يُمكن التعامل مع الألم من خلال تقنيات نفسية وعقلية وجسدية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المُزمنة/ Istock

هل تلجأ إلى العقاقير بُمجرد الشعور بالألم؟ الأمر ليس صحيّاً.. هكذا تتعامل مع الوجع دون أدوية

عربي بوست

بمجرد الشعور بالألم نلجأ إلى العقاقير، وخاصةً المُسكنات. نستخدم تلك المواد الكيميائية المخدرة لعلاج الصداع وآلام الظهر وغيرها. ولكن هناك طرق أخرى للحصول على العلاج بدون عقاقير وأدوية.

هذه المسكنات القوية أثبتت على مر العقود ضررها، فالكثير من الأدوية يكون لها آثار جانبية، والعديد منها تسبب في جعل العلاج أصعب من علاج سبب الألم نفسه مُباشرةً.

تخطي هذه السلبيات يكون بإدراك أن هناك جانباً سلوكياً في التعامل مع الألم.

يُمكن التعامل مع الألم من خلال تقنيات نفسية وعقلية وجسدية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من الأمراض المُزمنة والذين يتسبب لهم الألم الدائم المُستمر في الشعور بالغضب والإحباط والاكتئاب والرغبة في العزلة.

لذلك تعلم التقنيات النفسية يُساعدهم في التعامل مع الألم وتخطيه أمر بالغ الأهمية.

هذه الطرق تُساعد المرضى على الشعور بأن الأمر لازال تحت سيطرتهم، وأنهم لازالوا قادرين على مُساعدة أنفسهم.

بعض هذه الوسائل تدعمها دراسات طبية،  لكن نجاحها هو أمر نسبي من شخص للآخر، فقد تُثبت فاعلية كبيرة مع شخص، ويكون لها فاعلية أقل مع شخص أخر.

كيفية العلاج بدون عقاقير؟

هناك بعض الطرق التي تُساعد على التغلب على الألم، وهُناك طُرق أخرى تُقلل من شدته.

كما توجد بعض الحيّل التي تُساعد على عدم تركيز تفكيرك وانتباهك على الألم، مما يُقلل من حدّته، ومن هذه الطرق:

http://<iframe width="561" height="480" src="https://www.youtube.com/embed/sjEXT_Lwvog" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>

هدئ مُحيطك لعلاج الصداع

مُعظم الأشخاص الذين يُصابون بالصداع والصداع النصفي يكونون حساسين تجاه الصوت أو الضوء أو تجاه بعض الروائح.

تزيد هذه الأشياء من آلامهم، في هذه الحالة يُمكن لتعتيم المكان الذي يجلسون فيه أن يُحقق تأثيراً مُريحاً لهم.

كما أن أقنعة ووسائد العين قد تكون مُفيدة لجلب الظلمة عندما لا يُمكنك إطفاء الأنوار، أو أن يكون المكان مغموراً بضوء الشمس.

بالنسبة للضوضاء، يُمكن استخدام سدادات الأذن لحجب الأصوات.

أما عن الروائح، يُنصح باستخدام مُنتجات النظافة الشخصية، لتجعل الرائحة التي تُضايقك تبتعد ويطغى على وجودها رائحة أخرى زكية.

تعلم التحكم في ذهنك

أفكارك تُضاعف من حدّة الألم، ويُمكنها أيضاً أن تُقلله، فبمُجرد الشعور بالألم، قد يُصور لك ذهنك أن هذا ألم غير مُحتمل، وأنه لن يُمكنك تجاوزه، وانه يُهدد صحتك وسيُسبب لك ضرراً بالغاً قد يصل إلى الموت.

كل هذه الأفكار تُزيد من حدّة الألم، وتجعله أشدّ بكثير مما هو عليه في حقيقة الأمر.

لتخفيف الألم عليك أن توقف هذه الأفكار، وتستخدم بدلاً منها الأفكار الإيجابية وتُرددها لنفسك بصمت، مثل: «سوف أبقى على قيد الحياة»، «أنا أقوى من الألم»، «أنا بخير وسأكون بصحة جيدة»، «كل هذا سيمرّ»، «أنا لست هذا الجسد الذي يتألم ولست حتى هذا العقل الذي يُزيد من الألم».

