فاجأ خطيب الجمعة في الباحة بالسعودية المصلين بخطبة عنوانها (لا علمني.. لا تخليني أقعد لأني مقيد ولا مفكوك) في اقتباس للعبارة التي أطلقها العم علي بن كرمان (أكبر نجوم التواصل الاجتماعي سناً) في السعودية ثم انتشرت بين الناس بشكل واسع.
وتناول الخطيب في جامع (الحبشي) الدكتور فهد بن رافع، شخصية السبعيني علي بن كرمان والتحولات التي مر بها في حياته بداية من الفقر إلى الغنى ومن العزلة إلى الشهرة للتأمل في واقع الحياة.
وفي هذا السياق، أوضح خطيب الجمعة فهد رافع المهتم بالقضايا التربوية والتعليمية لـ"العربية.نت" أن سبب وضعه الجملة الشهيرة عنواناً للخطبة لأنها أخذت بعداً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمسموع، وأصبحت دارجة بين أفراد المجتمع صغاراً وكباراً على سبيل الدعابة والمزاح.
وقال: "تضمنت في طياتها معاني جميلة من روح الصبر والمحبة والعطاء والبذل، بل فيها بيان لروح التلاحم.. تلاحم هذا الوطن المعطاء بين أفراد مجتمعه".
وأضاف: "دار محور الخطبة على بيان أثر التوكل على الله في كل الأمور، وأهمية الكلمة الإيجابية الصادقة في النفس البشرية، سواء كان في الرخاء أم في الشدة، فالكلمة الإيجابية هي التي نحتاجها اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئي والمسموع، وبها صلاح الأسرة والمجتمع".
واستطرد قائلاً: "وعلى ذلك جاءت الخطبة لتبين لنا أهمية الكلمة الإيجابية، ووجوب زرع النظرة المستقبلية المشرقة في أسرنا وطلابنا ومجتمعنا، فقلت فيها ما نصه "فكم من كلمة غيرت مستقبلا، وكم من كلمة فتحت آفاقا، وكم من كلمة أسست علوماً".
وأبان أن الشاب الذي قام بدعم العم علي بن كرمان بعد هذا العمر هو نموذج من النماذج الرائعة، إذ لم يقرأ حروف العبارات بل قرأ روحها فانطلق لمد يد العون، فكان سببا بعد الله في رفع الفقر عن العم علي وإدخال البهجة والسرور، فهو بعث برسالة لكل حاقد على هذا الوطن أن أبناء هذا الوطن محبون للخير ويسعون إليه ويبذلون ما في وسعهم في ظل ما نعيش فيه من أمن وأمان والتفاف حول قادتنا، فجزى الله خيرا كل من أعان على نشر الخير.