المغربي منير المتصدق/ رويترز

مغربي أُدين في أحداث 11 سبتمبر يثير أزمة في ألمانيا

فتح ممثلو الادعاء الألمان تحقيقاً في كيفية السماح للمغربيٍ منير المتصدق ، المُدان بمساعدة المُخطِّطين في أحداث 11 سبتمبر /أيلول الانتحارية، بمغادرة ألمانيا وبحوزته مظروف يحتوي على آلاف اليوروهات نقداً.

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن منير المتصدق، الذي تم ترحيله من ألمانيا في أكتوبر/تشرين الأول بعد الحُكم عليه بالسجن لـ15 عاماً بسبب دوره في المُخطَّط كعضوٍ بتنظيمٍ إرهابي، حصل على 7,000 يورو (7,963 دولار) -وهو الأجر الذي يتقاضاه عن عمله في السجن، مُضافاً إليه البدل الشهري بقيمة 30 يورو (34 دولاراً)- قبل مغادرة البلاد.

اتهام منير المتصدق بالمشاركة في أحداث 11 سبتمبر

وأوضحت الصحيفة البريطانية، الخميس 28 فبراير/شباط 2019، أنه من المحظور دفع الأموال من «حسابات السجون» لصالح الإرهابيين أو المُشتبه في كونهم إرهابيين لأن أصولهم يُفتَرَضُ أن تُجمَّد ويُمنع الوصول إليها.

وأكَّدت المُتحدِّثة باسم مكتب المدعى العام في هامبورغ لمجلة Der Spiegel أن المكتب فتح تحقيقاً في الانتهاك المُحتمل للمادة 18 من قانون التجارة والمدفوعات الأجنبية الألماني إثر استقباله لشكوى من البنك المركزي، الذي يُفترض به أن يُوافق على حالات الإعفاء من الحظر لكن أحداً لم يستشره في هذه القضية.

وحذَّر البنك السُلطات بهذا الشأن قبل ثمانية أيامٍ من مغادرة المتصدق المتهم بالمساهمة في أحداث 11 سبتمبر ، بحسب Der Spiegel.

وكان المتصدق زميل دراسةٍ للطيارين الانتحاريين محمد عطا ومروان الشحي وزياد جراح، كما كان جزءاً من «خلية هامبورغ»، التي سمُّيت بذلك الاسم نسبةً إلى مدينة الميناء الشمالي التي عاشوا بها.

وتمسَّك المتصدق ببراءته خلال محاكمته التي حظيت باهتمامٍ عالمي عام 2006، واستمع إلى تصريحات أهالي الضحايا عن تأثُّرهم بوفاة ذويهم في هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

رُحل إلى المغرب بعد انقضاء مدة سجنه

وزعم أنه لم يكُن صديقاً مُقرَّباً من الرجال، لكن المحكمة رأت أنه ساعد الخلية في التخطيط اللوجستي لهجماتها، بما في ذلك الاستمرار في دفع إيجار المنزل الذي يقطنونه منفذوا أحداث 11 سبتمبر إبان مغادرتهم للولايات المتحدة من أجل الحفاظ على فكرة تخطيطهم للعودة.

ويُعتَقَدُ أنه يعيش الآن مع أقاربه في مراكش، ورفض الحديث إلى المراسلين الذين اكتشفوا مقر إقامته.

وتسبَّبت القضية في إحراجٍ كبيرٍ للسلطات في هامبورغ، والتي خطَّطت بدقةٍ لتفاصيل مغادرة السجين الخطير يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول، واستغرق ذلك التخطيط قرابة السبعة أسابيع.

واقتادته عناصر مُلثَّمةٌ من الشرطة إلى المطار، وظهر مبتسماً من نافذته في الطائرة وبجواره ضابطا شرطةٍ وسط جموع الرُكاب العاديين على متن طائرة الخطوط الملكية المغربية، بحسب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الألمانية.

وقال أندي جروت، وزير الداخلية في هامبورغ، إن مغادرته كانت دليلاً على أننا «أغلقنا هذه الصفحة».

 

ترجمة: عربي بوست