من قد يرغب في أن يسجن؟ بالتأكيد لا أحد، لكن في كوريا الجنوبية يدفع الناس الأموال ليدخلوا السجن فترة مؤقتة!
في كوريا الجنوبية يدفع الناس الأموال ليدخلوا السجن!
ربما تتخلص أنت من الإرهاق وتعب الحياة اليومية بالذهاب في نزهة أو ربما بالنوم، لكن في كوريا الجنوبية يحصل بعض الناس على راحتهم بالدخول إلى السجن.
بدأت القصة قبل 5 سنوات، وتحديداً في عام 2013، وقتها ظهر مصطلح «سجن في داخلي» (Prison Inside Me) بمقاطعة Hongcheon في كوريا الجنوبية، حيث بإمكان الناس الدفع مقابل السجن فترةً، للتخلص من إرهاق الحياة.
إذ يُحظر على المسجون التحدث مع أشخاص آخرين أو استعمال الهواتف الذكية أو الساعات في حين يمكثون بزنازين السجن. نعم، ربما الجزء الأول مريح، لكن الثاني غريب نوعاً ما!
ورغم غرابة الفكرة، فقد فعل هذا الأمر أكثر من 2000 شخص خلال السنوات الـ5 الماضية، وفقاً لما نقله موقع Quartz.
وكان أغلب هؤلاء الأشخاص من عمال المكاتب والطلاب الذين يرغبون في الراحة من جدول أعمال مزدحم والروتين اليومي، وفق ما أكده مسؤولو السجن.
لماذا يدفع الناس ليجلسوا في سجن؟!
15
البوم الصور
هذا السجن المزيف الذي يحاكي حياة السجن فكرة جاءت لمؤسِّسة المشروع نوه جي-هيانغ (Noh Ji-Hyang)، التي استوحتها من شكوى زوجها.
إذ قال زوجها لها إنه يفضِّل أن يذهب إلى سجن منفرد بدلاً من الرجوع إلى العمل 100 ساعة أسبوعياً.
ورغم أن السجن مزيف، فإنه يحاكي الحقيقي تماماً، إذ يُمنع السجناء من اقتناء أدواتهم الشخصية الإلكترونية، كما يرتدون زياً موحداً أزرق اللون.
كما توجد مدة محدد يقضيها المسجون في السجن، وهي محددة بين 24 ساعة و48 ساعة، في حين ينام المسجون على الأرض، حيث لا توجد أَسرّة.
أما الطعام، فيقدَّم للسجين عن طريق فتحة أسفل الباب مثل السجن الحقيقي.
وبما أنه سجن مزيف فبه بعض المزايا عن السجن العادي، إذ تُوفَّر لكل مسجون خزانة بها سجادة لليوغا، وقلم ودفتر، وشاي.
ويبدو أن التجربة لطيفة كما يرى سجناء سابقون بالسجن المزيف.
إذ قالت بارك هاي ري، وهي موظفة تعمل في مكتب وتبلغ من العمر 28 عاماً، إنها دفعت 90 دولاراً لقضاء 24 ساعة في سجن وهمي، لأن هذا السجن يعطيني إحساساً بالحرية»، وفق ما نقله موقع Indian Express Limited.
وذكر الموقع أن الموظف في كوريا الجنوبية عمِل 2024 ساعة بالمتوسط في عام 2017، وهي ثالث أطول ساعات عمل في العالم بعد المكسيك وكوستاريكا، وفق دراسة استقصائية لـ30 دولة عضو بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
وهذا ما قد يفسر لنا سبب الإقبال على هذا السجن رغم غرابة الفكرة.