قالت المرأة التي خلعت حجابها وسط طهران، العام الماضي (2018)، إنها فعلت ذلك من أجل ابنتها. وكان احتجاجها الرمزي قد كلفها ترك عملها والحرمان من حريتها.
انتاب أعظم جنجروي خوفٌ شديدٌ عندما قررت الصعود فوق صندوق محول الكهرباء، لكنها تقول إنها قامت بذلك من أجل ابنتها فيانا البالغة من العمر 8 أعوام.
في هذا اليوم، احتشد الناس من حولها في شارع الثورة، وصاح الرجال فيها مطالبينها بالنزول.
المرأة التي خلعت حجابها وسط طهران مجبرة على الهروب من البلاد
أُلقي القبض على أعظم، وطُردت من عملها في إحدى المؤسسات البحثية، وحُكم عليها بالسجن لثلاث سنوات بتهمة الحض على الفسق ومخالفة الشريعة الإسلامية عمداً.
من داخل شقتها الكائنة في موقع غير معلوم خارج إيران، حيث تنتظر أي أخبار عن طلبها المُقدم من أجل اللجوء، تتذكر أعظم ما حدث فتقول: «كنت أقول لنفسي: يجب ألا تتربى فيانا في نفس ظروف هذه البلاد التي تربيت عليها».
وأضافت: «كنت أقول: «يمكنك القيام بهذا». وكنت أشعر بطاقة من نوع خاص. كنت أشعر كما لو أني لم أعد هذا الجنس الثانوي (في هذه البلاد) بعد الآن».
سجنت وهددت بإبعاد ابنتها عنها فهربت
هددت المحكمة أعظم بعد سجنها بإبعاد ابنتها عنها، لكنها استطاعت الهروب من إيران مع فيانا قبل أن تبدأ مدة عقوبتها، وفق صحيفةThe Daily Mail البريطانية.
إذ قالت أعظم: «عثرت على مهربي بشر بصعوبة شديدة. حدثت كل الأمور بسرعة كبيرة، وتركت حياتي وبيتي وسيارتي من ورائي».
وعندما كانت تتحدث، كانت فيانا ترسم صوراً. إذ تُظهر هذه الصور أمها وهي تلوح بحجاب أبيض في الهواء.
أعظم ليست أول امرأة تعاقب في إيران
كانت أعظم واحدة من 39 امرأة على الأقل أُلقي القبض عليهن في العام الماضي لقيامهن باحتجاجات رافضة للحجاب، حسبما أشارت منظمة العفو الدولية.
إذ تقول المنظمة الحقوقية إن 55 امرأة أخرى اُعتقلن لعملهن في مجال حقوق المرأة، بما في ذلك نساء حاولن دخول ملاعب كرة القدم بطريقة غير قانونية ومحاميات يدافعن عن النساء.
وشهدت حملة تسمى «الأربعاء الأبيض» رفض النساء لهذه التشريعات عن طريق التقاط صور وفيديوهات لأنفسهن بدون الحجاب ونشرها على الإنترنت.
وتواجه هذه الفيديوهات غالباً اعتداءات مروعة؛ نظراً إلى أن النساء اللائي يظهرن فيها لا يلتزمن بالقواعد الدينية الصارمة في إيران.
وفضلاً عن احتجاج أعظم، ظهرت صور في العام الماضي لامرأتين اُعتُقِلَتَا لأسباب مشابهة، وهما شابرك شجري زاده وشيما بابائي.
من جانبها، قالت منصورة ميلز، الباحثة في الشأن الإيراني بمنظمة العفو الدولية، إن السلطات ذهبت إلى «أقصى حد من العبث لإيقاف حملتهن. مثل تفتيش منازل الأشخاص لوضعهم ملصقات تقول «أنا ضد الحجاب القسري».
تشكل الملصقات جزءاً من جهود متواصلة لتسليط الضوء على القضية، إضافة إلى حملة تدعو النساء لارتداء حجاب أبيض أيام الأربعاء.
خلع الحجاب في إيران ضد القانون
منذ أن نشبت الثورة الإسلامية في إيران قبل 40 عاماً، يُفرض على النساء ارتداء الحجاب من أجل الاحتشام.
وتحاكَم النساء اللائي يخالفن هذه القاعدة بالزجر علانية، أو التغريم، أو الحبس.
ترجمة: عربي بوست