تبادل ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، اليوم الاثنين، هدايا تذكارية نادرة، على خلفية مباحثاتهما حول ترسيخ قيم الحوار والتآخي الإنساني بين شعوب العالم.
وقدم محمد بن زايد مع حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ختام اللقاء، صندوقا صنع من الجلد، مستوحى من " المندوس"، يحتوي على أول وثيقة صادرة عن الراحل الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي آنذاك، يهب فيها قطعة من الأرض في الجهة الغربية من أبوظبي إلى الكنيسة الكاثوليكية بتاريخ 22 من شهر يونيو/ حزيران عام 1963، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
كما أهدى ولي عهد أبوظبي للبابا، صورة تاريخية للشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، تجمعه مع إيوزيو لويجي مكليكاني، مطران أبوظبي والخليج العربي آنذاك.
وفي المقابل، أهدى بابا الكنيسة الكاثوليكية " ميدالية تذكارية " للشيخ محمد بن زايد، على الوجه الأول منها صورة لقاء بين القديس فرنسيس والسلطان الملك الكامل الأيوبي — وهو حدث مروي في كتاب الأسطورة "legenda Major" — وعلى الوجه الآخر كتابة منحوتة باللغة اللاتينية عن الزيارة البابوية وتم اختيار هذا الرسم لإظهار هدف الزيارة "الحوار بين الأديان".
وكان بابا الفاتيكان قد وصل، أمس الأحد، إلى أبو ظبي حيث يلتقي مع مجلس حكماء المسلمين ويقيم قداسا في الهواء الطلق لنحو 120 ألف كاثوليكي. وقال إن هذه الزيارة فرصة لكتابة "صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الديانتين". وتقول دولة الإمارات إن الزيارة تعكس تاريخها بوصفها "مهدا للتنوع".
© AP PHOTO / REMY DE LA MAUVINIERE
وتتزامن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية مع انعقاد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في أبو ظبي، في تجسيد لتحول دولة الإمارات إلى عاصمة عالمية للتسامح. وينظم المؤتمر مجلس حكماء المسلمين بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر.
ويسعى المؤتمر إلى التصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة تقوم على احترام الاختلاف.