أحمد شاب في العشرين من عمره، عاطل عن العمل بعد إكمال دراسته الثانوية، ولم يتمكن من مواصلة دراسته الجامعية بسبب ظروفه المادية.
يحلم أحمد أن يعمّر بيتا ويستقل عن منزل والده الصغير، ويتزوج كباقي أترابه؛ لكن من أين له ذلك في ظل بطالة، وحالة حرب تعيشه البلاد منذ أعوام، ولا تريد أن تضع أوزارها.
في زمن الحرب، عليك أن تحارب لكي تعيش، عليك الانتماء لجهة، وإن كانت خارجية، لتظفر بالمال وتكافح الحياة؛ لكنها الحرب.
مرتان يحاول أحمد الالتحاق بجبهة الحدود، وفي كل مرة يتمكن أهله من اللحاق به وإعادته؛ لكن هذه المرة لم يتمكنوا. لقد كان ملك الموت بانتظاره، بل هو من أشار إليه من مكان بعيد بالقدوم.
تمكن أحمد، أخيرا، من الالتحاق بجبهة الحدود وهو يبني قصورا من الأحلام. يقول لصديقه، سأعود وأعمر منزلا، وأتزوج.. وما يدريك يا فتى ما يخبئ لك القدر.
لم يمضي الشاب اليمني الثلاثة أشهر في الجبهة، حتى أتت طائرة التحالف، الذي على اعتبار أنه يعمل معها بالأجر، لتبعثر أشلاءه ومجموعة من زملائه.
لم يلحق أحمد أن يستلم مرتبا واحدا، ويتهنأ به قبل أن يضرب معه الموت موعدا. كان لا يزال يحلم بما سيتقاضاه، وبم سيبدأ به من أهداف تباعا.
ذهب أحمد، وخلف وراءه عائلة مكتظة بمنزل صغير، ينتظرون بيضة الذهب الذي سيأتي بها. ذهب وخلف وراءه أحلام مشروعة إلا من الموت!
ليس أحمد وحيدا، هناك الآلاف من الشبات اليمنيين دون الخامسة والعشرين، اضطرهم الوضع للذهاب للقتال بالأجر اليومي مع السعودية في الحدود.
يجرّف هؤلاء الشبان، ويتركون وراءهم عائلات تتضور جوعا، وبمجرد أن يموتوا، تسقط حقوقهم، وتنتهي مهمتهم ببساطة.
لقد ابتلي اليمنيون لمليشيات طائفية قذرة تريد أن تسيس رقابهم على ملتها؛ وابتلوا بحليف لئيم يخرجهم من الظلمات إلى الظلمات. يبتزهم بطريقة بشعة، ويمارس غواية التخريب كالمليشيات، وزيادة!
المصدر: تعز أونلاين
تحديث:
مصادر عسكرية تواصلت مع "تعز أونلاين" على إثر هذا التقرير، وأوضحت أن الجنود، بمن فيهم أحمد، يتبعون لواء اول حرس حدود ولديهم أرقام ورواتب .
لذا لزم النشر كما ورد والتنويه لذلك