عمر البشير

لهذه الأسباب، يحافظ السودانيون على ارتداء العمامة.. وهذه زمزيتها!

العُمامة أو "العِمة" بالعامية السودانية، واحدة من مفردات الزي السوداني خاصة لكبار السن والشيوخ، فالغالبية سمات الرجل السوداني في زيه القومي خاصة الشيوخ وكبار السن، وتجد غالبية السودانيين يعتمرونها في المناسبات العامة والخاصة.

والعمامة البيضاء هي الأجمل والأكثر هيبة وبهاء وقربا لقلوب السودانيين، فهي هي رمز للهوية السودانية التي هي مزيج من الدين والثقافة المحلية والأعراف والعادات والتقاليد.

ويرجح الباحث الاجتماعي والصحافي السوداني أحمد الطيب البشير، في حديثه مع وكالة "سبوتنيك"، أن تكون العمامة أو العِمه، قد عرفت في السودان من قبل دخول العرب (قبل أكثر من 1400 عام) خاصة عند قبائل البجا في شرق السودان والنوبة في شماله إلا أن ارتباطها الوثيق باللون الأبيض جاء بعد دخول الإسلام.

ويقول البشير "العمامة هي الزي الرسمي للسودانيين وكانت في السابق زيا لطلاب المدارس الأولية والمتوسطة إلى أن تغير السلم التعليمي في سبعينيات القرن الماضي، وقد اتخذها الحرس الجمهوري زيا له، وأصبحت علامة مميزة لحرس الرئاسة الجمهوري السوداني".

كما لفت إلى أن عددا من الشخصيات ارتبطت صورهم بارتداء العمامة السودانية أبرزهم الرئيس الأسبق جعفر نميري، ومرشد الطريقة السمانية، الشيخ محمد قريب الله، ورجل الأعمال المتوفي، بابكر ود الجبل، والمطرب الشعبي الشهير كمال ترباس والفنان التشكيلي، راشد دياب، إلى جانب المسيحيين السودانيين الذين يلبسون العمامة أيضا، لافتا إلى أن العمامة تعبر عن هوية السوداني لا دينه.

ومن جانبه يقول الدكتور، عبد الرحمن الكسنزاني، رئيس دائرة الإفتاء بهيئة علماء السودان، لوكالة "سبوتنيك"، إنه "على الرغم من أن العمائم البيضاء زي قومي للسودانيين إلا أن مرجعيتها دينية لارتباط السودانيين الوثيق بالإسلام وهي لباس النبي محمد، وقد حث على ارتدائها ووصفها بـ "تيجان العرب".

وفي السياق ذاته، يقول المتخصص في صناعة الأزياء السودانية، أحمد النذير، لوكالة "سبوتنيك"، إن "العمامة السودانية البيضاء لها أنواع عدة تتنوع بنوعية القماش الذي تنسج منه، حيث يأتي في المقدمة قماش "التوتال" السويسري، ويصنع من أجود خامات القطن وهو غالٍ جدا لا يلبسه إلا علًية القوم المقتدرون من رجال الأعمال والمسؤولين ورموز المجتمع، ويليه أنواع أقل فخامة من "التوتال" الهندي والصيني وترتديه الطبقة الوسطى، ثم يليه قماش "الكنيبو" وهو من البوليستر الخفيف، بأنواعه الياباني الفاخر والصيني والهندي، وهذا النوع ترتديه الطبقة محدودة الدخل لرخص سعره".

ويوضح النذير أن "مواسم الأعياد هي أكثر الأوقات التي يشتري فيها السودانيون العمائم، ويرتدي السودانيون العمائم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الرسمية، وأحيانا كثيرة تصبح بمثابة تفاخر وتباهٍ اجتماعي"، مؤكدا أن "جمال وأناقة العمامة السودانية، يعتمد في المقام الأول على إتقان طريقة ارتدائها حيث توضح هذه المسألة أناقة الشخص ورقي ذوقه في اللبس".

ويضيف "العمامة كانت في السابق مرتبطة بكبار السن إلا أنه في الآونة الأخيرة صار الشباب يقبلون عليها بكثرة وأصبحت جزء مهما من أناقة الشاب خاصة في المناسبات الاجتماعية".