جيزان – عصام صبري:
اعتقلت السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية، الممثل الكوميدي اليمني علي الحجوري، الشهير بـ”جعفر”، بعد أن وجهت له اتهامات التحريض والإساءة للدين، بحسب تأكيد مصدر محلي لـ”المشاهد”، بينما أرجع ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال الحجوري لأسباب سياسية.
وتم إيقاف الحجوري في مركز شرطة وادي جازان، بسبب بلاغ من أحد اليمنيين، اتهمه فيه بأنه ملحد، ويسب الدين والعلماء، بحسب قول الناشط الحقوقي اليمني المقيم في السعودية سلمان الشريف.
وجه له مجموعة من الادعاءات، منها سب الدين وازدراء أهل السنة والجماعة ودعم الملحدين
ويقول الشريف لـ”المشاهد”: “قام عدد من الشباب بزيارة الحجوري في القسم، ومقابلة المسؤولين الأمنيين، للاستفسار عن وضعه، وماتزال القضية قيد التحقيق”.
ويقول الكاتب اليمني عصام القيسي، إنه تلقى رسالة من الفنان علي الحجوري، تفيد بأن المحقق بنيابة أبوعريش، طلب منه الحضور الأحد الفائت 10 فبراير، بغرض التحقيق في دعوى مقدمة ضده من مقيم يمني يُدعى “م.أ.ع”، وجه له مجموعة من الادعاءات، منها سب الدين وازدراء أهل السنة والجماعة ودعم الملحدين، مضيفاً أنه بعد فتح باب التحقيق بدأ المحقق بالمبادرة بسؤال الحجوري حول رده في التهمة المنسوبة إليه، وكان الجواب أن هذه دعوى كيدية وتهمة باطلة لا أساس لها من الصحة، ثم بدأ المحقق بتفريغ بعض المنشورات من صفحة الحجوري على “فيسبوك”، التي كان قد صورها المُدعي “م.أ.ع”، وكانت كلها منشورات عادية جداً، وكان يسمعه المنشور، والحجوري يوضح المقصود والهدف من المنشور، وبعد الانتهاء من التحقيق شعر الحجوري بأن المحقق اقتنع بكثير مما طرحه، ولم يجد كلمة أو عبارة تثبت أية دعوى من دعاوى المدعي.
لكن المحقق عاد بعد أقل من 5 دقائق، لطباعة أوراق التحقيق، للتعديل فيها لمدة ساعة، ويأمر الحجوري بالتوقيع مرة أخرى على أقوال وقع عليها سلفاً، ولضيق الوقت لم يقرأ الحجوري أوراق التحقيق مرة أخرى، إيماناً منه أن مضمون التحقيق لم يتغير، وعندما سمع الحجوري خبر قرار السجن ٥ أيام، بدأ في استذكار تفاصيل ما حصل، وبدأ الشك يراوده أن هناك أمراً تم تعديله في التحقيق، بحسب الرسالة التي نشرها القيسي في صفحته على “فيسبوك” بعد أن تلقاها من الحجوري، مشيراً إلى أن الحجوري بانتظار الفرج وخروجه من السجن.
مبررات الاعتقال
وأثار اعتقال الفنان الحجوري ردود أفعال متباينة لدى الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مستنكر ومؤيد، فالمستنكرون رأوا أن “لا مبرر لاعتقال فنان مبدع يدلي بآرائه العادية تجاه مواضيع متداولة في الشارع السعودي واليمني”.
ويؤكد الناشط إسماعيل الجهمي، لـ”المشاهد”، أن قضية الفنان الحجوري، ليست دينية، وإنما سياسية، حيث كتب الحجوري في صفحته على “فيسبوك” تهنئة للمنتخب القطري بمناسبة حصوله على كأس آسيا، الأمر الذي اعتبرته السلطات السعودية مخالفة ارتكبها مقيم يمني في الأراضي السعودية، بسبب توتر العلاقات السياسية بين السعودية وقطر.
بينما يرى آخرون أن الفنان علي الحجوري أقحم نفسه في مواضيع تثير الحساسية، وبالأخص الدينية.
