أعلن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر عن نيته تشكيل لجنة لتحديد موقع "كنوز قارون" التي تحدث عنها القرآن، مرجحاً أن تكون في موقع بمحافظة الفيوم، وقال إن اللجنة ستعكف على العثور عليها واستغلالها، ما أثار سخريةً واستياءً في صفوف رواد مواقع التواصل في مصر لجهل المسؤول عن الآثار في البلاد، بحقيقة تسمية قصر وبحيرة قارون.
وكان وزير الآثار المصري خالد العناني، أصدر قراراً بتعيين مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار، في سبتمبر/ أيلول 2017.
ولفت الوزير في قراره إلى أن اختيار وزيري جاء "لما له من باع طويل ودراية كاملة بمجال العمل الأثري حيث بدأ حياته العملية مفتشَ آثار بمنطقة آثار الهرم ثم تدرج في العديد من المناصب منها مدير عام متحف الأقصر، ومدير آثار منطقة وادي الملوك والبر الغربي، ومدير عام آثار قنا والأقصر" مشيراً إلى أنه نال درجة الدكتوراه عام 2014 من جامعة سوهاج تحت عنوان "رمزية تصوير الحيوانات والنباتات والطيور في جبانة غرب طيبة: دراسة تحليلية" حسبما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط آنذاك.
الحلم بمال قارون
وزيري أشار خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي جمال عنايت لبرنامج "القاهرة اليوم" على فضائية "اليوم"، إلى وجود "كم هائل" من الآثار غير المستغلة في مصر مشيراً إلى أن مقابر كثيرة لم يتم اكتشافها من ضمنها مقبرة الإسكندر الأكبر والملكة كليوباترا و"كنوز قارون".
وأعلن تشكيلَ لجنة للبحث عن الكنوز بهدف استثمارها واستغلالها.
لكن الحقيقة أن قصر قارون وبحيرة قارون الواقعين بمحافظة الفيوم (جنوب غرب مصر) لا علاقة لهما من قريب أو بعيد بمال قارون الذي ذكره القرآن وخسف به وبداره الأرض، إنما هي خرافات يرددها أهل المنطقة.
ويؤكد علماء الآثار والتاريخ في مصر أن قصر قارون الحقيقي كان يقع في منطقة نينوى بالعراق، وأن قصر قارون بالفيوم يُنسب إلى بحيرة قارون التي أطلق عليها في البداية اسم بحيرة القرون لكثرة القرون والخلجان بها، ومع الوقت تطورت التسمية إلى "بحيرة قارون".
وأثارت تصريحات وزيري سخريةً واستهجاناً واسعين في صفوف رواد مواقع التواصل في مصر، وفيما تندر أحدهم بانتظار "الفرج والانتعاشة الاقتصادية" عقب العثور على كنوز قارون المزعومة، حلم آخرون وباشروا بوضع قوائم بالأمنيات التي يتمنون تحقيقها بعد عثور مصر على مال قارون فيما اقترحت البقية المشاركة في البحث للفوز بحصة أكبر من الكنز.
كنوز أخرى
خلال المقابلة، أعلن وزيري اكتشاف 1400 تمثال ومومياء عام 2017 وحده في منطقة درع أبو النجا بمحافظة الأقصر بعد توقف ما يقرب من 5 سنوات عن العمل، عقب قيام ثورة يناير عام 2011، وكلف الأمر 50 ألف جنيه (2700 دولار أمريكي تقريباً).
كما أوضح أن "وزير الآثار خالد العناني لم يتأخر في صرف ميزانية أخرى تقدر بـ50 ألف جنيه، لاكتشاف مجموعة أخرى من التماثيل والمومياوات، في غضون 3 أشهر” غير أن المبلغ المذكور لا يتناسب مع كلفة البحث الأثري بحسب مختصين ولا مع حجم الاكتشافات التي أعلن عنها وزيري.
وبعيداً عن تصريحات وزيري، أكد عالم المصريات ووزير الدولة السابق لشؤون الآثار زاهي حواس في مؤتمر في إيطاليا أن "موقع قبر كليوبترا وأنطونيو موجود في منطقة تابوسيريس ماغنا على بعد 30 كيلومتراً من الاسكندرية".
وترجح تقارير صحافية وأثرية أن يساعد تحديد موقع دفن ملكة مصر القديمة كليوبترا وعشيقها مارك أنطونيو باكتشاف مقبرتهما.
وبحسب حواس، الأثري المصري المخضرم والبالغ من العمر 71 عاماً، فإنه "من المنتظر البدء بالكشف عن القبر المفقود لأنطونيو وكليوبترا" مضيفاً أنه يأمل أن يكون ذلك قريباً مرجحاً أنهما دفنا سوياً وضمهما القبر ذاته.
وأضاف: “نقترب جداً من العثور على الموقع الصحيح للقبر، إننا على المسار الصحيح، نعلم أين سنبدأ أعمال الحفريات بالضبط".