توفي، الأحد، كمال ثابت عبدالمجيد الذي يُعتبر أقدم سجين في مصر، وقد أفرجت عنه وزارة الداخلية المصرية ضمن المئات من السجناء، تنفيذاً لعفو من الرئيس عبدالفتاح السيسي، نهاية ديسمبر الماضي.
وأُصيب الرجل بأزمة قلبية فجر اليوم، نقل على إثرها لمستشفى سوهاج، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة.
قضى كمال ثابت عبدالمجيد (45 عاماً) خلف القضبان، وكانت بداية قصته قبل حرب أكتوبر عام 1973 في قريته الديابات الشرقية التابعة لمركز أخميم بمحافظة سوهاج جنوب مصر.
كان كمال وقتها يبلغ من العمر 21 عاماً عندما وقعت مشاجرة بين عائلته وعائلة أخرى بالقرية انتهت بمقتل والده، وعلى الفور أمسك بسلاحه الناري وقتل اثنين من العائلة الأخرى، لتعاقبه محكمة الجنايات بالأشغال الشاقة المؤبدة وهي السجن 25 عاماً.
وخلال وجوده في السجن نشبت مشادة بين كمال وسجين آخر من العائلة التي تشاجرت مع عائلته، وتطورت لاشتباك أدى لقتل كمال الشاب الآخر لتعاقبه المحكمة بأشغال شاقة جديدة مدتها 25 عاماً يقضيها بعد انتهاء عقوبته الأولى.
وخلال وجوده في السجن حاول كمال الانتحار عدة مرات وقضى أياماً مريرة قضت على كل أحلامه وطموحاته كشاب، وانتهت به بعد خروجه من السجن كرجل مسن، ليس له أسرة أو أبناء، أو منزل يؤويه.
وعقب خروجه من السجن أقام أهالي قريته احتفالاً له، وعقدت العائلة الأخرى التي دخل السجن لقتله اثنين من أبنائها جلسة صلح وأنهت الثأر مع كمال وعائلته.
وفي محاولة لبدء حياة جديدة له قررت السلطات في محافظة سوهاج البدء في ترخيص كشك لكمال والبحث عن شقة تأويه، حيث تهدم منزل أسرته أثناء وجوده في السجن وتوفى أشقاؤه ولم يتبق له سوى شقيقته الوحيدة صفية التي كان يقيم لديها في منزلها.
كان كمال يحلم بعروس عشرينية كي ينجب منها أبناء، يساعدونه على مواجهة مصاعب الحياة فيما تبقى من عمره، ويخلدون اسمه من بعده، لكن الأقدار كان لها رأي آخر وتوفي قبل أن يشرع في تحقيق حلمه.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد قررت الإفراج بالعفو عن 237 سجيناً، من بينهم أقدم سجين في السجون المصرية بمناسبة الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر.
وقالت إنها انتهت إلى انطباق القرار على 237 نزيلاً ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو من بينهم النزيل كمال ثابت عبدالمجيد المودع بسجن شديد الحراسة بالمنيا، وذلك عقب قضائه 45 عاماً في محبسه.