يبدو أن كيم جونغ أون لن يعقد قمة أخرى حول المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وذلك حسب مسؤولي كوريا الشمالية الذين زعموا أن طمع ترامب أدى إلى فشل المحادثات.
حسب صحيفة The Sun البريطانية، قالت تشوي سون هوى، نائبة وزير الخارجية الكوري الشمالي، إن كيم الذي يملك سلاحاً نووياً «ربما يكون فقد رغبته» في استمرار المحادثات مع الولايات المتحدة، ألد أعداء بلاده المعزولة عن العالم.
وأضافت أنها تعتقد أن كيم يجد «صعوبة في استيعاب» سبب الفشل المفاجئ أمس، لمحادثات هانوي التي اتسمت بطابع الصداقة، والتي بدت أنها تتجه نحو التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق، قال ري يونغ هو، وزير الخارجية الكوري الشمالي، إن دونالد ترامب أهدر فرصة «قد لا تأتي مرة ثانية».
انسحب الرئيس الأمريكي بطريقة مثيرة من المفاوضات، أمس الخميس، وفي وقت مبكر، قائلاً إن كوريا الشمالية تعهدت بأنها لن تتخلص من ترسانتها النووية المميتة إلا بعد رفع العقوبات.
وقال ترامب إن اتفاقية مقترحة كانت موجودة بالفعل «وجاهزة للتوقيع عليها»، لكن مطالب كيم أدت إلى استنتاجه أنه «في بعض الأحيان، عليك الانسحاب».
روايات متعارضة
غير أن فريق كيم جونغ أون أعلن رواية تتعارض كلياً مع رواية واشنطن، وأصروا على أنهم لم يطلبوا إلا تخفيفاً جزئياً للقيود الاقتصادية الخانقة المفروضة على كوريا الشمالية.
وقال وزير الخارجية الكوري إن موقف كوريا الشمالية لن يتغير، حتى إذا عرضت الولايات المتحدة خوض جولة أخرى من المحادثات.
ولا تزال وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية تضفي صورة إيجابية على القمة، التي برزت خلالها الروح الودية بين ترامب وكيم.
وقالت إن القائدين «تبادلا آراءهما البناءة والصريحة حول القضايا العملية الناشئة في ظل بدء عهد جديد من تطور (العلاقات)».
لم يذكر ترامب الخلاف عندما خاطب القوات الأمريكية خلال توقفه في القاعدة المشتركة الميندورف-ريتشاردسون في ألاسكا.
وبدلاً من هذا، سلط الرئيس الضوء على عظمة الجيش الأمريكي وحذَّر من أعداء أمريكا.
قال ترامب: «لا تسعى أمريكا وراء الصراعات، ولكن إذا أُجبرنا على الدفاع عن أنفسنا، فسوف نقاتل، وسوف ننتصر انتصاراً ساحقاً».
وجاءت نهاية المحادثات بعد أن بدا ترامب وكيم على استعداد لشق طريقهما نحو تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكلتاهما -عملياً- متحاربتان.
وعندما سُئل كيم ما إذا كان مستعداً لنزع السلاح النووي، قال: «إذا لم أكن عازماً، لم أكن سآتي إلى هنا الآن».
ولكن بعد ساعات من ذلك، أُلغي غداؤهما المقرر مسبقاً، وغادر موكبا الرئيسين فندق متروبول الفاخر في هانوي.
وفي مؤتمر صحفي أعيد تنظيمه، أصر ترامب على أن علاقاته مع كيم لا تزال ودودة.
لكنه لم يعلن التزامه بعقد قمة ثالثة مع زعيم كوريا الشمالية، قائلاً إن عقد أي اجتماع قادم محتمل «قد لا يكون قبل مدة طويلة».
ترجمة: عربي بوست