اهتمت صحف عربية، في اليوم الأخير من عام 2018، بالحديث عما خلفه العام المنصرم، وكذلك بالتوقعات والأمنيات لعام 2019.
وتقول "القدس العربي" اللندنية إن 2018 كانت "سنة عصيبة للعرب والمسلمين والعالم".
وترصد الصحيفة "حال السوء التي تعاني منها شعوب إسلامية كثيرة".
وترى الصحيفة أن "تراجع الثورات أمام وحشية الثورات المضادة أدى، من ضمن ما أدى إليه، إلى اشتداد التطرف السلفي وابتلاع الحركات الجهادية العنيفة كـ'القاعدة' وتنظيم 'الدولة' للقوى المدنية والديمقراطية".
وتضيف: "تشير هذه الأزمات المتعددة في كل أنحاء العالم إلى أن الإنسانية موجودة في مركب واحد وأن الأيديولوجيات المتطرفة تغذي بعضها بعضا، وأن منطق الاحتلال والاستبداد ولوم الآخرين هو منطق معاد للسياسة والطبيعة وهو آليّة لاستمرار النزاعات لا حلّها".
وتقول الصحيفة إن الأمل في سنة أفضل "يتعلق بحصول اتفاق عالميّ على حلول حقيقية للنزاعات بدل إعادة إنتاج أسبابها".
ويقول وئل قنديل في "العربي الجديد" اللندنية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنهى عام 2018 "بذلك العرض المثير لحسني مبارك في قاعة المحكمة، مدليًا بشهادته الزور على ثورة يناير، باعتبارها مخططًا أجنبيًا، في إطار مؤامرة على مصر، ثم استدعاء فزاعة الإرهاب لتضرب في قلب القاهرة مجدّدًا، مع الربط بين يناير والإرهاب".
ويخلص الكاتب في ختام مقاله إلى أنه "لا يخرج مضمون رسالة السيسي في 2019 عن أنه لا تغيير إلا بانقلاب عسكري جديد".
ويرى الكاتب أن الهدف هو "صناعة المناخ الأمثل لكي يفصح عما ينتوي الإقدام عليه، لكي يحمي البلاد من العدو (الثورة) بتوريط المؤسسة العسكرية على نحوٍ أعمق للحرب على دعوات التغيير الديمقراطي، وكأنه يستلهم التجربة السورية في محاربة الثورة".
وتقول "الشروق" التونسية إن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي هي "جريمة شغلت الرأي العالمي في 2018".
"تصدعات" المشهد العربي
وتتساءل آمال موسى في "الشرق الأوسط" اللندنية: "هل نشهد سنة أقل إرهاباً وصفر ضحايا من الإرهاب؟"
وتقول: "لقد مرت سنة أقل إرهاباً مما سبقها من السنوات الأخيرة، والطموح - ونحن على أبواب سنة جديدة - أن نواصل الحد من الإرهاب بشكل يؤسس لبيئة عربية إسلامية أكثر مناعة، وأقل عرضة لفيروس الإرهاب".
وتدعو الكاتبة الدول العربية والإسلامية إلى "معالجة تصدعات" واقع العلاقات فيما بينها "لأنه بعودة التحالفات الإقليمية المحورية يمكن قطع خطوات أكثر أهمية، سواء على مستوى التعاون الأمني، أو مجرد رسالة أن العلاقات جيدة بين الدول القوية في المنطقة".
ويقول خالد بن حمد المالك في "الرياض" السعودية إن 2018 كان عام "حروب وقتال ودماء، وأبرياء دفعوا ثمناً غالياً لنزوات المتهورين والقتلة والمجرمين والإرهابيين من إيران إلى إسرائيل".
وعن توقعاته لعام 2019، يلخص عصام نعمان في "البناء" اللبنانية مشهد عالم العرب بأنه سيكون "رهانات متراجعة وتحوّلات بازغة".
ومن أهم توقعاته "تراجع رهانات الولايات المتحدة وحلفائها ... تعاظم دور روسيا في غرب آسيا ... ابتعاد تركيا المتدرج عن أمريكا وتطلعها شرقاً ... سقوط رهان إسرائيل على تقسيم محيطها الجغرافي وتزايد مخاوفها الأمنية ... وأخيراً تنامي قدرات أطراف محور المقاومة ودورهم الإقليمي".
وتعرض سميرة رجب في "أخبار الخليج" البحرينية "جردا سياسيا عربيا" للعام المنصرم، إذ توجه انتقادات لاذعة لصانع القرار العربي بسبب "دوره" فيما حدث في كل البلاد العربية التي يجتاحها الدمار.
وتقول: "بدلا من أن يسهم في الاعتراض على نوايا الأطراف الدولية التي صنعت الدمار بسبق الإصرار والتخطيط ... فضلت (البلاد العربية) أن تنضم مع الوحوش الكاسرة في هذه الحروب البشعة، على أمل ألا تنالها نيران الأصدقاء الغربيين".
وتتحدث عزة شتيوي في "الثورة" السورية عن تحقيق النظام السوري النصر على مسلحي المعارضة، وتقول "هذة السنة ليست عادية ... بل هي استثنائية في تاريخ المنطقة السياسي حين يدق العرب على أبواب دمشق ممهدين الطريق للغرب مستقبلا".
ويدعو شملان العيسى في "الاتحاد الإماراتية" إلى "تعزيز روح المحبة واستغلال المناسبة السعيدة لوقف الحروب الداخلية والالتزام بتعاليم الأديان السماوية التي تحمل المحبة والسلام للبشرية".
