الربيع العربي

خلقت حالة ثورية مذهلة في «الربيع العربي» لكنها عادت ورفعت اليمين المتطرف.. هكذا قتلت مواقع التواصل الاجتماعي الديمقراطية

كيف تخدم وسائل التواصل الاجتماعي الديكتاتوريين ؟ في حفل تنصيب الرئيس اليميني المتطرف الجديد في البرازيل، جايير بولسونارو في أوائل يناير/كانون الثاني من العام الحالي

بدأ حشدٌ من أنصاره بترديد هتافات مثيرة للدهشة.

 

إذ لم يكونوا يهللون لبولسونارو أو لحزبه؛ بل كانوا يهتفون بأسماء بعض منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

كان الحشد يهتف: «فيسبوك، واتساب»!

لقد عزَوا فضل فوز رجلهم إلى تلك المنصات، ومعهم الحق، فخلال الحملة موّلت مجموعة محافظة حملة معلومات مضللة ضخمة على واتساب

وانتشرت بعض المعلومات الكاذبة والمدمرة عن الخصم اليساري لبولسونارو فرناندو حداد، الذي رشَّحه حزب العمال اليساري بدلاً من الرئيس الأسبق.

كان بعض الأخبار مزيفاً، وبدا وكأنه انتقادات محايدة للحقائق، لكنها انتشرت كالنار في الهشيم حتى موعد التصويت

في 8 أكتوبر/تشرين الأول، كان لهذا الفيض المعلوماتي دور بارز في انتصار بولسونارو.

التكنولوجيا تحكم احتياجات السلطويين

أعرب مؤيدو الرجل عن سعادتهم الغامرة بفوزه، وهو تطور مثير للقلق رغم أنه مألوف بالنسبة للكثير من الأمريكيين..

لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تخدم احتياجات الحكام السلطويين وحلفائهم، بعدما كان يُنظر إليها على أنها تكنولوجيا ديمقراطية عميقة.

ولاحظ العديد من المراقبين أنَّ الدول السلطوية المُتحصنة، مثل روسيا والصين، قد نجحت في التلاعب بهذه المنصات بشكل مذهل، لتهميش المعارضين المحليين وزعزعة استقرار الديمقراطيات في الخارج.

استفادت الفصائل السلطوية داخل الدول الديمقراطية -أي السياسيون والأحزاب الذين ينتمون للتيار اليميني المتطرف والذين في أحسن الأحوال لا يلقون بالاً للمبادئ الديمقراطية- من طبيعة منصات مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.

نشروا الأكاذيب حول خصومهم، وأثاروا الذعر حول الأقليات، وقوَّضوا ثقة الناس في الإعلام المستقل.

أن تفقد الثقة في السياسة.. فالتطرّف في تنامٍ

أثبتت كل من الانتخابات الأمريكية عام 2016، والانتخابات البرازيلية عام 2018، أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي هي أداة مثالية لممارسة هذا النوع من النشاط.

يمكنها بالتأكيد «والحديث هنا عن مواقع التواصل»، مساعدة الحركات المؤيدة للديمقراطية في بعض الأحيان، لكنها بشكل عام تمنح أحزاب اليمين المتطرف والاستبداد ميزة، وهي سهولة وسرعة الانتشار.

أنْ تنشر معلومة مضللة أسهل من أن تصحِّحها! وعليه فأنْ تثير انقساماً اجتماعياً أسهل من إصلاحه.

لأن المستخدمين يتعاملون مع منصات التواصل بطريقة تساعد فصائل اليمين على إضعاف أسس الديمقراطية، ويمنحونهم سبلاً أيسر للاستيلاء على السلطة.

ولا ينتصر السلطويون من خلال نشر رسالتهم وحسب، بل يفوزون باستغلال الظروف التي يصبح فيها المواطنون غير مبالين بالمؤسسات الديمقراطية أو معادين لها.

يعملون على زيادة اللامبالاة السياسية وتقويض الثقة في المؤسسات الثابتة، التي تُقوّي الأحزاب المتطرفة نفسها على حساب الأحزاب الرئيسية.

حين تنتشر الأخبار المزيفة، بغضّ النظر عمّن ينشرها، يفقد الناس الثقة في موثوقية مؤسساتهم الاجتماعية، أو ربما حتى في فكرة «الحقيقة» في السياسة.

يفيد انتشار هذا الاتجاه بشكل غير متناسب الفصائل السلطوية في الانتخابات، ويضعف الفصائل الديمقراطية.

التطرف يحكم.. أمريكا نموذجاً

يستخدم دونالد ترامب وحلفاؤه في الحركة المحافظة الأمريكية استراتيجية مماثلة.

