يقضي كثير من الأسر السعودية إجازتهم نهاية الأسبوع في الروضات الخضراء، والمتنزهات البرية؛ مستغلين أجواء الربيع والأمطار، فضلا عن أنها عادة دأب عليها المجتمع السعودي زمنا.
يكسي روضة نورة شمال العاصمة السعودية الرياض النبات الأخضر؛ ليعطي مناخا طبيعيا، يبهج النفس ويبعد التفكير السلبي من ضغوط العمل، ويعطي مزيدا من الاستمتاع بوقت إيجابي خلال إجازة نهاية الأسبوع، هكذا يقول عبدالله الحامد رب أسرة من الرياض، خلال حديثه لـ"سبوتنيك".
ويضيف الحامد: "إن في قضاء الإجازة — بعيدا عن الضوضاء بين الخضرة والماء بحضور الوالدين والأهل والأصدقاء- مزيدا من الراحة والاستقرار، أحاول أن أكرر هذه التجربة بكل بساطة دون تكلف أو عناء مع نهاية كل أسبوع دون ملل مستغلا فصل الربيع وما يصاحبه من أجواء جميلة".
© PHOTO / MOHAMMED BAKHIT
روضة نورة" بمحافظة ثادق، السعودية
رياضة وصيد وجلسات سمر
ويبين الحامد أنه يطلب من أسرته قبل نهاية الأسبوع المشورة لتحديد المكان البري المناسب لقضاء الإجازة فيه، لعمل الاستعدادات، وتحضير لوازم النزهة البرية، مؤكدا أنه يقوم بذلك في كثير من الأمور في حياته الأسرية، وأنه يلاقي استحسانا من أسرته خلال مشورته لهم.
ويشير الحامد إلى أن الرحلات البرية يتخللها برامج رياضية، واجتماعية ويستمتع البعض بجلسات السمر في الليل.
ويقوم البعض بعمليات صيد الطيور بأساليب متنوعة منها الصيد بالبنادق الهوائية، أو بالطيور الجارحة، ما يضيف على رحلتهم البرية جانبا من جوانب الترفيه.
"فاكهة الشتاء" للسعوديين
ويقول الرحالة السعودي يوسف العنزي: "إن شعور المتعة في الرحلات والاستمتاع فيها لا تجده في المدينة، و"شبة النار" تعطي نكهة زكية على أجواء الرحلة، مشيرا إلى أن "النار" وطريقة تحضيرها يكون بطريق شراء الحطب، أو الاحتطاب، وتستخدم للتدفئة، وللطبخ، وتسمى في السعودية بـ"فاكهة الشتاء".
يضيف العنزي: "إذ تحين ساعة تناول الطعام، وشهية طعام الرحلات البرية، لا تشبه تلك التي تهتوي النفس في مكان آخر، فالجميع يترقبون بكل شغف، ويراقبون عملية التحضير".
وعند إعلان جاهزية الطعام للتلذذ بالأكل وسط المناظر والأجواء الجميلة، يصف العنزي تلك اللحظات بأنها:
من أجمل الأوقات التي تجمع الأسرة بعد شتات العمل وسط الأسبوع، ويفرح بها الآباء والأمهات، ويتمنى الجميع أن تكون هذه السفرة بشكل يومي لما يجدونه من السعادة خلال عملية اللقاء.
من جانبه، يؤكد الحامد أن الرجال في السعودية في غالب الرحلات البرية يمارسون الطبخ؛ مستمتعين بذلك ويعدون مشاركة أسرتهم في جزء من المهام اليومية داخل المنزل أحد أهم الأهداف لرحلتهم، لافتا إلى أنه في بعض الأوقات يجري طبخ ما قاموا بصيده، أو ما قاموا باقتنائه خلال استعدادهم للرحلة.
"ليست للترفيه فحسب"
يوضح الحامد، أن الرحلات البرية ليست للترفيه فحسب؛ فهي تدرب الأسرة على العمل الجماعي، والمشاركة في عملية التجهيز والتحضير أثناء وقبل الرحلة، فتجد الجميع يعمل بحب دون تكلف أو أمر.
وتعد الرحلات والتنزه من أسهل الطرق في عملية تعليم الأطفال القيام بالواجبات اليومية على كبارالسن، من خلال مشاركته لهم في عملية الترتيب والتنظيف، ويشعرون بالنشاط والحيوية، وممارسة هواياتهم الخاصة في اللعب.
وينهي العنزي حديثه بكلمات تعبر عن انقضاء مثل هذه الأوقات سريعة للغاية، قائلا:
يجري الوقت جري السحاب دون شعور فما أن ينتهي إلا وتتذكر البداية، ويقول الجميع الجملة الشهيرة: ما حسينا بالوقت.
ويبين العنزي أن الأسر السعودية تتفاوت بين من يكمل الرحلة بعملية المبيت، أو المغادرة وإنهاء رحلة نهاية الأسبوع".