بي بي سي عربي
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قمة بينه وبين نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون انتهت دون التوصل إلى اتفاق بعدما رفضت واشنطن مطالب بيونغ يانغ برفع العقوبات.
وفي مؤتمر صحفي، قال ترامب: "كان الأمر عن العقوبات، أرادوا أن تُرفع العقوبات بالكامل وليس بوسعنا أن نفعل ذلك".
وكان من المتوقع أن يعلن الرئيسان عن إحراز تقدم على صعيد نزع السلاح النووي.
وقال ترامب: "أحيانا، في أحوال كتلك، يتعين عليك أن تمشي".
وفي مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة الفيتنامية هانوي، نفى ترامب التوصل لأي خطط لعقد قمة ثالثة.
وقال ترامب إن كيم كان مستعدا لتفكيك مجمع يونغبيون النووي لكنه أراد في المقابل رفع "كافة العقوبات"، وهو أمر لم تكن الولايات المتحدة مستعدة له.
وكان البرنامج الأصلي الذي أعده البيت الأبيض لليوم يتضمن "حفل توقيع اتفاق مشترك"، فضلا عن غداء عمل للزعيمين، لكن الترتيبات انهارت فجأة بإلغاء الحفل والغداء.
وكان يبدو الانسجام على الزعيمين، تماما كما بدا عليهما في القمة السابقة في سنغافورة التي واجهت انتقادا بأنها لم تسفر عن شيء ملموس، مما فتح الباب إلى توقعات بأن يدفع ترامب في قمة هانوي إلى التوصل لاتفاق حول نزع السلاح النووي.
وثمة ضبابية تكتنف ما يعنيه بالضبط نزْع السلاح لدى الجانبين. وكانت واشنطن قالت في السابق إن على كوريا الشمالية التخلي من جانب واحد عن كافة أسلحتها النووية قبل الشروع في رفع أية عقوبات، لكن هذا الشرط يعتبر من النقاط الشائكة بالنسبة للكوريين الشماليين.
ولدى سؤال ترامب في المؤتمر الصحفي الخميس، عما يعنيه بنزع السلاح النووي، أجاب: "بالنسبة لي، الأمر واضح تماما، علينا التخلص من النووي".
وقالت واشنطن من قبل إن بيونغ يانغ كان عليها التخلص من أسلحتها النووية من جانب واحد، قبل تخفيف أية عقوبات مفروضة عليها، لكن من المعروف أن هذا الشرط سيكون نقطة خلاف مع الكوريين الشماليين.
وتحدث ترامب وهو يقف إلى جانب الزعيم الكوري قبل المحادثات الرسمية، وقال إنه يكن "احتراما كبيرا" للسيد كيم وأن علاقتهما "قوية جدا".
وكرر أن كوريا الشمالية يمكن أن تصبح "قوة اقتصادية" إذا سارت المحادثات بشكل جيد.
وقال ترامب إن وفد الولايات المتحدة "كان بجعبته بعض الخيارات، وقد قررنا هذه المرة ألا نُقدم على أي من تلك الخيارات".
وأضاف بأنه كان "متفائلا"، وقال إن المحادثات تركت الأمتين "في وضع يدعو إلى التفاؤل" مستقبلا.
وسيُنظَر إلى فشل قمة هانوي على أنه انتكاسة لترامب "مُبرِم الصفقات" كما يرى نفسه، لا سيما في ظل ما يواجهه من رقابة مكثفة في الداخل بشأن صفقات أعماله الخاصة، بعد شهادة أدلى بها محاميه السابق مايكل كوهين أمام الكونغرس الأربعاء.
وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق في هانوي، إلا أن هذه القمة الثانية مثّلتْ تحولا مُهمًا ومستمرا في مسار العلاقات بين الدولتين؛ ففي 2017، كان الجانبان يتبادلان التهديدات، وكان ترامب يصف كيم بـ "رجل الصواريخ الصغير"، وفي المقابل كان كيم يصف ترامب بـ "الخَرِف المختل".
وفي أعقاب المحادثات في هانوي، قال ترامب إن كيم كان "شابًا جيدًا وشخصية جيدة"، ووصف العلاقات بينهما بأنها "قوية جدًا".
وقبل القمة، جرت أحاديث عن إعلان سياسي محتمل لإنهاء الحرب الكورية (1950-1953)، والتي انتهت ميدانيا بإعلان هدنة، دون توقيع معاهدة سلام شامل.
وكانت ثمة آمالٌ معقودة على أن يتعهد كيم بتدمير مجمع يونغبيون النووي الكوري الشمالي المثير للجدل، والذي يلعب دورا رئيسيا في برنامج بيونغ يانغ النووي.