يكذب ترامب باستمرار، وفي الوقت الذي تُفنِّد فيه الصحافة السائدة أكاذيبه، تنشر المنافذ اليمينية تلك الأكاذيب،

أو تُفبرك أدلة داعمة على مواقع التواصل الاجتماعي،  وتتحول إلى حقيقة في أعين المؤيدين له بقوة.

تقول دراسة، إن المحافظين كانوا أكثر بأربعة أضعاف من الديمقراطيين ميلاً لمشاركة الأخبار المزيفة على فيسبوك.

وخلُصت دراسة أخرى، أجراها باحثون في جامعة أكسفورد، إلى أنَّ المستخدمين المحافظين كانوا أكثر ميلاً لنشر «الأخبار غير المهمة «

(التي تُعرّف بأنَّها المنافذ التي «تنشر عمداً معلومات مضللة أو خادعة أو غير صحيحة»)، وتستهلك شبكة من مؤيدي ترامب على «تويتر» أكبر قدر من الأخبار الكاذبة.

وتشارك الصفحات اليمينية المغرقة في التطرف على فيسبوك -وهي منفصلة عن صفحات الجمهوريين- أخباراً مماثلة، بقدر أكثر من معارضيه كلهم مجتمعين».

نرى الظاهرة نفسَها في الفلبين، إذ كوّن الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي قاعدة جماهيرية عبر الإنترنت

وأحضر مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يحظون بشعبية إلى الحكومة، وبدأ في استغلالهم لبثّ رسائل كراهية ضد معارضيه.

وحدد موقع Rappler الإخباري الفلبيني شبكة من أكثر من 12 مليون حساب، تعمل للدعاية لدوتيرتي على منصات مختلفة

وهو تقرير أدى إلى شنّ مؤيدي دوتيرتي حملة تشهير منظمة على الموقع.

وأدت حملة #UnfollowRappler على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خسارة الموقع لعشرات الآلاف من متابعيه على فيسبوك.

ليست مواقع التواصل الاجتماعي السبب الوحيد، أو حتى الأساسي، الذي مكّن الشعبويين من اليمين المتطرف من الفوز في الانتخابات.

بل تتوفر كل أشكال الأسباب الأكثر جذرية، بدءاً من الانقسامات العرقية إلى ضعف المعارضة السياسية، التي استغلها هؤلاء الزعماء في صعودهم إلى السلطة.

 سيكون من العبث إلقاء اللوم على التكنولوجيا، في ظاهرة لها جذور سياسية أعمق بكثير، لكن في الوقت ذاته

علينا الاعتراف بحقيقة مزعجة قليلاً: مواقع التواصل الاجتماعي، بالطريقة التي نستخدمها الآن، هي وسيلة لتحقيق غايات المستبدين.

كيف يستغل اليمين المتطرف مواقع التواصل؟

أصدرت دورية Journal of Democracy، وهي واحدة من الجهات الأكاديمية الرئيسية المعنية بتحليل الوضع الحالي للسياسات الديمقراطية، مقالاً لرونالد ديبرت

 وهو أستاذ في علم السياسة ومدير مختبر Citizen Lab المعني بدراسة التكنولوجيا في جامعة تورونتو الكندية، حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في السياسة الحديثة، وما خلُص إليه كان مروعاً.

كتب ديبرت أنَّ: «تحميل مواقع التواصل الاجتماعي جزء من المسؤولية عن صعود الفاشية الجديدة أمرٌ لا يمكن إنكاره»

على الرغم من أن رؤية ديبرت هذه قبل 10 سنوات كانت تبدو سخيفة بين الصحفيين والباحثين.

الحركة الخضراء.. قوة حقيقية على العالم الافتراضي

في عام 2009، حين انتفض الإيرانيون للاحتجاج على انتخابات مزورة، استخدمت «الحركة الخضراء»

مقاطع الفيديو التي تصور الاحتجاجات على فيسبوك ويوتيوب لنشر رسالتها على مستوى العالم.

بعد بعامين، أظهرت احتجاجات الربيع العربي القوة الحقيقية لوسائل التواصل هذه

لأنَّ الحركات الاحتجاجية التي استغلت مواقع التواصل الاجتماعي بمهارة للتنسيق والمراسلة أطاحت بالنظامين في تونس ومصر.

وفي ذلك الوقت، كان المراقبون مجمعين على أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي، بطبيعتها، تساعد على تحقيق الديمقراطية.

وتسهل الانتشار السريع للمعلومات، مما يسمح للمواطنين بالالتفاف حول الرقابة الحكومية بسهولة.

وتسمح بالاتصال السريع بين مجموعات كبيرة من الأشخاص المتباينين، ما يمنح المواطنين الناشطين أدوات جديدة لتنظيم التحركات.

