شباب الثورة المتهمين باغتيال صالح في النهدين

فانتازيا اليمن.. الحوثيون الذين قتلوا "صالح" يحاكمون 5 شبان بتهمة محاولة اغتياله!

إبراهيم الحمادي، شعيب البعجري، عبد الله الطعامي، غالب العيزري، ومحمد عمر.. خمسة شباب يمنيون يقبعون في سجن المخابرات (الأمن السياسي) بصنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون ويتم محاكمتهم حالياً بتهمة محاولة اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل نحو ثمانية أعوام.

ومن الذي يحتجزهم ويحاكمهم؟

الحوثيون الذين قتلوا علي عبدالله صالح.
 

في يونيو 2011 وقع انفجار كبير في مسجد دار الرئاسة (القصر الرئاسي بصنعاء) في أوج الاحتجاجات المناهضة لصالح، ويومها قُتل قادة عسكريون ومسؤولون حكوميون، ونقل صالح الذي أصيب بإصابات خطيرة إلى السعودية للعلاج.

 

على إثر ذلك شُنّت حملة اعتقالات واسعة تجاوز يومها عدد المعتقلين المئة شخص، لكن بعد ذلك تم الإفراج عن الجميع ولم يتبق سوى هؤلاء الخمسة.

 

إبراهيم كان موظفاً في جمعية الإصلاح، وشعيب طالباً في كلية الهندسة، والثلاثة البقية كانوا "عسكر" في دار الرئاسة وتم اعتقالهم من مقار أعمالهم بعد الحادثة بما يقارب شهر الأمر الذي يطرح تساؤلاً: هل يعقل أن يكون أي شخص قد ارتكب أو شارك في حادث بهذا الحجم أن يظل يزاول عمله بشكل طبيعي؟.

 

المعتقل إبراهيم الحمادي أفاد في تصريحات لاحقة أنه تم اعتقاله في يوم الاثنين 18/7/2011م من منزل أخيه في منطقة "السنينة" حيث كان في زيارة عائلية.

 

ويضيف أنه وضع في زنزانة انفرادية بسجن الأمن القومي لمدة 6 أشهر تعرض فيها لأنواع مختلفة من التعذيب، وبعدها انتقل إلى الأمن السياسي وهناك التقى بالمجموعة المتهمة في حادث دار الرئاسة لأول مرة.

 

وقال انه طوال شهر ونصف من التحقيق كان يتم سؤاله حول ساحة التغيير التي كانت مقراً للمحتجين المطالبين بإسقاط نظام صالح وما الذي يدور فيها ومن يديرها، ولم يتم توجيه اتهام له بشأن حادث الرئاسة إلا بعد شهر ونصف.

 

في 24/ 12/ 2012م، تم نقل المتهمين وعددهم نحو 30 شخصاً وامرأة إلى السجن المركزي في صنعاء وأفرج عن الكثير منهم وبقي الخمسة أشخاص حتى الآن.

 

يؤكد المحامي السابق للمعتقلين الخمسة عبد الرحمن برمان أنه لا توجد في ملف القضية أي أدلة تدينهم بارتكاب أي جرم، موضحا أنهم تعرضوا للإخفاء القسري أكثر من ثمانية أشهر وأن قضيتهم استمرت في النيابة لأكثر من عامين "في وقت يمنع القانون اليمني بقاء أي قضية خطيرة أكثر من ستة أشهر، لأنه لم تكن لديهم أي أدلة تبقيهم دون إفراج أو محاكمة".

 

وفي مفارقة عجيبة لا يزال المعتقلون الخمسة محتجزون من قبل جماعة الحوثيين التي قتلت صالح في ديسمبر/كانون الأول 2017، وذلك في معارك بينهما في العاصمة صنعاء.

 

وحسب موقع "الجزيرة نت" كان يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثيين أصدر في مايو/أيار 2016 توجيهاً خطياً للنائب العام بالإفراج عن المتهمين الخمسة بتفجير مسجد دار الرئاسة، لكن ذلك أغضب صالح، وأمر قوات خاصة موالية له بنقلهم من السجن المركزي في صنعاء إلى سجن الأمن السياسي.

 

ويتساءل مختار الحمادي شقيق المعتقل إبراهيم عن سبب بقاء أخيه وبقية المعتقل في السجن على الرغم من مقتل صالح.