بدأت مليشيا الحوثي في تنفيذ تهديداتها بتحريك ورقة "الفضائح الأخلاقية" كسلاح لتركيع مسؤولين موالين لها، في مستهل حرب باردة قد تزداد سخونة في الأيام القادمة، ضمن مسلسل تصفية الحسابات بين قيادات الانقلاب.
وبرز اسم "طلال عقلان" الذي يشغل منصب وزير الخدمة المدنية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، كأحدث ضحايا هذه الحرب، بعد تسريبات تداولها ناشطون حوثيون عن أسباب الإطاحة به من منصبه على خلفية ظهور تسجيلات فيديو له مع فتاة.
واتسعت خلال الأشهر الأخيرة فجوة الخلافات بشكل ملحوظ داخل أروقة المليشيات الحوثية، وبالأخص بين قادتها العقائديين المتحكمين فعليا في سياسات وموارد الجماعة الانقلابية، من جهة، وبين شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة من الموالين لها، رغم محاولاتها البائسة إظهار حالة من التفاهم وتماسك ما يسمونه "الجبهة الداخلية".
وليست هذه المرة الأولى التي يسرب فيها الحوثيون أشرطة فاضحة لمسؤول في حكومتهم، حيث قاموا في العام 2016 بتسريب مقطع فيديو لنائب وزير الشباب والرياضة السابق عبدالله بهيان مع إحدى الفتيات، بعدما رفض تمرير إحدى المعاملات وصرف مبالغ مالية من حساب صندوق النشء والشباب لصالح قيادات حوثية.
وسبق أن وجه ناشطون وإعلاميون حوثيون قبل عدة أشهر، اتهامات مباشرة لقيادات كبيرة في المليشيات وأجهزتها الاستخباراتية باستخدام الفتيات للإيقاع بهم، في ظل تصاعد الأصوات الناقدة والمناوئة لسياسات وفساد مسؤولين حوثيين، من داخل الجماعة ذاتها.
واتهم عضو ما يسمى اللجنة الثورية العليا "محمد المقالح" والناشط الإعلامي الحوثي "الكرار المراني" على صفحتيهما في "تويتر"، أجهزة المخابرات المليشياوية بتجنيد فتيات وتكليفهن بمراقبة حسابات الناشطين والحقوقيين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، والدخول معهم بعلاقات، لاستدراجهم ومعرفة توجهاتهم.
ووجه "المقالح" نقداً لاذعاً لأساليب الحوثيين في إخضاع الصحفيين والناشطين الموالين لهم.
وأوضح أن استخدام الحوثيين للدعارة كوسيلة لتثبيت سلطتهم وملكهم المزعوم يعد "لعنة كبيرة لم يسبق أن استعملتها الأنظمة في اليمن".
وبحسب تقارير إعلامية، فإن هذه الطريقة قادت الحوثيين إلى اعتقال عدد من الناشطين الإعلاميين، بعد أن نصبت لهم الفتيات شراكا بقصد الإيقاع بهم، والحصول على معلومات خاصة.
ومؤخرا زعمت وسائل إعلام تابعة للمليشيات الحوثية بأن أجهزتها الأمنية تحتفظ بمئات التسجيلات والأدلة التي تثبت تورط عدد من الشخصيات المعروفة بفضائح أخلاقية، في رسالة تهديد مبطنة، يقول مراقبون إنها تمثل واحدة من أقذر الأساليب التي عرفت بها أجهزة المخابرات الإيرانية، وطالما استخدمها ضد معارضي نظام ولاية الفقيه في حروبهم السياسية.