أضعف الانتشار ذاك من قوة الدول الاستبدادية، بل وأهانها، وعزَّز الديمقراطية، أو على الأقل الطريقة التي سارت بها النقاشات حول ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع.

الحقيقة في مواجهة التضليل..

كان هناك من دعا إلى هذا التوجه الجديد، مثل الكاتب اللاذع إيفجيني موروزوف، لكنهم لاقوا تجاهلاً كبيراً في ربيع عربي كان يزداد توهجاً وحماساً.

إضافة للمغني الأيرلندي بونو، الذي أشار إلى أن التكنولوجيا الجديدة ستكون «جحيماً على الديكتاتوريين»،

في مقابلة أجراها لمجلة MIT Technology Review الصادرة عام 2013، بعنوان:  Big Data Will Save Politics «البيانات الضخمة ستنقذ السياسة».

تبيَّن لاحقاً أنَّ النظرية صحيحة جزئياً: قد يكون من الصعب السيطرة على انتشار المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي ببساطة

لكن من المستحيل أيضاً كبح جماح المعلومات المضللة للتوجيه ضد الديمقراطية.

يلخص مقال ديبرت عدداً من الدراسات المختلفة، التي توثق مدى فاعلية الصراع  الكريه حول المعلومات المضللة، والكم الكبير من المعلومات.

الوقت المثالي لنشر الشائعات

يخلق تسونامي المعلومات المتواصل الذي يفيض عن الأحداث وقت وقوعها بيئة مثالية لانتشار الأكاذيب، ونظريات المؤامرة، والشائعات، و «التسريبات».

وبينما يبذل القائمون على جهود التحقق من المعلومات جهداً مضنياً لمواصلة عملهم، قد لا يكون لدى أفراد الشعب

بمن فيهم الباحثون والصحفيون الاستقصائيون، الخبرة أو الأدوات أو الوقت للتحقق من تلك الادعاءات

  فبحلول الوقت الذي يفعلون فيه ذلك، قد تكون الأكاذيب قد انطبعت بالفعل في الوعي الجماعي.

ثمة دراسات وجدت أنَّ محاولات «إبطال الشائعات من خلال الدحض المباشر قد تسهل انتشارها من خلال ازدياد الحديث عنها»

وبعبارة أخرى، من المفارقة أن الجهود المبذولة لتصحيح الأكاذيب تساهم في زيادة انتشارها، بل وحتى تقبلها.

تُعتبر دعاية واتساب في البرازيل مثالاً على التأثير الذي تحدث عنه ديبرت

كان من الصعب للغاية على معارضي بولسونارو والصحافة المستقلة في البرازيل فضح أو تكذيب حملة نشر المعلومات الكاذبة الممولة ضدهم.

ومن المحتمل أن تكون الأكاذيب التي نشرتها هذه الرسائل قد أصبحت حقيقة واقعة في نظر نسبة كبيرة من الأشخاص الذين رأوها.

التحدي العالمي ليس خطأ مواقع التواصل ولكن..

وعلى الرغم من أنَّ التحدي العالمي للديمقراطية ليس خطأ مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنَّ منصاتها الرئيسية تزيد من سوء الأزمة.

إذ تسمح بطبيعتها لسياسيي اليمين المتطرف بتهميش المعارضين، وتعزيز قاعدتهم، وتُفاقم الانقسامات الاجتماعية التي ساعدتهم على الوصول إلى السلطة

تساعدهم على التصرف مثل السلطويين حتى داخل حدود النظام السياسي الديمقراطي.

لماذا تمنح مواقع التواصل الاجتماعي ميزة لليمين المتطرف عن الديمقراطيات

لم يحدث أن مواقع التواصل تساعد في نشر السلوك الاستبدادي من قبيل الصدفة أو الظروف العارضة

ولكنها بطبيعتها تعطي السياسيين المناهضين للديمقراطية ميزة للتفوق على خصومهم.

إذا قسمنا استخدام السياسيين لمواقع التواصل الاجتماعي إلى نوعين أساسيين: الاستخدام العادي وسوء الاستخدام.

الاستخدام العادي.. هو توسع لأساليب حملة ديمقراطية تقليدية عبر الإنترنت: الدفع مقابل الإعلانات التي تنشر رسالتك أو تحميل مقطع فيديو عن الحملة على يوتيوب.

سوء الاستخدام ينطوي.. على نشر متعمّد للمعلومات الخاطئة، ومحاولات تقويض الإيمان بالواقع القائم، والتصيد، والمضايقة.

يمكن أن يكون الاستخدام العادي مفيداً بالدرجة نفسها لجميع السياسيين، لكن الاستخدام السلبي يركز بالأساس على تمتع الفصائل السياسية المناهضة للديمقراطية بمزايا أكبر من مزايا خصومها.

