فيها متحف اللوفر الذي يأتي إليه الزائرون من كل مكان في العالم، باريس مدينة النور.
إذا كنت تخطط للذهاب إليها ولزيارة المتحف الأشهر في العالم فهناك معلومات عليك معرفتها عن تاريخ هذا البناء العتيق.
يقع المتحف على الضفة الشمالية لنهر السين في العاصمة الفرنسية باريس، يعد من أهم المتاحف في فرنسا وعلى مستوى العالم، كان المتحف في البداية عبارة عن قلعة بناها فيليب أوكوست عام 1190م.
بناه دفاعاً عن المدينة من أي هجوم خارجي ممكن أن تتعرض له المدينة، ومن ثم تعرض لجملة من عمليات الإصلاح والترميم الواسعة ليكون مهيأ لاستقبال العامة.
اللوفر من أكثر المتاحف الفنية استقبالاً للزوار على مستوى العالم؛ إذ يحتوي على مجموعة من الأعمال المتنوعة من الحضارات القديمة إلى ثقافة منتصف القرن التاسع عشر
ومن أهم التحف الفنية التي يضمها المتحف تحفة موناليزا الشهيرة التي تعود للفنان ليوناردو دافينشي.
تاريخ بناء متحف اللوفر
في عام 1546، بدأ فرانسيس الأول -الذي كان جامعاً فنياً عظيماً- في هدم قلعته العتيقة، وبدأ في بناء مقر جديد للإقامة الملكية مكانها، ليحل محل القلعة قصر اللوفر الذي لم تتوقف إضافات الملوك الفرنسيين اللاحقين عليه.
لم يكتمل منه في عهد فرانسيس الأول سوى جزء صغير على يد المهندس المعماري بيير ليسكوت، وهذا الجزء حالياً هو القسم الجنوبي الغربي من كور كاري (Cour Carrée).
وفي القرن السابع عشر، أضيف جزء كبير لمجمع المباني على يد لويس الثالث عشر ولويس الرابع عشر. وتمكن الكاردينال دو ريشيليو -رئيس وزراء لويس الثالث عشر- من الحصول على مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة للملك.
وحصل لويس الرابع عشر ووزيره الكاردينال مازاران على مجموعة فنية رائعة أيضاً، من بينها مجموعة ملك إنجلترا تشارلز الأول.
كانت لجنة مؤلفة من كل من المهندسين المعماريين كلودي بيرو ولويس لو فاو، ومهندس الديكور والرسام تشارلز لو برون قد خططت هذا الجزء من متحف اللوفر المعروف باسم الرواق (Colonnade).
وعندما انتقل لويس الرابع عشر إلى بلاطه الملكي في فرساي عام 1682، لم يعد اللوفر مقر الإقامة الملكي.
ثم ظهرت في القرن الثامن عشر فكرة استخدام اللوفر كمتحف عام، وقد ساعد الكونت دانفغلير في البناء والتخطيط لغراند غاليري (Grande Galerie) وتابع جهد تجميع الأعمال الفنية الرئيسية.
وفي عام 1793، افتتحت الحكومة الثورية المتحف المركزي للفنون (Musée Central des Arts) في غراند غاليري (Grande Galerie) للعامة.
وفي عهد نابليون، انطلق العمل في كور كاري (Cour Carrée) وجناح شمالي بطول شارع دي ريفولي. وفي القرن التاسع عشر، انتهى العمل في جناحين رئيسيين وصالات العرض بهما
والأجنحة التي تمتد إلى الغرب، وكان نابليون الثالث هو المسؤول عن المعرض، وهو أيضاً من افتتح الملحقات الإضافية.
كان اللوفر في صورته النهائية عبارة عن مجمع كبير من مبانٍ ذات أربعة أطراف، ويحتوي على ساحتين كبيرتين.
حقائق عن متحف اللوفر
خضع مجمع مبنى اللوفر لتجديدات كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، بهدف جعل المتحف القديم أكثر سهولة واستيعاباً لزواره.
ولتحقيق ذلك، أقيم مجمع كبير للمباني يحتوي على مكاتب ومحال تجارية وساحات عرض وتخزين ومواقف للسيارات تحت الأرض
فضلاً عن إقامة قاعة كبيرة ومحطة للحافلات السياحية وكافيتريا تحت ساحات متحف اللوفر المركزية في كور نابليون (Cour Napoléon) وكور دو كاروسيل (Cour du Carrousel).
أما مدخل الدور الأرضي إلى المجمع، فهو موجود في وسط كور نابليون، ومتوج بهرم ذي تصميم مثير للجدل من الفولاذ والزجاج من تصميم المعماري الأمريكي آي إم بي وقد افتتح مجمع مرافق الدعم ووسائل الراحة العامة المقامة تحت الأرض عام 1989.
