فلسطينيون يقومون بأداء العمرة للمرة الأولى منذ سنوات/middle east eye

فلسطينيون يقومون بأداء العمرة للمرة الأولى منذ سنوات (صور)

علم موقع Middle East Eye البريطاني أنَّ مئات المسلمين الفلسطينيين من قطاع غزة سيتمكنون من أداء العمرة للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من عقد تحت حصارٍ بري وبحري وجوي تفرضه إسرائيل ومصر منذ عام 2007، مما أدى إلى تقييد ما يقدر بنحو مليوني شخص من السفر بحريةٍ إلى الخارج للدراسة أو العبادة، أو زيارة الأقارب أو الحصول على العلاج الطبي.

وبعد محادثاتٍ بين السلطة الفلسطينية في رام الله والمسؤولين المصريين، ستنطلق أول قافلة للعمرة اليوم الأحد 3 مارس/آذار 2019.

كانت آخر مرة زار فيها فلسطينيون من غزة مكة المكرمة في عام 2014، على الرغم من أنَّ 6600 شخص من القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة سافروا إلى المملكة العربية السعودية للحج في عام 2018.

ومنذ عام 2014، تظهر تقارير كل عام تفيد بأنَّ السلطات المصرية ستسمح للفلسطينيين من قطاع غزة بالسفر عبر معبر رفح إلى مصر، ثم الطيران من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية.

لكن لم تصدر مصر أي تصاريح للفلسطينين بسبب «المخاطر الأمنية» في شبه جزيرة سيناء، حيث يقاتل الجيش المصري جماعات مسلحة عديدة منذ عام 2011.

وفي هذه المرة، أُكِّدَت بالفعل أخبارٌ بأن الفلسطينيين قادرون على أداء العمرة، كما قال عوض أبو مذكور، رئيس جمعية شركات الحج والعمرة في غزة، لموقع MEE.

في نوفمبر/تشرين الثاني، أُبرِمَ اتفاقٌ بين السلطة الفلسطينية ومسؤولين مصريين للسماح لـ 800 فلسطيني في الأسبوع، ما مجموعه 3200 كل شهر، للسفر عبر معبر رفح، لمدة ثلاثة أشهر حتى مايو/أيار المقبل.

وقال أبو مذكور: «أرسلنا جوازات السفر إلى وكلائنا في السفارة الفلسطينية في القاهرة الذين سيعملون على معالجة التأشيرات من السفارة والقنصليات السعودية».

يسافر الفلسطينيون من قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس منذ عام 2007، والضفة الغربية المحتلة، بجوازات السفر صادرة عن السلطة الفلسطينية، بينما يسافر الفلسطينيون من القدس الشرقية المحتلة بوثائق سفر يصدرها الأردن أو إسرائيل.

رحلة محفوفة بالمخاطر

قال أبو مذكور: «في الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد، 3 مارس/آذار، سيجتمع 800 شخص عند معبر رفح، وعند الساعة التاسعة صباحاً سيجري فتح المعبر من ناحية الجانب المصري».

وأضاف: «سنسافر بالحافلات عبر سيناء إلى القاهرة، وفي اليوم التالي، سنسافر إلى جدة بالطيران ثم نأخذ الحافلات إلى مكة».

تستغرق الرحلة للوصول إلى مكة المكرمة 48 ساعة وتغطي ما مجموعه 1650 كم.

وستكون المنطقة الأخطر في الرحلة هي الـ 371 كلم على طرق العريش والقنطرة في شمال شبه جزيرة سيناء المحاصرة.

وقال أبو مذكور: «سيستغرق عبور هذا الطريق 12 ساعة بالحافلة بسبب الإجراءات الأمنية في سيناء ونقاط التفتيش».

وأضاف: «في الماضي، كان عبور العريش والقنطرة يستغرق خمس ساعات فقط للوصول إلى القاهرة».

في عام 2014، وصلت الهجمات على الجيش المصري وقوات الأمن إلى نقطة عالية عندما قتل 31 جندياً مصرياً في أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام.

