أكدت الفنانة السعودية الهنوف محمد أن عرض لوحاتها بمعرض "اللوفر" في باريس كان بمثابة أمنية وحلم لطفلة الـ6 أعوام التي حملت الريشة للمرة الأولى بأناملها الغضة، فرمقت ابتسامة حب وتشجيع في عيني أمها وأبيها، دفعتها للمواصلة والتقدم في مسيرتها إلى اليوم.
وقالت في حديثها لـ"العربية.نت": "بدأت علاقتي بالرسم منذ سن صغيرة جدًا وعمري ست سنوات، كنت أنجذب تلقائيًا للكراسة البيضاء والأقلام وكأنهم جزء لا يتجزأ من كياني، ومع مرور الوقت بدأت أكتشف عوالم الألوان بمختلف أنواعها".
وأضافت: "أول لوحة رسمتها على "كانڤاس" في سن الـ14، وفي هذه السن بدأت علاقتي بالألوان الزيتية، قبلها كانت رسوماتي على ورق فقط".
"الأنثى الحرة
كما رفضت الهنوف تهمة تمرد الأنثى في لوحاتها، ووصفتها بالأنثى الحرة التي تحلق في السماء، ولا تحب حصرها في قالب أو نمط محدد.
ولم تبدِ انزعاجاً من بعض الانتقادات التي تطال لوحاتها، موضحة أن الانتقادات موجودة دائماً وأبدًا في جميع المجالات، وأنه لا يمكن أن يتفق الناس على ذوق واحد.
وواصلت: "تلك طبيعة الحياة، لن أستطيع أن أرضي الجميع، سأرسم ما أريد، ومن يحب أعمالي أهلاً به، ومن يرفضها وينتقدها له كامل الاحترام والتقدير".
ولفتت في سياق حديثها إلى أنها كأنثى شرقية تلجأ إلى الريشة والألوان للتعبير عن المصاعب التي تعيشها، وتعبر عن همومها بحرية وتقول ما لا تستطيع أن تتفوه به أو تتحدث عنه بالكلام.
أكسفورد ثم اللوفر
في حين وصفت تجربة الحضور في معرض "اللوفر" بأنها "عظيمة جداً"، وقالت: "بعد مشاركتي في معرض (أوكسفورد للفنون) في بريطانيا، تواصلت معي صالة عرض أوروبية كانت موجودة هناك، وأخبروني برغبتهم في عرض لوحاتي في معرض للفن الحديث في متحف اللوفر، وباريس هي حلم كل فنان، لذلك متحف اللوفر كان تجربة عظيمة جدًا".
وعن المدرسة التي تأثرت بها في الرسم، ذكرت أنه من الصعب في العصر الحالي أن يحدد الفنان تبعيته لمدرسة معينة وذلك يعود إلى تداخل المدارس الفنية مع بعضها بعضا، على حد تعبيرها.
واستطردت في توضيح فكرتها: "المدارس تداخلت في بعضها بشكل كبير، لكن أستطيع القول إن فكرتي تحمل سمات المدرسة التعبيرية الحديثة أكثر من غيرها، وسمات هذه المدرسة هي التركيز على نقل المشاعر والأحاسيس عبر اللوحة دون مراعاة للعامل الجمالي بشكل كبير".
وتابعت: "لن أقول إنني تأثرت بفنان معين لأنني كما قلت أحب الفن الحر من دون أن أكون مصنفة تحت مظلة واحدة، لكنني أحب أعمال Chagall وBacon وEmil Nolde وGough وKahlo وغيرهم الكثير".
وكشفت عن أن بعض اللوحات تنهيها في 3 أيام، بينما هناك لوحة استغرقت 6 أشهر لإتمامها، موضحة أن المدة الزمنية تخضع لاعتبارات كثيرة، منها حجم اللوحة ونوع التفاصيل المدخلة بها.
متحف سعودي
كما أوضحت الهنوف، المتخصصة في الأدب الإنجليزي، أن هذا التخصص بكل ما يحويه من النثر والرواية والشعر جميعها فنون ترتبط بالفن التشكيلي من وجهة نظرها وتتسق معه.
وتمنت الهنوف أن تغمض عينيها وتفتحها لترى متحفاً سعودياً يضم تحت سقفه جميع الأعمال الخاصة بالفنانين التشكيليين الكبار في السعودية، كما تمنت افتتاح صالات عرض للفنانين الناشئين بأسعار مناسبة، كون صالات العرض الحالية، والحديث للهنوف، تستغل هؤلاء الفنانين مادياً وتطلب منهم مبالغ خيالية لا يطيقونها.
وأشارت في سياق حديثها إلى أنه من المهم جدًا فتح معاهد متخصصة للفنون الجميلة في جميع مناطق المملكة يشرف ويقوم عليها نخبة من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين.
لست واقعية
ومن جانب آخر نصحت الفنانين بالممارسة الدائمة واليومية للرسم لتطوير مواهبهم، وفي هذا السياق قالت: "لم أنقطع عن الرسم أبدًا، مما ساعدني كثيرًا على اكتشاف وتطوير أسلوبي الخاص".
وشددت على أنه من المفاهيم المهمة التي ساعدتها على صقل موهبتها، الرسم بحرية من دون التقيد بأي قواعد أو قوانين مثلما تقول، كما أنها ترفض الرسم الواقعي لأنه يقيدها بصورة ونتيجة معينة، أما الرسم الحر فحتى هي لا تعلم ماذا ستكون عليه النتيجة النهائية للوحة.
وفيما يخص خطواتها في المستقبل القريب بينت الهنوف أنها تطمح لإقامة معرض فني منفرد في العاصمة الرياض في القريب العاجل.