صنعاء – عصام صبري:
بعد أكثر من 4 أعوام من تكبيل سميرة محمد مسعد، بالسلاسل الحديدية، وسجنها من قبل ابن عمها العشريني مهدي علي مسعد، في قرية مقولة الواقعة بمديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء، بغرض حرمانها من الميراث، قتل مهدي طفلتها براءة (4 أعوام)، وادعى أنها توفيت.
بدأت تفاصيل هذه الجريمة من لحظة اتفاق زوجها، علي حسين صالح، وابن عمها مهدي، على نقلها من منزل زوجها، واقتيادها إلى منزل الأخير، عندما كانت حبلى بطفلتها براء.
ولدى وصولها إلى بيت ابن عمها (قريبها الوحيد)، قيداها بالسلاسل الحديدية، وسجناها في إحدى غرف المنزل.
وبعد عامين من سجنها، أشيع خبر في القرية، أن سميرة تعاني من حالة نفسية صعبة، بحسب رواية الناشط جمال فرج، وهو من أبناء قرية شيعان المجاورة لقرية مقولة، والذي نقل هذه الرواية عن شهود عيان من أبناء القرية، مؤكداً لـ”المشاهد” أن دافع ابن عمها هو منعها من الحصول على الميراث الذي تشترك فيه معه، والمكون من مزارع قات ومنازل في القرية التي يقطنونها، إضافة إلى منزل في حي الصافية وسط العاصمة صنعاء، فيما كان دافع زوجها هو الزواج بامرأة أخرى.
كيف تم اكتشاف مقتل الطفلة براءة؟
عانت الطفلة براءة التي وضعتها أمها في الأيام الأولى من سجنها، من التعذيب، من خلال إطفاء أعقاب السجائر في يدها، بحسب رواية الناشطة هيفا مالك، التي زارت سميرة بعد تحريرها من قبل الشرطة في قريتها، مضيفة نقلاً عن سميرة، أن ابن عمها كان يتلذذ ببكاء براءة بعد إطفاء السجائر في يدها.
لم تكن براءة هي البنت الوحيدة لـ”سميرة”، بل كان لديها بنت عشرينية اسمها سمية، وهي متزوجة، لكنها كانت عاجزة عن زيارة أمها في محبسها، رغم محاولتها مراراً الاقتراب من مكان حبس أمها، الذي يخرج منه مهدي حاملاً بندقيته في كل مرة تحاول فيها الاقتراب من المنزل، مصوباً البندقية باتجاهها، الأمر الذي حرمها من أمها 4 سنوات، كما تقول مالك.
وبحسب هيفا مالك، فإن أحداً من أهالي القرية لم يكن يفكر أو يحاول أن يخرج سميرة من قيودها، بل كان البعض يقول: “إنها بنتهم، لهم الحق بفعل ما يشاؤون بها”. واستمر الوضع حتى بلغ مسامع سمية موت ودفن شقيقتها براءة، دون إبلاغ الأب والأبناء، ما جعل سمية تتقدم ببلاغ إلى إدارة البحث الجنائي والمجلس المحلي لمديرية سنحان، بأن براءة قتلت ولم تمت، ليتحرك بعد ذلك مدير المديرية، ويتوجه مع جنود من الأمن، لإخراج جثة براءة، رغم محاولات مهدي منع نبش قبرها.
وبالفعل، قام رجال الأمن بنبش قبر براءة، ومعاينة الجثة، ووجدوا علامات التعذيب والضرب، وأحيلت جثة الطفلة إلى الطبيب الشرعى، حينها اعترف مهدي بأنه ضرب براءة وركلها حتى الموت، بحجة أنه أراد أن يربيها، وفي الأثناء تم تحرير سميرة من سجنها.
بانتظار القصاص
ويرى الناشط عمار شلامش، في جمعية “إنماء” التنموية، وهي إحدى الجمعيات المجتمعية في مديرية سنحان، أن “جريمة قتل الطفلة براءة، وحبس أمها مقيدة خلال 4 أعوام، كانت أشبه بقصة فيلم سينمائي، لم يكن أحد يتوقع أن تحدث في منطقة يُعرف عنها أنها تراعي وتهتم بالنساء”.
وفي حديثه لـ”المشاهد”، يقول شلامش: “بعد اعتراف الجاني بالجرائم التي ارتكبها بحق ابنة عمه، وابنتها، وبتواطؤ من الزوج، بعد أن قدمت الأجهزة الأمنية واجبها، يجب على القضاء سرعة محاكمته، لينال الجزاء الرادع، ويكون عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هكذا جرائم غريبة عن المجتمع اليمني”.
ويضيف: “كل أبناء منطقة سنحان، يقفون اليوم مع الأم المظلومة وابنتها القتيلة، وأي تلاعب في القضية من قبل أية جهة أو شخصية، فسيفضحونها، ويتصدون لأية محاولة من شأنها إعاقة تطبيق العدالة”.
المشاهد نت