سكاي نيوز
تحتفل مصر هذا الشهر بالذكرى المئوية لميلاد الروائي والصحفي الراحل إحسان عبد القدوس، الذي أثرى الحياة الثقافية العربية على مدار حياته التي امتدت بين عامي 1919 و1990.
وشاركت مؤسسة "روز اليوسف" الصحفية المصرية بقوة في إحياء ذكرى عبد القدوس، بحضور عدد من بطلات الأفلام المأخوذة عن رواياته وزملائه في المهنة وتلامذته بمجال الإعلام.
وعبد القدوس ابن الممثل محمد عبد القدوسوالممثلة والصحفية فاطمة اليوسف، التي اشتهرت باسم روز اليوسف، وتولى رئاسة تحرير المؤسسة بين عامي 1945 و1964.
وبخلاف عمله الصحفي ومقالاته السياسية التي تعرض بسببها للسجن، ترك عبد القدوس نحو 600 عمل أدبي بين قصة ورواية، ساهم في انتشار وترسخ هذه الأعمال في الوجدان العربي تحويل معظمها لأفلام سينمائية.
وفي بداية احتفالية المؤسسة مساء السبت، ألقى عبد الصادق الشوربجي رئيس مجلس إدارة مؤسسة "روز اليوسف" كلمة قال فيها: "إحسان عبد القدوس، صاحب المدرسة الصحفية المتميزة، جعل من المجلة منذ أن أصبح رئيسا لتحريرها عام 1945 مدرسة للحرية والوطنية والفكر الحر، وفتح صفحاتها لكل الآراء حتى تلك التي كان يختلف معها".
وأضاف: "تحت قيادة إحسان عبد القدوس وزملائه، خاضت "روز اليوسف" عشرات المعارك السياسية، دفاعا عن الحرية والتنوير والفكر الحر، فكانت وما زالت مدرسة للوطنية. مارس إحسان كل ألوان الكتابة، فكان له أكبر الأثر في قرائه من مقال سياسي، مقال اجتماعي، قصة قصيرة ورواية طويلة، تحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية حازت إعجاب الملايين".
عقب ذلك تمت إزاحة الستار عن تمثال نصفي للكاتب الراحل صممه ونفذه الفنان محمد ثابت، من المقرر وضعه داخل مقر المؤسسة بوسط القاهرة.
وقال ثابت الذي صنع من قبل تماثيل لبعض المشاهير والنجوم لـ"رويترز": "صنعت التمثال منذ وقت واشتركت به في معرض أقيم بدار الأوبرا ثم فكرت أن أهديه إلى مؤسسة روز اليوسف في الذكرى المئوية لميلاد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس".
وأضاف: "هو تمثال نصفي، حجمه تقريبا مرة ونصف الحجم الطبيعي، ويبلغ ارتفاعه 50 سنتيمترا عن القاعدة، وهو مصنوع حاليا من مادة البوليستر لكن يمكن صبه في مادة البرونز".
تلى ذلك عرض فيلم وثائقي عن الكاتب الراحل مدته نحو نصف ساعة، من إعداد وإخراج منى عشماوي، تضمن لقطات مع مقابلة طويلة أجراها معه المحاور مفيد فوزي، وشهادات من زملاء وأبناء وجيران عبد القدوس وأبطال أعماله، ومنهم سمير صبري ونادية لطفي وحسن يوسف.
وقال أحمد عبد القدوس نجل الكاتب الراحل لـ"رويترز": "عرضت أكثر من جهة استضافة هذه الاحتفالية بمئوية إحسان عبد القدوس، منها على سبيل المثال وزارة الثقافة ونقابة الصحفيين لكننا فضلنا أن تكون الاحتفالية هنا في روز اليوسف، المكان الذي عاش وعمل فيه ويحمل اسم والدته".
وأضاف: "هناك فعاليات أخرى تدخل ضمن برنامج الاحتفال بمئوية إحسان عبد القدوس، منها أسبوع لأفلامه سيعرض في سينما زاوية بوسط البلد، إضافة إلى احتفال ستقيمه الدار المصرية اللبنانية التي تتولى حاليا نشر أعماله".
وعلى مدى نحو ثلاث ساعات تالية دارت جلسة مناقشة لمشوار حياة عبد القدوس، تحدث خلالها وزير الثقافة السابق حلمي النمنم وكاتب السيناريو مصطفى محرم والروائي يوسف القعيد والممثلة لبنى عبد العزيز والمفكر الاجتماعي محمد أبو الغيط، والممثلة نبيلة عبيد التي جسدت عددا كبيرا من أعماله الكاتب الراحل على شاشة السينما.
وقالت نبيلة عبيد: "أعمال إحسان عبد القدوس شكلت لي نقلة في حياتي الفنية، كل الشخصيات التي جسدتها من أعماله جسدتها عن اقتناع تام، وكان هو الذي يختار الروايات لي لتحويلها إلى أفلام".
وأضافت: "عندما رشح لي رواية (ولا يزال التحقيق مستمرا)، قال لي إن هذه الرواية ستصنع منك ممثلة جيدة، وقد كان. بعدها ذهبت إليه وطلبت رواية أخرى، وتوالت الأعمال الناجحة".
وقدمت عبيد للكاتب الراحل أفلام "وسقطت في بحر العسل"، و"ولايزال التحقيق مستمرا" و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، و"أيام في الحلال" و"الراقصة والطبال" و"الراقصة والسياسي".
وفي ختام الاحتفال الذي حضره نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، ورئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر، جرى تسليم جوائز صالون إحسان عبد القدوس الثقافي لعام 2018.