نيرة الشريف- عربي بوست
في الخامس من فبراير/شباط، يحتفل أكثر من مليار شخص حول العالم بالسنة القمرية الجديدة، وهي رأس السنة الصينية وبداية عام الخنزير.
يتم الاحتفال بسفر ملايين الصينيين إلى مُدنهم الأصلية للاحتفال، يتم الاحتفال بالألعاب النارية والملابس والأطعمة الخاصة والفوانيس الحمراء.
ليبدأ عام الخنزير، وهو البرج الثاني عشر بين الأبراج الصينية، الذي يُعدّ رمزاً للتفاؤل والحماس والعمل الشاق.
يبلغ التقويم الصيني 12 عاماً، ويُمثله 12 حيواناً مُختلفاً هم:
الفأر والنمر والأرنب والثور والحصان والثعبان والقرد والكلب والخنزير والماعز والديك والتنين.
وهذا هو العام الثاني عشر الذي يُمثله الخنزير، كثير من الناس يعتمدون على التقويم الصيني في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في حياتهم.
مثل قرار الزواج أو الإنجاب، فيُقال إن كل برج يؤثر بشكل مُختلف على كل شخص وفقاً لسنة ميلاد الشخص.
ووفقاً لعلم التنجيم الآسيوي، فإن سنة ميلادك والحيوان الذي تُمثله يُنبئ بالكثير حول سمات شخصيتك والحياة التي ستحياها.
يُمثل الخنزير التفاؤل والرخاء والثروة، والأشخاص الذين ولدوا في عام الخنزير لديهم شخصية جميلة ومُباركة، وحظ طيب في الحياة.
كيف يتم الاحتفال بالسنة القمرية الجديدة؟
السنة القمرية الجديدة هي رأس السنة الصينية، وهي تُعرف أيضاً بعيد الربيع، يبدأ الاحتفال بها قبل أسبوع على الأقل من بدء عيد الربيع.
في اليوم السادس والعشرين من الشهر القمري الأخير يتم تحضير الكعك والحلويات، وفي اليوم الثامن والعشرين تجري عملية تنظيف وتطهير شاملة للمنازل.
لتخليص المُقيم بالمنزل من أي سوء حظ دائم، وفي اليوم التاسع والعشرين تُعلق لافتات الثروة للسنة القمرية الجديدة.
تُقام معارض السنة القمرية الجديدة حول المدن خلال الأيام الأخيرة من العام، وتُباع تمائم الحظ والثروة والزهور تفاؤلاً ببدايات العام الجديد.
وينتهي العام بحفل عشاء عائلي كبير في يوم الثلاثين، أو ليلة رأس السنة الصينية، التي توافق 4 فبراير/شباط من هذا العام.
تُعدّ قائمة الأطعمة التي تُقدم في العشاء العائلي بعناية، فيتم تقديم الأطعمة المعروفة بمعانيها التي تجلب الحظ، مثل الأسماك التي ترمز إلى الزيادة.
والحلويات التي ترمز إلى التقدم، والزلابية التي تبدو مثل سبائك الذهب، وتبقى العائلات مُستيقظة إلى ما بعد منتصف الليل للترحيب بالعام الجديد.
مُعظم البلدان التي تحتفل بالسنة القمرية الجديدة تُقدم ما بين ثلاثة إلى سبعة أيام عُطلات عامة، إلا أن الاحتفال يستمر لمُدة 15 يوماً.
طقوس الاحتفال
ففي هذا العام تستمر الاحتفالات من يوم 5 فبراير/شباط، وحتى 14 فبراير/شباط 2019، وهو اليوم الخامس عشر من الشهر القمري.
خلال أيام المهرجان يُسافر الناس لزيارة الأقارب الذين يقومون بإعداد الوجبات الخفيفة.
وملء صناديق الحلوى للزيارات باستثناء اليوم الثالث الذي يُقام به حدث سباق الخيل الرئيسي في هونغ كونغ في الربيع كل عام.