كتب كلٌّ من سامانثا برادشو وفيليب هاوارد من جامعة أكسفورد تقريراً، العام الماضي، حول سوء الاستخدام السياسي لمواقع التواصل الاجتماعي في 48 دولة.

ويدفعان بأنَّه في كل حالة من هذه الحالات، يقوّض استخدام أدوات مثل الأخبار المزيفة والتصيد صحة الأنظمة الديمقراطية ويفيد السلطويين.

وكتبا أنَّ «هناك أدلة متزايدة على أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تُستخدم للتلاعب وخداع جمهور الناخبين وتقويض الديمقراطيات وتحطيم الحياة العامة

إذ تحولت مواقع التواصل الاجتماعي من كونها البنية التحتية الطبيعية لمشاركة المظالم الجماعية وتنسيق الأنشطة المدنية، إلى أداة حاسوبية للسيطرة الاجتماعية

يتلاعب بها مستشارون سياسيون محنّكون، ومتاحة للسياسيين في الأنظمة الديمقراطية والديكتاتورية على حد سواء».

فأصبحت تخدم بشكل غير متناسب السياسيين اليمينيين المتطرفين عن طريق مساعدتهم على إثارة الانقسامات الاجتماعية، تشوه الأقليات، فيزاد الاحتقان تجاههم

 ووجدت دراسة في ألمانيا، في حالة تشابه جميع العوامل الأخرى، أنَّ المناطق التي يُستخدم فيها فيسبوك بمعدلات أعلى شهدت معدلات أعلى لجرائم الكراهية التي تستهدف المهاجرين.

ميركل كانت ضحية لهذه السياسة

وجد تحليل أجراه موقع BuzzFeed الأمريكي، أنَّه بين عامي 2012 و2017،

كانت سبعة مقالات من بين أكثر عشرة مقالات شعبية حول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على موقع فيسبوك خاطئة.

ويُنظر على نطاق واسع إلى ميركل باعتبارها مدافعة عن القيم الليبرالية الأوروبية الشمولية، وواحدة من الحصون الرئيسية ضد المد اليميني المتطرف في القارة العجوز.

وكانت ثلاثة من المقالات السبعة الخاطئة في قائمة BuzzFeed عبارة عن هجمات على سجلها في الهجرة

كلها تركز على جعل المهاجرين يبدون وكأنهم تهديد لألمانيا، وميركل متعاطفة معهم بشكل غريب.

وبدا أن مواقع التواصل تلائم أكثر الانقسام عن التوحد، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالسياسة.

ليس الأمر سيئاً بالكامل، أليس كذلك؟

والآن، لكي نكون منصفين، هناك أماكن لم ينطفئ فيها وعد مواقع التواصل الاجتماعي لحقبة الربيع العربي بعد.

في المجر، حيث كان رئيس الوزراء فيكتور أوربان قاب قوسين أو أدنى من القضاء على الصحافة المستقلة كان فيسبوك أداة مفيدة للمواطنين الذين يريدون مواجهة الدعاية الحكومية.

بل وحتى في الديكتاتوريات الأكثر تقليدية، لم تُقمع الديمقراطية الاجتماعية بشكل كامل

اضطرت الحكومة السودانية إلى حظر عدد من المنصات، في أوائل يناير/كانون الثاني، رداً على حركة احتجاجية متصاعدة تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رسالتها.

وعليه فليس كل الشعوبيين السلطويين، أو حتى المستبدين المباشرين، يجيدون التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.

 لا يوجد في نسخة فيسبوك في المجر ما يجعلها أكثر مقاومة للأخبار المزيفة من تلك الخاصة بالبرازيل.

الأمر فقط هو أنَّ بولسونارو وأنصاره استغلوا إمكانيات مواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية بصورة أفضل من أوربان ومعسكره.

من الأفضل أن نفكر في طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي على أنها وسيلة تعطي السلطويين ميزة

ولكنها ليست وسيلة لا يمكن التغلب عليها، يمكن أن ينتهي الأمر لصالح القوى المؤيدة للديمقراطية، ومن الممكن أن تنتصر.

علينا أن نكف عن استخدام التواصل الاجتماعي كنوع من محاكاة ساخرة لأساليب «سوق الأفكار» الكلاسيكية في الساحة العامة.

 فبدلاً من أن تفوز الأفكار الأفضل في مناظرة حرة، هناك الكثير من الأفكار المتطرفة التي يمكن أن تذوب في خضمها تلك الأفكار الاستقلالية.

هل أوفت التكنولوجيا بوعدها؟ بالعكس كانت ساذجة أكثر من اللازم، وأشعرتنا أنه بإمكانها تدمير السياسة مثلما تستطيع أن تنقذها».