ويقول ماجد التركي، مواطن يمني يعمل في مركز النخب العلمية بمنطقة القصيم السعودية: “سجن علي الحجوري لمخالفته نص المادة الأولى في الدستور السعودي، ويجب علينا احترام دستور وقوانين البلد الذي نقيم فيه”.
ويؤكد الفنان خالد شايع لـ”المشاهد”، في تعليقه على احتجاز زميله الحجوري في أحد السجون السعودية، قائلاً: “كله بسببنا نحن اليمنيين”، في إشارة منه للشخص اليمني الذي وشى بالفنان الحجوري، وأبلغ عنه.
متابعة رسمية
وعلى الصعيد الرسمي اليمني، يقول رئيس الجالية اليمنية في جيزان، عبده محمد الشوخي، إن “ما أثير مؤخراً، وتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص الفنان المعروف علي الحجوري، أود التوضيح بأن موضوعه تحت المتابعة، وبتوجيهات من سعادة السفير علي العياشي، القنصل العام للجمهورية اليمنية في جدة، حيث قمنا بزيارته والاطلاع على قضيته، وهناك متابعة بهذا الخصوص عبر القنوات الرسمية”.
وكتب الشوخي في صفحته على “فيسبوك”: “ما أود التنويه له أن الرجل مقيم هو وعائلته في المملكة، بطريقة نظامية، ويحظى باحترام الجميع، وما حصل عبارة عن إشكالية تتعارض مع أنظمة وقوانين المملكة، ويجري حالياً متابعة القضية لحل هذه الإشكالية، وأي مستجدات سيتم نشرها في حساب القنصلية بالفيسبوك، وأيضاً عبر حسابي في الفيسبوك”.
ودعا الشوخي محبي الفنان علي الحجوري إلى “عدم الخوض في هذه القضية وتأجيجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا تأخذ منحى آخر ومساراً مختلفاً”.
وأضاف: “دعوا القنوات الرسمية والدبلوماسية تحل هذه القضية، حتى يتم البت فيها بأسرع وقت ممكن، فالمملكة بلد قانون وأنظمة، ولا يمكن لأي منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي أن تغير من مسار هذه الأنظمة والقوانين. والقضية تحت المتابعة”.
وكان رجل الدين السلفي الشيخ عبد العزيز بن يحيى البرعي، أصدر، في وقت سابق، فتاوى، استنكر فيها الأطروحات المنتقدة لبعض المسائل الدينية، والتي يقدمها الفنان علي الحجوري، عبر فيديوهات البث المباشر التي يظهر فيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
بين الفن والدين
وكانت بدايات الحجوري مع الفن من خلال العروض المسرحية التي قدمها في منطقة أبها السعودية، في تسعينيات القرن الماضي، ثم التحاقه بنادي أبها السعودي، ثم عاد إلى اليمن، وشارك في تأسيس فرقة الأمواج الفنية بصنعاء، ومن ثم فرقة النسيم، ثم توقف عن الأعمال الفنية بسبب انتقاله للعمل كمدرس وخطيب في أحد مساجد العاصمة صنعاء، ثم عاد للأعمال الفنية من خلال مقاطع تمثيلية صوتية بعنوان قصص الأنبياء، مع الفنان الكوميدي محمد الأضرعي، قبل أن يعود إلى السعودية، ويكون فرقة آفاق التميز بمنطقة خميس مشيط، بالإضافة إلى مشاركته في إعداد برامج لقناة المجد الفضائية السعودية، ثم عاد إلى اليمن، وشارك في تأسيس مجموعة من الفرق الفنية، وفي تلك الفترة عمل في إعداد مجموعة من البرامج التلفزيونية كبرنامج تطواف، وبرنامج مشاعر الذي أذيع على قناة “السعيدة”، ثم المشاركة في مسلسل “خلطة مافيهاش غلطة”، مع الفنان محمد الأضرعي، ومسرحية “القمة العربية”، ومسلسل “ما يصح إلا الصحيح” على قناة “سهيل” الفضائية.
وانتقل الحجوري بعدها إلى منطقة جيزان السعودية، مشاركاً في المهرجان الوطني الأول، بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وتعرف عليه جمهور جيزان، وعمل بعدها في قناة “الأثير” الفضائية السعودية.
المشاهد نت