يستعد مئات الملايين من الناس في الصين لأخذ إجازة من العمل والتوجه لرؤية أسرهم في السنة القمرية الجديدة. لكن عددا من الموظفين المحظوظين سيحصلون أيضا على ثمانية أيام عطلة إضافية إن توفرت فيهم الشروط التالية: أن تكون أنثى، عزباء، وفي منتصف الثلاثينات من عمرها.
والهدف من وراء هذه العطلة الإضافية العثور على الشريك.
حيث كشفت صحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" أن شركتين في مدينة هانغجو، شرقي الصين، ستمنحان الموظفات اللواتي لا يقمن بالأدوار الرئيسية في العمل "إجازة مواعدة عاطفية" تستمر 8 أيام، إضافة إلى عطلة رأس السنة التي تستمر 7 أيام.
وبذلك تحذو الشركتان حذو مدرسة في المدينة منحت المعلمات غير المتزوجات ما أسمته "إجازة الحب".
"بقايا نساء"
غالبا ما يستخدم مصطلح ازدرائي باللغة الصينية ويترجم بـ "بقايا نساء"، للإشارة إلى نساء في أواخر العشرينيات إن كن غير متزوجات.
وازداد عدد النساء غير المتزوجات ضمن هذه الشريحة العمرية، لأن كثيرات قررن التركيز على وظائفهن أو قررن البقاء عازبات. لكن استمرت الضغوط على النساء كي يتزوجن؛ فالحكومة الصينية تشعر بالقلق إزاء شيخوخة السكان ونقص القوى العاملة.
ليتا هونغ فينشر، مؤلفة عدد من الكتب، منها كتاب " Leftover women أو بقايا نساء"، وتعتقد أن هذه الخطوة ما هي إلا "حملة دعاية منظمة من قبل الحكومة الصينية لوصم النساء اللاتي بلغن منتصف أو أواخر العشرينيات".
وقالت لبي بي سي: "كل ذلك جزء من جهد حكومي لدفع النساء المتعلمات، على وجه الخصوص، للزواج وإنجاب أطفال".
انخفاض معدل الولادات
استمرت معدلات الولادات بالانخفاض في الصين رغم إيقاف سياسة إنجاب الطفل الواحد عام 2015، كما استمر انخفاض معدل الزواج كل عام منذ عام 2013.
وفي عام 2018 ، كان هناك نحو 15 مليون ولادة لأطفال أحياء، أي أن المعدل انخفض أكثر من مليونين مقارنة بالسنة السابقة.
تقول الكاتبة هونغ فينشر إن البلاد تعاني من اختلال خطير في توازن الجنسين بسبب السياسة التي شجعت الأسر على إنجاب الذكور والتخلي عن الأجنة الإناث.
وتضيف: "في الواقع، هناك نقص في عدد النساء [في الصين]. ووفقا للحكومة يفوق عدد الرجال النساء بثلاثين مليونا".
وتشير الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى أن عدد سكان البلاد قد ينكمش من حوالي 1.4 مليارا حاليا، إلى 1.2 مليار خلال الخمسين سنة القادمة.
العثور على النصف الآخر
لكن يبقى من غير الواضح كيف سيفيد هذا العرض النساء للقاء أزواج، ومن ثمّ الإنجاب.
يقول هوانج لي، وهو مدير موارد بشرية، لموقع زيجيانغ: "بعض الموظفات ليس لديهن اتصال كبير بالعالم الخارجي. لذا نأمل أننا من خلال إعطائهن مزيدا من الإجازات أن يصبح لديهن الوقت والفرصة للتعرف على رجال".
وأوضح أن ردة فعل الموظفات على إجازة المواعدة كانت جيدة.
لكن الكاتبة هونغ فينشر تعتقد أن هذه المبادرة "لن تكون فعالة كثيرا"؛ حيث تقول: "إنها واحدة من بين كثير من التجارب والسياسات".
وتضيف: "لكن عددا أكبر من النساء لسن على عجلة من أمرهن على الإطلاق للزواج أو إنجاب الأطفال".