نايف القدسي
قبل نحو شهرين غادر "محمد قاسم المنتصر" مسقط رأسه، مديرية الجبين في محافظة ريمة، إلى صنعاء بحثاً عن عمل يمكّنه من إعالة أسرته في القرية، لكن الأسرة التي كانت تنتظر تلقي "المصروف" من عائلها، ستتلقّى خبراً أخر مفجع لها، وسيكون له تداعياته المأساوية عليها لفترة طويلة.
بعد رحلة بحث، وجد "المنتصر" البالغ من العمر 35 عاماً، والأب لخمسة أطفال أكبرهم سندس (10 سنوات) عملاً في مجال البناء.. المهنة التي يجيدها.
وصباح الثلاثاء الماضي، توجه إلى منطقة "حِزيز"، جنوب صنعاء، حيث بات يعمل "بنّاء" في أحد المباني هناك.
وفي حين كان هو وأخوه وعمال آخرين منهمكون في العمل؛ جاء مسلحون وجنود من بلدية منقطة "حِزيز" حسب قولهم، وباشروا بإطلاق النار فور وصولهم لإجبار العمال على إيقاف العمل بحجة عدم وجود ترخيص.
كان "محمد المنتصر" يحاول أن يوضح لهم أنه لم يبدأ بالبناء إلا بعد أن رأى التصريح مع صاحب العمل، وفي حين كان يشرح لهم ذلك، كان يحاول أن يضع ما بيده من "اسمنت" في البناء، غير أن احد الجنود أطلق النار على رأسه وأرداه قتيلاً على الفور.
يقبع "محمد" الآن في ثلاجة أحد المستشفيات بصنعاء، بينما سندس وإخوتها في القرية ينتظرون عودة والدهم.
يريد الحوثيون الآن التحكيم القبلي بهدف إنهاء القضية وإخراج القاتل منها، لكن أسرة المقتول ترفض فكرة التحكيم ويطالبون بالعدالة.. العدالة التي ينتظرها جميع اليمنيين.