استغرق المنقذون أكثر من ساعتين في إنقاذ فتاة سورية وانتشال جثة شقيقتها من تحت أنقاض منزلها، الذي تعرض لقصف غارات النظام السوري، في مدينة خان شيخون السورية المتاخمة للحدود مع تركيا.
تقول صحيفة The Sun البريطانية، إن فتاة صغيرة انتظرت من ينقذها وهي جاثمة بجوار جثة شقيقتها الصغيرة، بعد أن دمر قصف طيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد منزلها. وبينما تجثم الفتاة تحت أنقاض منزل أسرتها، لا تُرى إلا يد شقيقتها الميتة بارزة من تحت الأنقاض.
إنقاذ فتاة سورية وشقيقتها من تحت الأنقاض
أطلق منقذو منظمة «الخوذ البيضاء» السورية اسم أسيل قطران على فتاة سورية وقالوا إن إنقاذ الفتاة من تحت الأنقاض استغرق ساعتين.
تصاعدت حدة الغارات الجوية على المنطقة الواقعة في شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وتعد آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة لنظام بشار الأسد.
وقال مراقبون للحرب أمس الثلاثاء 26 فبراير/شباط 2019، إن آلاف المدنيين سيفرون من مدينة خان شيخون السورية المتاخمة للحدود مع تركيا.
وتخضع المنطقة لاتفاق لوقف إطلاق النار أُبرم العام الماضي بين النظام وفصائل المعارضة السورية بضمانة من روسيا وهي الحليف الرئيسي للأسد وتركيا التي تعد من الداعمين الرئيسيين لفصائل المعارضة التي تُقاتل منذ 8 سنوات لإسقاط نظام الأسد.
ويحتمي مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من مناطق أخرى من سوريا في هذا الجيب، في ظل الهدنة التي كانت تهدف لتجنب هجوم شامل من النظام.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن قوات النظام السوري كثفت القصف المدفعي والغارات الجوية التي تزايدت خلال العشرة أيام الماضية.
وأضاف عبد الرحمن: «يُركز النظام ضرباته على المدن بشكل رئيسي على طول طريق دمشق – حلب الدولي». متابعاً «لقد تحولت خان شيخون إلى مدينة أشباح».
وأعلنت منظمة إنقاذ «الخوذ البيضاء» السورية التي تعمل في مناطق المعارضة في سوريا مقتل 5 أشخاص، منهم 3 أطفال، نتيجة لقصف المدفعية والطيران الثلاثاء 26 فبراير/شباط.
بعد أن حولت غارات النظام السوري إدلب لمدينة أشباح
وطبقاً لكبير محللي البيانات في شركة Hala Systems، التي تستخدم نظام إنذار مبكر لرصد القصف الجوي يُطلق عليه Sentry، فإن 13 غارة جوية رُصد إطلاقها على إدلب والمنطقة الشمالية.
وأضاف: «هذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي رُصدت فيه زيادة كبيرة في الغارات الجوية، إذ تبدو وتيرة الهجمات عالية وغير عادية بالتأكيد مقارنة بالأشهر القليلة الماضية».
وقالت وسائل إعلامية حكومية سورية إن فصائل المعارضة أطلقت صواريخ على عدة مدن في الجزء الشمالي من محافظة حماة، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 7 آخرين، فيما وصفته بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.
وطبقاً للاتفاق المبرم بين النظام وفصائل المعارضة السورية بضمانة روسيا وتركيا، فإن الجيب الواقع في الشمال الغربي يشمل منطقة منزوعة السلاح يجب أن تظل خالية من جميع الأسلحة الثقيلة والمقاتلين الجهاديين.
وأعربت موسكو عن قلقها إزاء تصاعد العنف في إدلب وقالت إن المقاتلين التابعين لجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة سابقاً في سوريا، يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي.
بدأ الصراع في سوريا عام 2011 بعد أن استخدمت قوات الأمن السورية القوة لسحق حشود الجماهير المتظاهرة ضد حكمه. وأدى ذلك الصراع إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، وأدى أيضاً إلى إثارة تصارع القوى العالمية.