"انحياز أمريكي" ضد الفلسطينيين
ويقول نبيل السهلي في "العربي الجديد" اللندنية إن عام 2018 شهد "انحيازا أمريكيا مطلق لإسرائيل".
ويرى عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية أن "التخبط هو العنوان الأبرز لسياسات ترامب طوال العامين الأولين من رئاسته، فـ'صفقة قرنه' خلقت مِن المشاكل أكثر مما قدمت من حلول، ومن راهن عليهم لتسويقها وأبرزهم الأمير محمد بن سلمان، وليّ العهد السعوديّ، يواجه تهديدات خطيرة قد تطيح به من منصبه أبرزها مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وفشل الحسم عسكريا في اليمن".
كما تشير دلال عريقات في "القدس" الفلسطينية إلى "أزمة الثقة في فلسطين على مستويات مختلفة .... أزمة ثقة بين المواطن والأحزاب المختلفة" مع نهاية 2018 التي خيم عليها قرار حل المجلس التشريعي والدعوة لانتخابات جديدة.
وتدعو الكاتبة الجميع إلى العمل للمشاركة بجعل عام 2019 "واقعاً إيجابياً للسياسة الفلسطينية".
دول المغرب العربي
ويقول وليد التليلي متحدثا عن المشهد التونسي في "العربي الجديد" اللندنية: "يودع التونسيون، اليوم الاثنين، عاماً صعباً للغاية، ولعلهم يستقبلون غداً الثلاثاء، عاماً أصعب وأثقل مرفقاً برهانات أكثر".
وتقول "الشروق" التونسية إن توقعات السياسيين لسنة 2019 تتركز على "تحقيق التوازن السياسي وإنجاح الانتخابات"، فيما "تترجل 2018 بمنعرجاتها السيئة ومحطاتها المضيئة".
أما في الجزائر، فتقول صحيفة "الشروق" إن 2018 كانت "حبلى بالحوادث والمآسي، تنوعت ونقشت في الذاكرة، أبرزها حادثة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك في البليدة وقضية حجز 701 كلغ من الكوكايين في ميناء وهران التي امتدت عواقبها إلى توقيف وسجن جنرالات في الجيش، مرورا بأزمة البرلمان ووصولا إلى مآساة وفاة شاب علق داخل بئر في المسيلة".
وفي المغرب، تلخص "هسبريس" الإلكترونية المغربية المشهد بأنه شهد "انتكاسات كثيرة ومكاسب قليلة ترافق حقوق المغربيات في 2018 .... بداية بقضية فتاة الحافلة التي تعرضت للتحرش واجتاحت أخبارها العالم، وصولا إلى أخرى تعرضت لمحاولة الاغتصاب من قبل مجموعة من الشباب وثقوا الحادثة بكاميرا هاتف، بينما كان الختام بذبح سائحتين بإمليل".
"عام الإنجازات" في دول الخليج
وتقول "اليوم" السعودية في افتتاحيتها إن 2018 كان "ربيعًا من المنجزات" في إطار سعي المملكة "لنقل البلاد من تقليدية الاقتصاد، إلى اقتصاد التنوع".
وتضيف أن ختامه شهد الإعلان عن أضخم ميزانية ترليونية، قبل أن ينتهي بعدد من الأوامر الملكية التي حملتْ مجموعة من الشباب إلى سدّة المسؤولية في السعودية.
وتقول "الاتحاد" الإماراتية إن دولة الإمارات العربية المتحدة "أنهت عام 2018 'عام زايد'، بتحقيق المزيد من الإنجازات والمكتسبات على الصعيدين الداخلي والخارجي".
وتشير الصحيفة إلى صعود الإمارات إلى المرتبة التاسعة والعشرين عالمياً ضمن مؤشر البلدان الأعلى عالمياً في الناتج المحلي الإجمالي، والمرتبة السادسة عالمياً من ناحية نصيب الفرد من الناتج، بالإضافة إلى تصدّر جواز السفر الإماراتي قائمة الجوازات الأكثر نفوذاً في العالم.
وتضيف أن الإمارات أطلقت القمر الصناعي خليفة سات من اليابان، وقرر رئيس الدولة رفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 في المئة من الدورة المقبلة.
وتقول "الراية" القطرية في افتتاحيتها إن 2018 كان "عام الإنجازات الكبرى، حيث عززت قطر مكانتها بتحالفات وشراكات استراتيجية وواصلت إبهار العالم أجمع وتجاوزت عواقب الحصار الغادر".
وتضيف أن قطر "نجحت في تنويع مصادر الاقتصاد، وفتح أسواق وآفاق جديدة في إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا، كما نجحت في إقامة مشاريع للصناعات الغذائيّة والدوائيّة وافتتحت مشروعات بنية تحتيّة عملاقة".
كما تشير الصحيفة إلى أن خروج قطر من منظمة الأوبك يعدّ أهم حدث خلال عام 2018.
شخصية العام في مصر
ويقول صلاح منتصر في "الأهرام" المصرية إن "شخصية عام 2018 هو المواطن المصري محدود الدخل الذي تحمل في صبر وثقة بالمستقبل تكاليف الزيادة في أسعار الوقود والكهرباء والنقل ومختلف السلع الغذائية حتي الخضار الذي لم يكن يمثل مشكلة".
ويأمل الكاتب في أن "تترفق به القرارات في العام الجديد حتي يلتقط أنفاسه، وأن يكون في استيفاء الدولة حقوقها لدي الذين يستبيحون أكل الحقوق وهم ميسورو الحال".
المصدر: بي بي سي