وخلال الخمسة عشر يوماً أيضاً يجب على الأزواج تقديم حزم حمراء تحتوي على المال للأطفال، والبالغين غير المُتزوجين، ليتمنّوا لهم الحظ الجيد.
اليوم السابع من أيام المهرجان هو عيد الميلاد، أو عيد ميلاد الناس، الذي سيُحتفل به هذا العام في 11 فبراير/شباط، حيث خُلقت البشرية في هذا اليوم.
وفي اليوم الأخير يأتي الاحتفال بالمصابيح والفوانيس، وهو ما يُعرف باسم «مهرجان المصابيح»، وخلال هذا اليوم يُعلق الصينيون الفوانيس المُنيرة في المعابد أو يقومون بحملها خلال موكب ليلي.
تاريخ الاحتفال برأس السنة الصينية
تعود أصول الاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة إلى أحد الأساطير التي تقول إنه منذ آلاف السنين كان الوحش المُسمى نيان «السنة»، يُهاجم القرويين في بداية كل عام جديد.
وقد كان الوحش يخاف من الأصوات الصاخبة، والأضواء الساطعة واللون الأحمر، لذلك تم استخدام هذه الأشياء أثناء الاحتفال لطرد الوحش بعيداً.
هُناك أسطورة أيضاً وراء اختيار الحيوانات التي تُمثل الأبراج الصينية، تقول هذه الأسطورة إنه في الأيام القديمة أمر الإمبراطور «اليشم» بأن تُصبح الحيوانات جزءاً من التقويم.
وأجرى مُسابقة بأن الحيوانات التي ستنضم للتقويم هي أول 12 حيواناً ستصل في ذلك الوقت
كان القط والفأر صديقين، عندما سمعا الخبر قال القط للفئران: «يجب أن نصل مبكراً للتسجيل، لكنني عادة أستيقظ مُتأخراً».
وفقاً للأسطورة نسيت الفئران إيقاظ القط الذي غاب عن التواجد في الأبراج الصينية، لأن الفأر كان مُتحمساً جداً، فنسي القط وذهب بمُفرده.
وفي الطريق اصطدم بالنمر والثور والحصان والحيوانات الأخرى التي كانت أسرع منه.
أقنع الفأر الثور أن يحمله على ظهره، شريطة أن يُغني له الفأر طوال الرحلة.
الخنزير يعرف أنه ثقيل وبطيء
كان الثور أول من يصل، فتسلل الفأر أمامه، وأصبح أول حيوان محظوظ، بينما أتى الخنزير في النهاية، كان الخنزير يعرف أنه ثقيل وبطيء، فبدأ رحلته منذ مُنتصف الليل.
لكنه واجه الكثير من العقبات في الطريق، وتم وضعه في البرج الأخير، ويُقال إنه أتي مُتأخراً لأنه تأخر في النوم.
ويُقال أيضاً إن الذئب دمّر بيته، وكان عليه أن يُعيد ترتيب بيته أولاً، بوصول القط كان الاختيار انتهى، وهذا هو سبب عداء القطط مع الفئران.
أسطورة أخرى حول الخنزير تقول: في العصور القديمة كان هناك رجل غني جداً، لكنه لم يكن لديه ولد، وحينما أنجب في سن الستين كان سعيداً جداً واحتفل بطفله بمأدبة حافلة.
وفي الاحتفال قال أحد العرافين له إن الطفل سيكون ثرياً ومُباركا، عرف الطفل النبوءة، فلم يبذل أي جهد، ولم يتعلم أي شيء، كان يعتقد أنه ثري، ومصيره مُبارك دون جهد.
ظلَّ الطفل هكذا كسولاً إلى أن تبدَّدت ثروته ومات من الجوع، غضب منه الإمبراطور «اليشم» وقرر تحويله إلى خنزير عقاباً له.
في هذا الوقت كان يتم اختيار علامات الأبراج الصينية، تحول الطفل في عالم الموتى إلى خنزير، وأصبح أحد علامات الأبراج الصينية.