتمثلة في رفض الاعتراف بطالبي اللجوء وإيوائهم، وإعادتهم في أغلب الأحيان إلى بلدان يتعرضون فيها للخطر. ويُذكَر أيضاً أنَّ تايلاند ليست من الدول الموقِّعة على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين.
وتعهَّد سوراكات بأنَّ تايلاند من الآن فصاعداً «ستَّتبع المعايير الدولية» في التعامل مع طالبي اللجوء.
وكانت السياسات الشديدة القسوة المتعلقة بالهجرة في تايلاند محط أنظار العالم طوال الأسبوع الماضي، في أعقاب قضية الفتاة السعودية رهف محمد، البالغة من العمر 18 عاماً، التي فرَّت من أسرتها التي كانت تسيء معاملتها، لطلب اللجوء في أستراليا.
واحتلت قضيتها عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، بعدما جرى اعتراضها أثناء توقف رحلتها في بانكوك، واستعدّت سلطات الهجرة التايلاندية فوراً لترحيلها إلى السعودية.
ولم تسمح السلطات التايلاندية بإطلاق سراح رهف -في استثناء نادر الحدوث- تحت رعاية مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين وإعطائها اللجوء في كندا إلَّا بعدما حبست رهف نفسها في غرفةٍ بأحد فنادق بانكوك، وكتبت تغريداتٍ على موقع تويتر عن محنتها، مما جذب انتباه العالم ودعمه لقضيتها.
وبالفعل وصلت رهف إلى تورنتو، يوم الأحد الماضي 13 يناير/كانون الثاني. غير أنَّ سوراكات أصرَّ على أنَّ السلطات التايلاندية لم ترضخ لـ «ضغوط» في قضية رهف.
لكن الأمر مختلف بالنسبة للبحريني حكيم العريبي
لكنَّ التضارب في تعهدات سوراكات بإصلاح السياسات التايلاندية المتعلقة بالهجرة قد ظهر بالفعل في تصريحاته بشأن قضية حكيم العريبي المستمرة.
ويُذكَر أنَّ العريبي، وهو لاجئ بحريني لديه حق إقامة دائمة في أستراليا وهي الوجهة التي كانت تقصدها الفتاة السعودية رهف ، اعتُقِل عند وصوله إلى بانكوك لقضاء عطلةٍ، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ويواجه الآن خطر الترحيل إلى البحرين، حيث يقول إنه مهددٌ بالتعذيب.
واعتُقِل العريبي -وهو لاعب كرة قدم سابق في المنتخب البحريني الوطني ويلعب الآن كرة القدم في ملبورن بصفته لاعباً شبه محترف- على يد سلطات الهجرة التايلاندية، بسبب صدور مذكرة اعتقال حمراء ضده من جانب منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، رغم حصوله على وضع لاجئ بأستراليا منذ عام 2017، وطالبت أستراليا مراراً بإطلاق سراحه وعودته إلى أراضيها.
خاصة أن هناك مذكرة اعتقال دولية صادرة بحقه
وقال سوراكات إنَّ قضية العريبي «مختلفة»، لأنَّ هناك «مذكرة اعتقال قائمة» ضده، مع أنَّ هذه المذكرة، التي طلبتها البحرين وأصدرها الإنتربول بالخطأ ضد بروتوكولات حماية اللاجئين الخاصة به، قد رُفِعَت.
لكنَّ تايلاند تواصل العمل على إجراءات ترحيل العريبي إلى البحرين، بناءً على طلبٍ بحريني رسمي، على عكس قضية الفتاة السعودية رهف ، واكتفى سوراكات بالقول إنَّ قضية العريبي ستُعرَض «أمام المحكمة».
يذكر أنَّ تعيين سوراكات في منصب رئيس شؤون الهجرة ارتبط بحملةٍ صارمة ضد المهاجرين غير الشرعيين طوال الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت اعتقال نساء وأطفال لاجئين مرةً أخرى بعد الإفراج عنهم سابقاً، والزج بهم في مراكز احتجاز وُصفت بأنها «ملاجئ حكومية»، على الرغم من الوعد الذي قطعته الحكومة التايلاندية سابقاً بعدم احتجاز الأمهات الوحيدات والأطفال.
لكن سوراكات قال في حديثه أمس إنَّ السلطات التايلاندية ستُفرج اليوم الخميس، بكفالةٍ عن جميع الأطفال والنساء المحتجزين في مراكز احتجاز المهاجرين.