وفي الذكرى السنوية الـ 200 للمتحف عام 1993، افتتح جناح ريشيلو (Richelieu) الذي أعيد بناؤه -والذي كان مقراً لوزارة المالية الفرنسية- ليصبح اللوفر لأول مرة مكرساً بالكامل للمتحف.
وقد صمم الجناح الجديد على يد بي، مع مساحة عرض تبلغ أكثر 230 ألف قدم مربع (21,368 متر مربع)، واحتوى في الأصل على مجموعات كبيرة من اللوحات الأوروبية، والفنون الزخرفية، والفن الإسلامي.
وتعرض ساحاته الداخلية الثلاث ذات الأسقف الزجاجية منحوتات فرنسية، وأعمالاً فنية قديمة من الحضارة الآشورية.
لاحقاً، انتقلت المجموعة المتزايدة من الفن الإسلامي إلى جناح خاص بها (افتتح عام 2012)
حيث قام المهندسان الإيطاليان ماريو بيليني ورودي ريكيوتي بإحاطة فناء داخلي آخر، وتصميمه بسقف متموج ذهبي اللون من الزجاج والصلب.
مواقع جديدة في القرن الواحد والعشرين
في عام 2012، فتح موقع تابع للوفر في بلدة لنس بشمال فرنسا أبوابه للجمهور.
وقد صمم المتحف على يد المعماريين اليابانيين كازوو سيجيما، وريو نيشيزاوا بهدف تعزيز اقتصاد المنطقة، وتخفيف الحشود عن موقع باريس.
وبعد خمس سنوات من ذلك، أي بعد ما يقرب من عقد من التأجيل افتتح متحف اللوفر بأبوظبي في مبنى من تصميم المعماري الفرنسي جان نوفيل على جزيرة السعديات
والتي تُعد لأن تكون مركز الإمارة الثقافي. وكانت المؤسسة الجديدة قد نتجت عن اتفاق مثير للجدل بين حكومتي فرنسا والإمارات العربية المتحدة
حيث استأجر المتحف الناشئ اسم متحف اللوفر، وجزءاً من مجموعته وخبرته لمدة 30 عاماً.
لوحات متحف اللوفر
تعد مجموعة اللوفر من اللوحات واحدة من أغنى المجموعات حول العالم حيث تحتوي على تمثيل لكافة فترات الفن الأوروبي حتى ثورة عام 1848.
(نقلت الأعمال المرسومة بعد هذا التاريخ من اللوفر إلى متحف أورسيه (Muséed’Orsay) عند افتتاحه عام 1986).
أما مجموعة اللوفر من اللوحات الفرنسية لحقبة القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، فهي مجموعة لا مثيل لها في العالم
وتحتوي أيضاً على مجموعة من الأعمال الرئيسية المميزة لرسامي عصر النهضة الإيطاليين، من بينها لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينشي (1503-1519) التي سرقها من متحف اللوفر فينتشينز وبيروجيا عام 1911.
وأعمال للرسامين الفلمنكيين والهولنديين من الحقبة الباروكية.
يعرض قسم الفنون الزخرفية كنوز ملوك فرنسا، من المشغولات البرونزية، والمنمنمات، والفخار، والمفروشات، والمجوهرات، والأثاث.
في حين يعرض قسم الآثار اليونانية والإتروسكانية الرومانية العمارة والمنحوتات، والفسيفسائيات، والأعمال البرونزية، والمجوهرات والفخار.
أما قسم المصريات، فقد تأسس عام 1826 لتنظيم المجموعات التي حصلت عليها حملة نابليون على مصر. ويعد أيضاً قسم الشرق الأدنى هاماً للغاية لاحتوائه على مجموعة من فن بلاد الرافدين.
يبلغ عدد القطع الأثرية به ما يقارب 5664 قطعة أثرية، الى جانب اللوحات التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، تبلغ أطول قاعة في المتحف حوالي 13 كيلومتراً مربعاً.
من جهة اليمين للقاعة الكبرى توجد قاعة صغيرة يعرض فيها لوحات الرسام الفرنسي تولوتريك، وتوجد قاعة أخرى جانبها تضم لوحات زيتية منها لوحة تتويج نابليون.
سعر تذكرة متحف اللوفر
يتراوح سعر متحف اللوفر حسب الوقت الذي ستشتري فيه التذكرة، يمكنك الحصول على التذكرة مقابل 9 يورو، لكن إذا أقدمت على شراء التذكرة في يومي الأربعاء والجمعة فإنك ستحصل عليها مقابل 6 يورو.
ناهيك عن أن دخول المتحف يكون مجاناً في الأحد الأول من كل شهر.