يقع على هضبة سلمى الشهيرة، بعيد عن الأنظار في قلب تلال بنية اللون تقع عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يختفي واحد من أجمل العجائب الطبيعية إنه "كهف مجلس الجن" الذي يعتبر ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم.
تصف (CNN) المكان الذي يبعد عن العاصمة العمانية مسقط بنحو 3 كيلومترات قائلة "بظلام حالك يقشعر الأبدان وهدوء يسيطر على زواياه.. قد لا يكون هذا الكهف مثل باقي الكهوف التي تراها أو تزورها، فربما إذا سمعت ما يتناقله القرويون المحليون عنه، لن تتجرأ حتى على التفكير بالنزول إليه".
وتضيف الشبكة الأمريكية: "إذا كان يراودك الفضول حول سبب تسميته، فقد سرد عدد من القرويين المحليين، الذين يعيشون بجوار الكهف، أن أصواتا غريبة كانت تصدر عنه، ما جعل الناس يتداولون قصص عيش الجن فيه".
وتشير إلى اهتمام العديد من المصورين، والرياضيين، وعلماء الأحياء، والجيولوجيين، اهتمامهم بهذا الكهف العُماني/ قائلة إنه في أثناء تواجد المغامر اللبناني توفيق أبو نادر، في رحلة استكشافية استمرت لثلاثة أيام، أوضح أن أرضية الكهف هي عبارة عن مزيج من الطين، وصخور صغيرة، وصواعد الكهوف. بالإضافة إلى وجود بعض النباتات، والطيور، والخفافيش والزواحف، مثل الثعابين.
وفي حديث المغامر اللبناني مع موقع "CNN بالعربية"، قال إن "الظلمة والرطوبة والتضاريس القاسية تصعب من مهمة التقاط الصور في أي كهف، ولكن فُتحات مجلس الجن الثلاث قد وفرت ظروفا أفضل لتوثيق ما بداخله".
ولطالما عرفت عمان بتاريخها الجيولوجي الغني، خاصة أن التقديرات تشير إلى أن جبال الحجر تعود إلى فترة تزيد عن الـ 600 مليون سنة. ليس ذلك فحسب، إذ تتميز أيضا بأماكنها العديدة التي يسعى الجميع إلى استكشافها، بدء من الكهوف إلى الأخاديد المخفية.
يقع كهف "مجلس الجن" في محافظة مسقط ولاية قريات في سلطنة عمان، ضمن منطقة فنس (هظبة سلماه) تبلغ مسافة الطريق من الشاع العام قريات صور (18كم).
وحسب موقع "عالم المعرفة" يعتبر كهف مجلس الجن من أضخم الكهوف الجوفية في العالم حيث يبلغ طوله 340 مترا وعرضه 228 مترا وإرتفاعه على هيئة قبة 120 مترا.
ويتخذ الكهف شكلا دائريا، ويبلغ من السعة ما يمكنه من استيعاب 10 طائرات جـامبو تصطف جنبا إلى جنب على أرضيته التي تناهز مساحتها 58 ألف مترا مربعا. أما ارتفاعه فيعادل ارتفاع خمسة فنادق بحجم فندق قصرالبستان أحدها فوق الآخر.
ويقول الموقع إنه لعدة قرون خلت، ظل سكان منطقة الشمال الشرقي من سلطنة عمان يتطيرون من "مجلس الجن"، والذي ترجع تسميته إلى أسطورة مفادها أن نفرا من الجن يتخذون هذا الكهف مجلسا لهم. وقد اتضح لاحقا أن ثمة تجويف في سقف الكهف يتسلل منها الضوء إلى الحائط الأيمن عاكسا معه ظلالاً متحركة، حملت الأهالي على الاعتقاد بأنها عفاريت من الجن تتخذ الكهف مجلساً لها.
اكتشف الكهف "مجلس الجن" لأول مرة ووضع على الخريطة أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة، وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم هو أحد خبراء الهيئة وهو (دون ديفيسون) في عام 1983م وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 مترا والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاث، ثم جاءت زوجته (شيريل جونز) في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحه ويبلغ عمقها 158 مترا فسميت باسمها منذ ذلك الحين ثم جاء (دون جونز) بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م.
ويقدر الجيولوجيون عمر كهف "مجلس الجن" أو "كهف سلمى" كما يحلو للبعض تسميته نسبة إلى المنطقة التي فيها بخمسين مليون سنة ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية.