قال مصدر في وزارة الخارجية القطرية، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لن يشارك في قمة الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، التي تنطلق في مصر، الأحد 24 فبراير/شباط 2019.
وأوضح المصدر لوكالة نوفوستي الروسية، أن القاهرة خرقت البروتوكول في توجيه الدعوة إلى الأمير لحضور هذه القمة.
وتلتئم لأول مرة في مصر قمة عربية أوروبية، لبحث ملفات مشتركة، أبرزها مرتبط بقضايا المنطقة والأمن والإرهاب والهجرة غير النظامية، وسط دعوات معارضة تطالب قادة أوروبا بعدم الحضور، عقب تنفيذ القاهرة إعدامات بحق معارضين.
الرسالة لم توجه لأمير قطر
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الدوحة تلقَّت دعوة لحضور القمة، وأضاف: «نشعر بالحزن، لكننا لم نندهش من أن الحكومة المصرية استغلت الدعوة كوسيلة لتحقيق الهدف. إن الدعوة الواردة من مصر تنتهك البروتوكول الدولي باللغة والصيغة المستخدمة فيها».
وأوضح إلى أنه خلافاً للدعوات الموجهة إلى رؤساء الدول العربية الأخرى، فإن رسالة قطر لم توجه إلى أميرها، وأُرسلت إلى السفارة اليونانية في الدوحة، بدلاً من البعثة الدائمة لقطر في جامعة الدول العربية.
وأضاف: «الرسالة مصممة على طراز تذكير بالقمة، ولا تتوافق مع الدعوة الرسمية».
ووصفت الدوحة سلوك مصر في بعض من هذه الدعوة بـ «غير المهني»، لكن المتحدث باسم الخارجية القطرية أشار إلى أنه على الرغم من ذلك ستشارك قطر في القمة على مستوى ممثلها الدائم في الجامعة العربية، حيث إنها «تلتزم تماماً بالأنشطة العربية المشتركة والتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي».
وقطعت مصر، إلى جانب المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة علاقاتها مع قطر، منذ أكثر من عام ونصف العام، متهمة إياها بدعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، فيما نفت قطر ذلك مراراً.
مَن سيحضر القمة؟
حدَّد الاتحاد الأوروبي، في بيان، أهدافَ القمة في نقاط عدة، أهمها «تعزيز العلاقات المشتركة، ودفع التعاون بمجالات التجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، بالإضافة إلى الوضع في المنطقة».
وتعتبر الموضوعات الأمنية والاقتصادية الأبرز في أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى، فيما تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عن إدراج موضوعات اجتماعية على جدول القمة، ورغم عدم إعلان تفاصيلها أكدت أنها «لا تقل أهمية عن الجانب السياسي».
وقال رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، إيفان سوركوش، إن 24 من رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء بالاتحاد الأوروبى سيشاركون في القمة.
وأشار إلى أن «24 من أصل 28 دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي ستحضر لشرم الشيخ هذا الأسبوع، لحضور القمة الأولى لدول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية»، فيما قالت وسائل إعلام محلية مصرية، إن 16 دولة عربية ستشارك في القمة.
ومن أبرز الحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، ورئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، جوزيب بوريل، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتز، وبيتر بيليجريني رئيس وزراء سلوفاكيا، ورئيس وزراء إستونيا يوري راتاس.
ومن بين القادة العرب المقرر مشاركتهم بالقمة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، والعراقي برهم صالح، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، ووزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
ويتشارك كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، رئاسة القمة.
دعوات للمقاطعة
دعا معارضون وحقوقيون مصريون قادة أوروبا إلى مقاطعة «القمة العربية الأوروبية»، على خلفية الإعدامات التي نفَّذتها السلطات المصرية مؤخراً بحقِّ عدد من المعارضين.
جاء ذلك وفق رسالة، اطلعت عليها الأناضول، الجمعة 22 فبراير/شباط، موجَّهة إلى البرلمان الأوروبي، وفيديريكا موغيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، وتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، وغيرهم من قادة الاتحاد الأوروبي.
وطالب الموقِّعون على الرسالة القادةَ الأوروبيين بإلغاء حضورهم للقمة «حتى لا يكون بمثابة تشجيع للممارسات التي يقوم بها (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي، ويضفي عليها الشرعية بصفة عامة».
وحذَّرت الرسالة من أن «عمليات الإعدام من المتوقع أن تستمر على نفس المنوال».
ووقَّع على الرسالة 7 معارضين وحقوقيون بارزون، من بينهم «عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق، وأيمن نور، ومحمد محسوب وزير الشؤون البرلمانية والقانونية الأسبق، والناشط محمد سلطان».