عربة الحواديت

تشجيعا للقراءة.. "عربة الحواديت" تتجول في شوارع مصر (صور)

الثقافية في القرى والأماكن المنعزلة

الاندبندنت 

لاقت "عربة الحواديت" صدى كبيرا خارج مصر وتلقت دعوات من دول أجنبية عدة لمحاكاة التجربة. (خاص.إندبندنت عربية)

سيارة صغيرة تجوب محافظات مصر من الشمال حتى أقصى الجنوب، تحمل في داخلها كتبا للأطفال وحماسا لأفراد قرروا أن يوقدوا شمعة تواجه الظلام بتشجيع الأطفال في القرى والأماكن الأقل حظاً على القراءة وتنمية ثقافتهم ومهاراتهم، من خلال فعاليات وأنشطة ثقافية مختلفة تقدمها "عربة الحواديت"، التي وزّعت حتى الآن 53 ألف كتاب، ورُشّحت مرتين لجائزة "صناع الأمل" العربية، كما حصلت على جائزة أفضل مشروع ثقافي في مصر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2018.

احتكاك مباشر مع الأطفال أطلق الشرارة

حماس الأطفال لأنشطة

حماس الأطفال لأنشطة "عربة الحواديت" غير مسبوق وبعضهم يشارك لأول مرة. (خاص. إندبندنت عربية)

هيثم السيد، صاحب مبادرة "عربة الحواديت" قال لـ"إندبندنت عربية" إن "اهتمامي بالأطفال يعود إلى فترة بعيدة، فأنا كاتب للأطفال إضافة إلى عملي كمدرس للغة الإنجليزية، مما يجعلني متصلا بشكل أساسي باحتياجات الأطفال ومشكلاتهم ومهتما بما يقدم لهم، وبخاصة لو كان هؤلاء الأطفال من سكان القرى والمناطق المحرومة إلى حد كبير من الخدمات الثقافية، التي للأسف تتركز في القاهرة والمدن الكبرى وتوجد بصورة أقل كثيراً في المحافظات، وتكاد تنعدم في بعض القرى وبخاصة في المناطق البعيدة مثل صعيد مصر، فهناك احتياج شديد للخدمات الثقافية وخاصة الموجهة للأطفال، ومن هنا فكّرت لماذا لا نذهب نحن للأطفال بمبادرات مثل (عربة الحواديت)، التي بدأتها على نطاق صغير توسّع تدريجياً بعد اكتساب المشروع للشهرة والمصداقية".

نشاطات موازية لإثارة الخيال

وزعت

وزعت "عربة الحواديت" أكثر من 50 ألف كتاب خلال جولاتها في محافظات مصر. (خاص.إندبندنت عربية)

ويضيف "نوزّع من خلال (عربة الحواديت) الكتب على الأطفال ونقيم ورشا لحكي القصص مصحوبة ببعض الأنشطة، مثل أن نطلب منهم رسم الشخصيات التي وردت في الحكاية وتخيلها لنثير خيالهم وندفعهم إلى الإبداع، أو نطلب منهم كتابة قصة مستوحاة من رسومهم، ويتجاوب الأطفال بشكل لا يوصف، كما أن حماسهم غير مسبوق، حيث أن بعضهم ربما يشارك في هذه الأنشطة للمرة الأولى، ونهدف من خلال (عربة الحواديت) إلى الوصول للأطفال في المدارس وفي الشوارع وفي كل مكان، حيث نقيم نشاطاتنا في أي مكان يمثل تجمعا للأطفال، وحتى الآن قدمنا نشاطاتنا في عشر محافظات تتوزع بين الوجه البحري والصعيد، فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى الاهتمام والدعم، وتقديم الكتاب للطفل وتشجيعه على القراءة سيساعد على تكوين شخصيته بشكل إيجابي وسيخلق منه فرداً صالحاً في المجتمع لأنه سيكون بديلاً عن نشاطات سلبية أخرى قد يقوم بها الطفل، كما أن اهتمامه بالقراءة سيظل مصاحبا له على مدار سنوات عمره".

تحدّي التمويل يهدد الاستمرار

(عربة الحواديت) وزّعت حتى الآن أكثر من 50 ألف كتاب من خلال جولاتها في محافظات مصر، إضافة إلى ورش الحكي لحكايات موجهة للأطفال تحمل قيماً ومضامين تربوية يحرص القائمون على المبادرة على توصيلها للأطفال بشكل غير مباشر، وكل الفعاليات والنشاطات تتم بالجهود الذاتية وجهود بعض المتبرعين، وعن هذا الأمر يقول هيثم السيد "كل الكتب التي قمنا بتوزيعها على الأطفال منذ بداية (عربة الحواديت) وحتى الآن نوفرها بالجهود الذاتية من خلال القائمين على المبادرة، ومن بعض المتبرعين المهتمين والداعمين للفكرة، وبعض دور النشر التي أحياناً تمدّنا بإصداراتها من كتب الأطفال لتوزيعها، إلا أن الأمر أصبح أصعب كثيراً أخيرا للارتفاع الكبير في أسعار الكتب وبخاصة كتب الأطفال، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا الآن، وهو توفير نفس القدر من الكتب في ظل هذه الظروف، إضافة إلى توفير مستلزمات الورش من خـامات وألوان وأوراق وما إلى ذلك، خصوصا أننا نعمل بجهودنا الذاتية بشكل كامل دون الحصول على دعم من أي جهة أو مؤسسة".

نجاح يصل حتى الريف الفرنسيّ

مشروع

مشروع "عربة الحواديت" لا يكتفي بتوزيع الكتب على الأطفال بل يقيم ورشا للحكي القصصي وأنشطة أخرى فنية مختلفة. (خاص. إندبندنت عربية)

ويضيف هيثم السيد "(عربة الحواديت) لاقت صدى كبيرا حتى خارج مصر، حيث تم دعوة المبادرة للمشاركة في المنتدى العالمي للشباب في هولندا، كما تم دعوتنا لإقامة ورش حكي وقراءة لدارسي اللغة العربية في كينيا وجنوب أفريقيا، كما قام التلفزيون السويدي بعمل تقرير مطوّل عن (عربة الحواديت)، وقريباً سنقوم بالتعاون مع التلفزيون الفرنسي لعمل محاكاة لتجربة (عربة الحواديت) في الريف الفرنسي، وما نتمناه في المستقبل هو أن يتوسع نشاطنا وأن تجوب (عربة الحواديت) كل المحافظات وتصل إلى قطاعات أكبر من الأطفال في الأماكن الأقل حظاً، وأن يكون لها دور في تنمية ثقافتهم ومهاراتهم، ومن ثم تحسين حياتهم نحو الأفضل".