العربي الجديد
أعاد أحد الأطباء فتح ملف قضية مأساوية حدثت عام 2008، عن شاب لاقى مصرعه بعد تناول وجبة معكرونة، مضى على تحضيرها 5 أيام، مسلطًا الضوء على الأسباب التي أودت بحياته.
وذكر تقرير الوفاة الذي نشر قديمًا في دورية "علم الأحياء الدقيقة السريري"، أن الطالب أ.ج من بلجيكا، والبالغ من العمر 20 عامًا، سخن وجبة المعكرونة بصلصة الطماطم داخل الميكرويف، بعد تركها 5 أيام في درجة حرارة الغرفة، مما أدى إلى مرضه ثم وفاته، وفقًا لموقع "فوكس نيوز".
وورد في التقرير أن الشاب غادر المنزل لممارسة الرياضة، بعد تناول الطعام مباشرة، إلا أنه عاد بعد 30 دقيقة بسبب شعوره بالصداع وآلام البطن والغثيان، وتقيأ بعد وصوله لعدة ساعات، ثم أصيب بنوبتين من الإسهال المائي في منتصف الليل قبل أن يغلبه النوم، ويجده والداه ميتًا في الساعة 11 من صباح اليوم التالي.
وذكر التقرير أن الشاب لم يتناول أي دواء، ولم يشرب شيئًا سوى الماء، وأثبت الفحص الذي أجري له بعد الوفاة، أنه فارق الحياة في الساعة 4 صباحًا، نتيجة تسممه غذائيًا ببكتيريا العصوية الشمعية B. cereus، التي عثر عليها في بقايا وجبة المعكرونة.
وأوضح الطبيب برنارد في مقطع "يوتيوب" شوهد أكثر من 1.8 مليون مرة، أن المعكرونة الفاسدة أوقفت عمل كبد الشاب، وقال: "يسبب التسمم الغذائي عادة التهاب المعدة والغثيان والقيء الإسهال فقط، وليس الفشل الحاد في الكبد". وأضاف: "الأسوأ من ذلك أننا في هذه الحالة لن نستطيع معرفة أي نوع من البكتيريا سببت المشكلة، لأن التحضين يستغرق أيامًا، وهي مدة لم يكن أ.ج ليعيشها لأن كبده توقف عن العمل بسرعة شديدة".
كما ذكر برنارد أن وفاة الشاب لم تكن حالة تسمم غذائي نموذجية، على الرغم من تسجيل حالات قاتلة ناتجة عن التسمم بالغذاء مسبقًا، لذا حذر من تناول بقايا الطعام المخزنة من دون تبريد في درجة حرارة الغرفة، وخاصة إن كان لها رائحة غريبة، وهو أمر ورد أيضًا في تقرير دورية "علم الأحياء الدقيقة السريري".
وقال مؤلفو التقرير: "قد لا نستطيع إثبات أن بكتيريا العصوية الشمعية، هي السبب المباشر والوحيد للوفاة، إلا أن معظم الأعراض التي ظهرت على الشاب، مشابهة للأعراض التي يسببها التسمم الغذائي بهذه البكتيريا، وهو أمر يوضح أهمية التبريد الكافي للمواد الغذائية، نظرًا لأن التسخين اللاحق لا يمكنه تثبيط فعالية السم الذي تنتجه أثناء التخزين السيئ".