ترددت، خلال اليومين الماضيين، أخبارا تفيد بتعيين الحوثيين لـ"حارث العزي" نائبا لمدير أمن محافظة إب الخاضعة لسيطرتهم.
وفيما لم ترد أي معلومات تؤكد أو تدحض هذه الشائعات، فإن المؤكد أن العزي خرج من منطقة المقاومة في تعز ووصل إلى الحوبان، معقل الحوثيين في المحافظة.
وحارث العزي لمن لا يعرفه، قيادي في تنظيم القاعدة يسكن مدينة تعز القديمة ونجل القاضي "لطف العزي"، انضم إلى صفوف المدافعين عن تعز مع الغزو الحوثي قبل 4 أعوام.
وعينت قيادة التنظيم حارث العزي رئيساً للمحكمة الخاصة بهم والتي كانت تتخذ من "مدرسة الشعب" بمدينة تعز مقراً لها.
التنظيم يتبرأ من العزي
بعد عامين من القتال ضد الحوثيين في المدينة، وتحديدا في 2016 أعلن تنظيم القاعدة في بيان تبرأه من حارث العزي.
وعن البيان، قال "العزي" هو شأنهم الخاص وهو دليل واضح بأن حارث العزي، لا ينتمي إليهم، وكل ما جمعني بهم هو «مشروع مقاومة الحوثي» في بداية العام 2015 م.
وأضاف "العزي" في حوار أجراه قبل عام مع صحيفة العربي: لربما قرب هذه الجماعة من مقر سكني هو ما خلق صورة مغلوطة لدى الناس بانتمائي إليهم، وإني أحد أمرائهم.
وتابع القول: كما أود أن أوضح بأني طالب جامعي، وكنت أشتغل قبل ذلك في بقالة خاصة بجوار سكني.
وعن مكانه بعد الخروج من التنظيم قال: "حارث لم يكن مع التنظيم حتى يخرج منه، وموقفه ثابت بأنه مقاوم ومواطن بسيط وسيظل ثابت في «مقاومة الحوثي» حتى تحرير مدينتنا، وإذا تيسّر لنا مناصرة إخواننا في أي مكان في اليمن.
ظهور مفاجئ بجانب مسؤول أممي
في 2017، أثار ظهور رئيس محاكم تنظيم أنصار الشريعة (فرع القاعدة في اليمن) في مدينة تعز إلى جانب مسؤول حكومي أثناء استقبال مدير منظمة الصليب الأحمر الدولي.
وأظهرت صور تواجد أحد أمراء القاعدة، حارث العزي، إلى جانب وكيل محافظة تعز عارف جامل في استقبال رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية بيتر ميلر، الأمر الذي أثار استياء شديد داخل المدينة.
العزي يغادر تعز إلى مناطق الحوثيين
ولوقف الجدل حول مكان العزي، أكدت مصادر أمنية إن حارث غادر رفقة والده القاضي لطف إلى منطقة الحوبان قبل أشهر.
جاء ذلك بعد تضييق الحملة الأمنية على معاقل المتشددين داخل المدينة والمسؤولين عن مقتل موظف الصليب الأحمر "حنا لحود" وعدد كبير من جنود الجيش.
وبحسب المصادر، تمكن "العزي" من المغادرة رفقة والده من منطقة كلابة شمال شرق المدينة، بتسهيل من الحوثيين، وتواطؤ من القائمين على حماية الجبهة.
وتضع مغادرة العزي صوب الحوثيين علامة استفهام، حول الفوضى والاغتيالات التي حدثت داخل المدينة، وهل كان منذ البداية يعمل مع الحوثيين لينخر جبهة المقاومة من الداخل؟!