أحمد عبدالفتاح- عربي بوست
كشفت شركة سامسونج قبل أسابيع، عن واجهة المستخدم الجديدة لأجهزتها والمسماة One UI، والواجهة الجديدة هي محاولة سامسونج الجديدة لحل واحدة من أقدم مشاكل الشركة في مجال الهواتف الذكية، وهي ثقل واجهة المستخدم وبطء تحديثات النظام.
فإن كنت قد اقتنيت أحد هواتف سامسونج في السنوات العشر الأخيرة، ولاحظت مع الوقت تباطؤ أداء الجهاز وثقل واجهة المستخدم بشكلٍ عام- فإن الجزء الأكبر من تلك المشكلة يعود إلى واجهة تشغيل سامسونج المثقلة بالوظائف والرسوميات المضافة إلى تجربة أندرويد.
تعتبر تلك الواجهة أيضاً أحد أهم أسباب عدم تحديث سامسونج هواتفها القديمة، التي حتى تدعم إصدارات أندرويد الأحدث ولا حتى تحديثها بالتحديثات الأمنية التي تصدر من شركة جوجل كل عام أولاً بأول، فتكييف تلك التحديثات للعمل مع واجهة سامسونج يتطلب كثيراً من الوقت والإمكانات.
وعلى مدار السنوات الماضية، حاولت سامسونج حل مشكلة واجهة التشغيل عدة مرات، ففي عام 2010 أصدرت سامسونج واجهة تشغيل Samsung Experience، لتحل محل واجهة تشغيل TouchWiz، وظهرت واجهة Samsung Experince مع أجهزة S4، وعالجت بعض مشاكل الواجهة القديمة TpuchWiz.
كما أنها قدمت الدعم لشاشات Edge التي قدمتها سامسونج مع هواتفها Note Edge في تلك الفترة.
ما هو الجديد في One UI؟
تقوم فلسفة واجهة المستخدم الجديدة على أن أغلب الهواتف الآن تحتوي على شاشاتٍ كبيرة والوصول إلى الجزء العلوي منها، خصوصاً أن استخدام الهاتف بيدٍ واحدة أمر صعب إلى حدٍّ ما، لذا فقد حاولت «سامسونج» أن تجعل كل الخيارات المهمة للمستخدم موجودة في النصف الأسفل من الشاشة.
عند فتح أي من القوائم مثلاً، يظهر اسم القائمة بخطٍّ كبير يحتل الثلث الأعلى من الشاشة، وتحتل الخيارات الثلثين الأدنى من الشاشة، ومع التمرير لأعلى يختفي العنوان بالخط الكبير وتظهر بقية الخيارات.
بالإضافة إلى هذا، أتى مع One UI كثير من التعديلات الجمالية على واجهة المستخدم،
فقد تمّ تغيير شكل الأيقونات والألوان المستخدمة بشكل عام، فأصبحت واجهة المستخدم
أكثر أناقة وأقل «بهرجة»، كما دعمت واجهة المستخدم الجديدة الوضع الليلي في جميع تطبيقات «سامسونج».
وبشكل عام، فالواجهة الجديدة أسرع في الاستجابة وأخف وأسهل في الاستخدام. على الرغم من كل هذا، فإننا لا نزال لا نعلم إن كانت الواجهة الجديدة ستحل مشكلة التحديثات أم لا، فالوقت وحده هو ما سيكشف لنا هذا.
كيف تحصل على One UI؟
إن كان لديك هاتف سامسونج عليه تحديث أندرويد Pie فإنه يأتي مع الواجهة الجديدة، فحتي الان حصلت أجهزة S9 و Note 9 على هذا التحديث بالإضافة إلى هواتف S10 بالطبع والتي طرحتها جوجل قبل أسبوع.
لماذا One UI؟
عند ظهور هواتف أندرويد قبل 10 أعوام بالتزامن مع إصدار أول آيفون، اهتمّ المستخدمون وبناء عليه الشركات بأمرين: الأول، وضع أكبر قدر ممكن من الإمكانات والوظائف الممكنة في النظام. والثاني، محاولة تقليد تجربة استخدام الآيفون، خصوصاً من ناحية المظهر.
هذان العاملان معاً أديا إلى ظهور ما عُرف بواجهات المستخدم المختلفة للشركات المصنِّعة لهواتف الأندرويد. ولكن في الأعوام الأخيرة ومع شكوى المستخدمين من تباطؤ أجهزتهم وبطء وصول التحديثات، فكرت بعض الشركات في تقديم تجارب مستخدم قريبة مما يُعرف بـ «الأندرويد الخام».
ولعل نجاح بعض الشركات في ذلك، خصوصاً One Plus، دفع بعض الشركات والمستخدمين إلى إعادة التفكير في واجهات التشغيل المختلفة
الواقع أنه لا توجد أي شركة حالياً في السوق تقدم تجربة «أندرويد خام «، فحتى جوجل أصبحت تضيف إلى هواتفها من سلسلة بيكسل، واجهة تشغيل Pixel Experience، ولكن تظل واجهة تشغيل بيكسل وOneplus واجهات تشغيل خفيفة، تقدم بعض المميزات دون التأثير في أداء الجهاز وسرعة التحديثات. لهذه الأسباب كان من الضروري لـ «سامسونج» أن تحدث واجهة تشغيلها هي الأخرى.
كما أن تحديث واجهة التشغيل من قِبل شركة سامسونج يقدمها خطوة في حربها الضروس مع الشركات الصينية، خصوصاً شركة هواوي، التي لا تزال تثقل واجهات تشغيل هواتفها بالوظائف والإمكانات غير الضرورية، كما هو الحال مع واجهات تشغيل سامسونج القديمة.