إيمانك وإدراكك أنك كيان أعمق من جسدك وعقلك قد يكون أمراً مفيداً للغاية في هذه اللحظة.

تحرّك بلطف وتنفس بعمق

التركيز على أنفاسك أثناء التحرّك بطريقة هادئة وبطيئة، تُساعدك على تذكر أن جسمك لازال قادراً على التحرك، وأنه لا يزال تحت سيطرتك، حتى في ظل هجمات الألم غير المُحتملة.

بعض التمرينات مثل التاي تشي، وهي تمارين تجمع ما بين الاسترخاء والتنفس العميق وحركات التوازن، واليوجا والمشي والسباحة، تُساعدك على الحركة المدروسة لتهدئة جهازك العصبي.

وهناك تمارين لليوجا تُساعد على تخفيف الآلام وتُعالج الصداع النصفي.

http://<iframe width="561" height="480" src="https://www.youtube.com/embed/JnKPNw9K2Ng" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>

الوخز بالإبر لعلاج آلام الظهر

يُعتبر الوخز بالإبر واحداً من العلاجات المُتعددة التي يشتمل عليها الطب الصيني إلى جانب التاي تشي والأعشاب الصينية.

الوخز بالإبر يُمكن أن يكون فعّالاً بشكل خاص مع علاج آلام أسفل الظهر والرُكبتين والرقبة والكتف.

فإذا كُنت تُعاني من ألم حاد أو مُزمن، الوخز بالإبر يُساعد على تخفيفه من خلال تحفيز دماغك على إفراز هرمون الإندورفين، والذي يُعدّ من أهم مسكنات الألم التي يفرزها جسم الإنسان طبيعياً.

 

التأمل وتمارين التنفس العميق

يقول كيران باتل، مدير طب جراحة الأعصاب في مستشفى لينوكس هيل في مدينة نيويورك لموقع PPM: «تعتبر تقنيات التأمل والتنفس البسيط من بين الطرق المُفيدة للمساعدة في تخفيف الألم المزمن».

فالتأمل يجعل الجسم يشعر بالاسترخاء والراحة، ,الهدف من الوصول لحالة الاسترخاء هو إنتاج استجابة الجسم الطبيعية للاسترخاء.

تتميز هذه الحالة ببطء التنفس وانخفاض ضغط الدم، والشعور بالرفاهية، لذلك لا يعود هناك استجابة للصراع مع الألم والشعور به مُضاعفاً أو الإحساس بالعجز عن إدارته والتغلب عليه.

كذلك فإننا نميل إلى تنفس أنفاس قصيرة عندما نشعر بالألم، لذلك فإن تعلم التنفس بعمق يُساعد في تخفيف الألم.

يكون التأمل فعّالاً سواء أكنت تُمارسه لمدة 10 أو 20 أو 30 دقيقة يومياً، وهناك بعض التطبيقات الإرشادية مثل تطبيق Head Space و تطبيق Insight Timer.

الاستماع للموسيقى لتخفيف الألم

توصلت بعض الأبحاث إلى أنه يُمكن للموسيقى أن تُخفف من الشعور بالألم خاصةً بعد العمليات الجراحية.

إذ أجرى علماء أبحاثهم حول تأثير الموسيقى على شدة الألم الحاد والمزمن أو السرطان، وفي قدرة الاستماع للموسيقى على تخفيف الألم و تقليل الاحتياج إلى المُسكنات.

وجدت بعض الدراسات أن المُشاركين في الدراسة المُعرضين للموسيقى تكون احتمالية تخفيف الألم لديهم أعلى بنسبة 70٪ من المُشاركين غير المُعرضين للموسيقى.

كما أن حاجة غير المُعرضين للموسيقى للمُسكنات أعلى من أقرانهم الذين تعرضوا للموسيقى.

جميع هذه التقنيات تساعد على التحكم في الألم بطريقة ذاتية، يكفي أن تكتشف نفسك عبر تجربتها الواحدة تلو الأخرى لتسيطر من جديد على كامل أعضائك.