وقال أبو مذكور إن المسؤولين المصريين أخبروهم في عام 2014 أنه بسبب «المخاطر الأمنية»، لا يمكنهم ضمان حماية حافلات العمرة الفلسطينية على أرض سيناء، وبالتالي لم تُوفَّر تصاريح السفر لشركات العمرة الفلسطينية.

وفي حديثهم إلى MEE الشهر الماضي، فبراير/شباط، وصف الجنود المصريون سيناء بـ «فيتنام المصرية».

في 16 فبراير/شباط، قُتل 15 جنديا مصرياً وسبعة مسلحين في اشتباكاتٍ مسلحة في شمال سيناء، مما يدل على أن قوات الأمن المصرية تكافح من أجل السيطرة على شبه الجزيرة.

على الرغم من المخاطر، سينضم مسؤولو السلطة الفلسطينية إلى 18 حافلة اليوم الأحد ستحمل 800 معتمر، وسيرافقهم الأمن المصري وسيارات الجيش عبر سيناء لحمايتهم.

وقال أبو مذكور: «نتفهَّم المخاطر في سيناء. إنها قافلة طويلة من الحافلات، ونحتاج إلى عربات عسكرية لمرافقتنا كما كان الحال بين عامي 2011 و2014».

أربع عشرة ليلة في مكة والمدينة

كان موسم العمرة الذي بدأ في سبتمبر/أيلول قد تعطَّل بسبب إجراء سعودي قيَّد حق الفلسطينيين في الحصول على تأشيرات بوثائق سفر مؤقتة للسفر إلى المملكة العربية السعودية.

ثم أُلغِيَ هذا الإجراء في يناير/كانون الثاني، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الحظر على التأشيرات والذي أثر على ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطيني في القدس الشرقية والأردن ولبنان والفلسطينيين داخل إسرائيل.

جدير بالذكر أن ما متوسطه 50 ألفاً إلى 70 ألف شخص من القدس الشرقية والضفة الغربية يذهبون للعمرة سنوياً.

في عام 2014، ذهب ما بين 20 ألفاً و30 ألف شخص من قطاع غزة إلى مكة للعمرة.

وقال أبو حمزة، مدير شركة حنيف للحج والعمرة في مدينة غزة، لـ MEE إن أرقام العمرة لهذا الموسم لن تصل إلى أكثر من 10 آلاف شخص.

وأضاف: «لدي 500 شخص تقدموا بطلبات للعمرة. الوضع الاقتصادي في غزة سيئ. الناس متلهفون للذهاب إلى العمرة لكنهم لا يستطيعون تحمل التكاليف».

جدير بالذكر أن تكلفة باقة العمرة لمدة 14 ليلة، بما في ذلك النقل، تبلغ 800 دينار أردني (1125 دولاراً).

وقال أبو حمزة إن السعر زاد بنحو 200-250 دينار (282-352 دولاراً) منذ عام 2014.

وأضاف: «إن تذاكر الحافلات ورحلات الطيران هي أغلى جزء في الباقة، حيث تقدر بنحو 500 دينار (705 دولارات)».

وقال أبو حمزة إن الرحلات في مارس/آذار ستكون كل يوم أحد في أيام 3 و10 و17 و24 مارس/آذار. وسيقضي الفلسطينيون 11 ليلة في مكة وثلاث ليال في المدينة.

وأضاف: «بعد شهر مايو/آذار، في شهر رمضان يرتفع السعر بما في ذلك تذاكر الطيران وغرف الفنادق».

وذَكَرَ محمد حمدان، رئيس شركة ضيوف الرحمن للحج والعمرة، أن السعودية طبقت قراراً في عام 2016 يقضي بفرض رسوم على تكرار العمرة لكل شخص أكثرة من مرة خلال ثلاث سنوات قدرها 2000 ريال سعودي (533 دولاراً)، وهذا من شأنه أن يصعب على الناس الذهاب الى العمرة مرة أخرى هذا العام.

وقال حمدان: «السعر مرتفع بالفعل و533 دولاراً تمثل نصف قيمة باقة العمرة».

ترجمة: عربي بوست