منذ أربعة أعوام أصبح طريق هيجة العبد الواقع أقصى جنوب محافظة تعز (جنوبي البلاد)، هو المنفذ الوحيد لمدينة تعز المحاصرة منذ أغسطس 2015، وكان طريق إمداد القوات الحكومية بالسلاح، والمدنيين بالغذاء والدواء.
وبسبب الحفريات وضيق الطريق، فإن المرور عبرها يتوقف بشكل متكرر، إذ تعجز المركبات عن اجتياز التعرجات الوعرة، وتوقف طابور طويل من السيارات بانتظار فتح الطريق يبدو مشهداً مألوفاً.
ورغم أهمية الطريق، فإن أياً من المعنيين في الحكومة أو السلطات المحلية في تعز لم يعره أي اهتمام، فلم تحظ بأي أعمال صيانة، وطبقة الأسفلت تتآكل في المنعرجات ما فاقم من تزايد الحفر، لينعكس ذلك في تزايد مخاطر المرور عبر الطريق.
وقبل أكثر من عام وعدت الحكومة بإصلاحها، وقبل شهر جدد رئيس الحكومة معين عبدالملك الوعد بصيانة الطريق، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل فيها.
ويقول أحد السائقين لـ«المصدر أونلاين»، إن معاناتهم لا يمكن وصفها بسبب الطريق التي كثر فيها الحفر في العديد من المنعطفات القاسية.
ويوضح "عندما تكون بحاجة لزيادة عزم محرك السيارة لتتجاوز المنعطفات لا يمكنك، بسبب تلك الحفر الترابية الكثيرة ما يفرض عليك السير ببطء، فلذلك تعجز عن الصعود، وسبب عجزاً للعديد من شاحنات النقل المتوسط والثقيل".
وأضاف "بعض الشاحنات تتوقف في الطريق، وذلك يؤدي إلى قطع الطريق الضيق، ليمنع مرور السيارات الأخرى، ويستمر ذلك لعدة ساعات، كما لا توجد لافتات إرشادية تنبّه السائقين".
مدير الأشغال العامة والطرق بمحافظة تعز عبدالحكيم الشميري قال لـ"المصدر أونلاين"، إن صندوق صيانة الطرقات بدأ العمل قبل أيام بمسح طريق يمر عبر نقيل الصحى كبديل مؤقت عن طريق هيجة العبد.
ويضيف "حين يكتمل العمل خلال الأيام القادمة وتصبح المركبات والشاحنات تمر عبر الطريق الجديد، سيشرع صندوق صيانة الطرقات بإصلاح طريق هيجة العبد كونه لا يصلح صيانة الطريق والمركبات والشاحنات تمر عبره".
وكان وكيل وزارة الثقافة عبدالهادي العزعزي، ناشد في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، إصلاح الطريق.
وقال: أصبح الطريق غير صالح للاستخدام، تدمر الطريق تماماً، ويحتاج عملية إسعافية لصيانته وبسرعة فمع أول أمطار موسم الصيف القادم سوف تدخل تعز حصاراً كاملاً، هو نصف طريق وليس طريق، إنه موت حقيقي.
ويأمل سائقو المركبات والشاحنات والمسافرون أن يُنفذ وعد الحكومة بإصلاح الطريق قبل أن تحل الكارثة.