استشهد قائد مقاومة قبائل حجور الشيخ ابو مسلم الزعكري، أمس، على يد ميليشيا الحوثي الانقلابية التي اعدمته بطريقة وحشية عقب اقتحام منزله في منطقة العبيسة مركز مديرية كشر الحاضنة الادارية لقبائل حجور.
ويعد الشيخ ابو مسلم أحمد الزعكري احد أبرز قادة التيار السلفي في حجة وتتلمذ على يد مؤسس مقبل بن هادي الوادعي (1937م – 2001) الذي ادخل السلفية إلى اليمن وأسس مدرسة علمية سلفية سماها "دار الحديث" في قرية دماج بمحافظة صعدة (شمال اليمن) معقل ميليشيا الحوثي.
لم يكن الشيخ الزعكري معروفاً على المستوى الاعلامي قبل احداث حجور إلا أنه كان من المناهضين وبقوة للمشروع الحوثي، وحاضراً بقوة في المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في دماج التي اندلعت في 30 اكتوبر 2014 وانتهت بتهجير جميع السلفيين من دماج إلى العاصمة صنعاء، بعد وساطة رئاسية.
استمر الزعكري في مناهضته لمشروع الميليشيا الحوثي الانقلابية، وكان لافتاً حضوره إلى جانب قائد الحرس الخاص طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وقائد حراسته، عقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
ظل الزعكري متمسكاً بمبادئ التيار السلفي رافضاً الدخول في أي معترك سياسي التي حرمها شيخه مقبل الوادعي، باعتبارها "كفر"، إلا أن تهجير السلفيين من دماج في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، جعل يصطف في خانة الرئيس السابق صالح باعتباره كان راعياً لكل الاتجاهات والاطياف المتناقضة في المجتمع اليمني، بحسب تعبير أحد المقربين من صالح في حديثه مع "المشهد اليمني".
مع انطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وأسميت حينها "عاصفة الحزم" في 26 مارس 2015 عاود ابو مسلم الزعكري إلى الظهور، معلناً رفضه للعمليات الحربية واعتبرها "عدواناً" ضد اليمن.
وفق تسجيل مسرب تداوله نشطاء على "يوتيوب" تحدث طارق محمد عبدالله صالح الذي يقود حالياً كتائب ما يسمى بـ"حراس الجمهورية" في الساحل الغربي وتحديداً في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، عن الشيخ ابو مسلم الزعكري ودوره في مواجهة التحالف العربي.
يقول صالح إن الزعكري اتصل به عقب اندلاع "عاصفة الحزم" ودار حديثاً بينهما عن الواجب إزاء "العدوان" على اليمن، وطلب بأن يتم تسليمه جبهة لمواجهته.
وأشار طارق إلى أنه تواصل شخصياً مع قادة الانقلابيين الحوثيين وطلب منهم فتح جبهة تكون في عهدة الشيخ ابو مسلم الزعكري، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه تم تسليمه جبهة "حرض" الحدودية مع المملكة العربية السعودية وأن الزعكري قاتل بشراسة ولم يستطع التحالف والقوات التي يسندها تحقيق أي تقدم يذكر على مستوى تلك الجبهة
وبحسب صالح، تواصل قادة في التحالف محسوبون على السعودية من الزعكري وعرضوا عليه القتال إلى جانبهم ومده بالعتاد والمال والرجال إلا أن الأخير رفض، وهدد من قبل السعوديين بقصف منزله وكان رده عليهم بأنه يسكن في أعلى جبل وحدد لهم موقعه إن أرادوا تصفيته.
توالت الاحداث واستمر الزعكري في القتال إلى جانب مسلحي الحوثي تحت غطاء أن "اليمن" تتسع للكل إلا أنه وعقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على يد حلفائه الحوثيين، أحدث شرخاً كبيراً في العلاقة بين الزعكري والميليشيا.
وقالت مصادر مقربة من قائد مقاومة حجور ابو مسلم الزكري في تصريح خاص لـ"المشهد اليمني"، ان الاخير ترك جبهة "حرض" ورفض الاستمرار في قيادتها عقب مقتل صالح، ما أحدث خللاً في الجبهة وتمكن التحالف والقوات التي يساندها من تحقيق اختراق كبير في جبهة حرض وتمكن من الوصول إلى مشارف مديرية مستبأ والسيطرة على مثلث عاهم الاستراتيجي.
توارى الزعكري عقب ذلك عن الانظار واعتكف في منزله رافضاً كل الاغراءات والعروض سواء من قبل الحوثيين أو التحالف العربي، حتى انطلاق احداث حجور وتسنمه لقيادة الجبهة في مواجهة الحوثيين قبل أكثر من خمسين يوماً، حتى استشهاده يوم أمس العاشر من مارس في منزله على يد من قاتل إلى جانبهم التحالف العربي والقوات التي يساندها، في حين ما تزال الانباء تتحدث عن اختطافه من قبل الحوثيين بعد إصابته، واخفاء جميع أفراد أسرته.