الأم نجحت في إنقاذ طفليها/ ميرور

انفجار سيارة أجبر "أم" على الاختيار بين إنقاذ أحد طفليها.. كيف تصرفت؟! (صور)

إعداد وترجمة: عربي بوست

كشفت إحدى الأمهات أنها كانت في موقف لا تُحسد عليه، عندما كان عليها أن تختار بين أحد طفليها لإنقاذه أولاً، عند انفجار سيارة في موقف للسيارات في أحد مراكز التسوق.

وقالت صحيفة Mirror البريطانية، إن إميلي سميث واجهت أسوأ الكوابيس التي تطارد كل الآباء والأمهات، عندما شبَّ حريق في سيارتها الجديدة من طراز رينو سينيك، في حين كان طفلاها قابعين داخلها خلف أحزمة الأمان، وكانا «قاب قوسين أو أدنى من الموت».

وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته، الثلاثاء 12 مارس/آذار 2019، أن إميلي (26 عاماً)، كانت تتسوق لتوّها في متجر تيسكو مع ابنتها إيمي لي، البالغة من العمر ثلاثة أعوام، وابنها جوزيف، البالغ من العمر 11 أسبوعاً، وصديقتها وطفلها ذي العام الواحد، عندما وقعت كارثة انفجار سيارة وبدأت المرأتان في الصراخ طلباً للنجدة.

انفجار سيارة يضع أُماً في موقع لا تُحسد عليه

قالت إيميلي لموقع Hull Live البريطاني: «عندما ضغطت على زر تشغيل المحرك، اشتعلت النيران في السيارة مباشرة».

وأضافت: «بدأ الدخان ينبعث من عند دواسة البنزين بالسيارة قريباً من ناقل السرعة، ثم من تحت غطاء المحرك، وفجأة بدأت النيران تخرج من تحت السيارة. لقد كنت في حالة صدمة هائلة، ولحسن الحظ ألقى رجل مار بزجاجة مياه غازية على النيران المشتعلة في الدواسة حتى أتمكن من الخروج، وأصبح كل شيء آخر ضبابياً إلى حد ما».

وبدأت المرأتان في الصراخ طلباً للنجدة بعد انفجار سيارة ، ووجدت إميلي نفسها بغتة في موقف لا تحسد عليه، وكان عليها أن تُقرر مَن تنقذ من طفليها أولاً.

قالت: «كانت ابنتي ذات الثلاث سنوات تصرخ، وكانت واعية لما يحدث، لذا انتزعت حزام الأمان الذي يربطها إلى المقعد أولاً، وألقيت بها إلى إحدى النساء من المارة».

لكن الجميع خرج سالماً

وأضافت: «وكان طفلي الرضيع لا يزال نائماً، وعلق حزام الأمان في الجزء الخلفي من مقعد عربته ولم أستطع إخراجه، رغم أنني حاولت بكل طاقتي أن أحلّ الحزام. وبدأ مقعد السيارة في الذوبان بفعل الحرارة، وفي النهاية انتزعته من حزام الأمان وأسرعت معه إلى خارج السيارة».

وتردف قائلة: «عندما بدأت أصوات الانفجار في الانبعاث من السيارة وامتدت النيران إلى جميع أجزائها كنا قاب قوسين أو أدنى من الموت».

جرى إخلاء مركز التسوق في شارع سانت ستيفن في مدينة هال، بعد نشوب الحريق في موقف السيارات يوم 4 مارس/آذار. ويُعتقد أن عطباً كهربياً قد تسبَّب في نشوب الحريق، لكن السيارة تعرَّضت لأضرار بالغة قطعاً.

وكانت والدة إميلي تستقلّ حافلة مرَّت بشارع سانت ستيفن، واتصلت بها لإخبارها أن تتجنب ركن سيارتها في تيسكو بسبب انفجار سيارة .

وعندما أجابت إميلي الهاتف «وهي في حالة هستيرية»، قفزت والدتها من الحافلة في المحطة التالية، وركضت لإنقاذ حفيديها.

وقالت إميلي، التي ذهبت مع طفليها إلى قسم الحوادث والطوارئ للتأكد من سلامتهما بعد حادث انفجار سيارة : «مرضت ابنتي لعدة أيام بعد الحادث، وكان برازها في مثل سواد القطران، أما طفلي الرضيع فقد غطّى الطفح الجلدي جسده بسبب الدخان».

وأضافت: «لكن بعد كل هذا الرعب أريد أن يعرف الناس طبيعة الخطر الذي واجهناه، لم أكن لأُسامح نفسي لو لم أتحدث عمّا حدث».

وتسلَّمت تعويضاً «رمزياً» من الشركة

وقد اشترت إميلي سيارة رينو سينيك قبل 32 يوماً مقابل 1274 دولاراً من شركة Auto Touch، بعد مشاهدتها إعلان السيارة موديل 2007 على سوق فيسبوك.

وقد تسلمت إميلي سميث 393 دولاراً من الشركة كبادرة حسن نية، ولكنها تأمل في أن تسترد أموالها بالكامل.

وحصلت إميلي على تعويض للسيارة من شركة التأمين التي تتعامل معها، لكن بعد دفعها رسوم طلب الحصول على تأمين السيارة التي يبلغ قدرها 621 دولاراً، ونفاد مالها.

وقالت: «كل شيء في هذه السيارة كان لأطفالي، وليس لدي مال لشراء أشياء جديدة»، مضيفة: «كان القائمون على متجر تيسكو رائعين معي، وردوا لي ثمن الأشياء التي اشتريتها والتهمها الحريق، بل دفعت إحدى الموظفات 19 دولاراً من مالها الخاص لسداد تكاليف الألعاب التي اشتريتها من The Entertainer».

وتتابع قائلة: «لا يمكنني أن أوفي الجميع حقهم من الشكر على مساعدتهم لي، وأود أن أشكر المارة الذين أبعدوا أطفالي عن الخطر».

في انتظار نتائج التحقيق في سبب الحادث

قال متحدث باسم شركة Auto Touch، التي تقع على ناصية شارع Spring Bank West and Walton: «لقد عرضنا على الأسرة مبلغ 392.5 دولار كبادرة حسن نية، ونحن نفهم التأثير الفظيع لهذه التجربة عليهم».

وأضاف: «لقد فعلنا كل ما بوسعنا لمساعدتهم. نحن شركة جديدة ولسنا هنا للتسبب في المشكلات، ونقدم خدمة عملاء رائعة، ونريد أن نتأكد من أن جميع عملائنا سعداء. لو اتصلت بنا إميلي على الفور لكنا قادرين على إعطائها المزيد؛ لأن لدينا تأميناً يغطي نفقات السيارة، لكنها مضت بالفعل في إجراءات تأمينها الخاص».

وتابع: «كنا سنحثّ إيميلي على العودة إلى الاتصال بنا إذا شعرت أنه يمكننا تقديم المزيد لمساعدتها، لكننا فعلنا ما يتعين علينا فعله بإعطائها 392.5 دولار».

وقالت متحدثة باسم مجلس مدينة هال: «تلقى فريق المعايير التجارية شكوى من المستهلكة بخصوص هذا الحادث، وأصبحت المسألة قيد التحقيق الآن».